تمر هذه الأيام الذكري السنوية الأولي على رحيل مخرج الشعب إسماعيل عبد الحافظ .. المبدع الذى أمتعنا بأعماله "الشهد والدموع " وليالى الحلمية " و" العائلة " و"شارع المواردى " وغيرها من علامات الدراما المصرية والعربية .. عبد الحفيظ أو عميد مخرجى الدراما المصرية الذى استطاع بحسه الإخراجى المتميز أن يؤرخ فصولاً من تاريخ مصر على مدى رحلة عطائه التى امتدت 71 عاما انتصر خلالها لقضايا رجل الشارع البسيط ومشكلات الطبقة المتوسطة.. يكشف ابنه محمد ل " أخبار النجوم" تفاصيل رحلة الصبر والكفاح ويتحدث عن سماته الشخصية وعلاقاته الإنسانية .. ورؤيته للثورة وجماعة الإخوان.. وتفاصيل أخرى كثيرة فى السطور القادمة.. -كيف مر عليك العام الأول لرحيل والدك مخرج الشعب إسماعيل عبد الحافظ ؟ أفتقده كثيرا كابن وكمتفرج خاصة بعد غيابه عن دراما رمضان وأشعر بنوع من الوحدة والظلام ورغم انه غاب عن عالمنا جسدا الا ان أعماله ستبقى بدليل أن الجمهور يتذكر أعماله حتى وقتنا هذا مثل "ليالى الحلمية " ، "المصراوية " .. وأسعى لأن اكون ولو ربع هذا الرجل العبقرى وأقول له "ستظل فى القلب دائماً يا ابى "ولا أبالغ عندما أقول بأننى خادم تحت قدم والدى ..وكل أحلامى أن يرث ابنى "إسماعيل الصغير"نفس صفات جده . - هل تتذكر أهم نصائحه لك خلال مشوارك الفنى ؟ طبعا.. وكانت من أهم نصائحه التى أتذكرها حتى الآن هى تأكيده على ضرورة الالتزام بأخلاقيات المهنة والتى تتمثل فى الحفاظ على المواعيد والالتزام والمسؤولية و تعلمت منه ايضا كيفية التخطيط والتخصير والحفظ للدور الذى أجسده لأنه كان يرى أن النجاح لا يمنح إلا لمن يجتهد فى عمله لذلك كانت مقولته التى كان دائم لترديدها " لكل مجتهد نصيب " فكل كما اننى تعلمت منه أن ما يخرج من القلب يصل للقلب مباشرة . - وما هو الدور الذى كنت تحلم بتقديمة من اعمال والدك وقدمه زميل لك ؟ بصراحة كل الأدوار التى قدمها والدى فى جميع أعماله كنت معجب بها بشدة نظرا لان كل اعماله كتب لها النجاح وارتبطت بالمشاهد وبالنسبة لى عندما ارشح الى دور كنت كما يقولوا "بكله بإيدى وسنانى " واظل دائم البحث فى ادق واعمق التفاصيل الخاصة به بحيث اقدم من خلاله بصمة بشخصيتى ليتذكره المشاهد . - وما هى أحب الأعمال لوالدك و المقربة لقلبك وتحرص على مشاهدتها باستمرار ؟ يبتسم ويقول بصراحة ليس عملاً أو شخصية واحدة فقط فربما اظلم والدى لو حصرت حبى لعمل واحد بعينه فقط وانما هناك مجموعة من اعمال التى لا استطيع ان انساها ولا امل عندما اشاهدها لاكثر من مرة مثل مسلسلات "خالتى صفية والدير " ، "الوسية " "الشهد والدموع " ، "ليالى الحلمية " ، "الاصدقاء " ،" جمهورية زفتى " ، "العائلة " فهذه الاعمال امن تراث الدراما المصرية.، لذلك اسعدنى كثيراً اللقب الذى اطلقوه عليه وهو "مخرج الشعب" على الرغم انه لقب باسماء كثيرة مثل "فارس الدراما المصرية " ، "عمدة الدراما المصرية " لانه المخرج الوحيد الذى يذهب الى الاستديو ويباشر عمله وهو مرتدى الجلباب ، وقدم عنه فيلم " الاسطورة " اخراج محمد النجار ، قدم عنه كتاب "مخرج الشعب "، وسمى شارع بجوار مكتبه اطلق عليه اسمه . ووالدى صاحب "بدعة الاجزاء" ،حيث لم يتمكن مخرج مصرى إلى وقتا الحالى من تقديم خمسة أجزاء لعمله حتى، فالدراما التركية قلدت اسماعيل عبد الحافظ واسامة انور عكاشة باعتبارهم الرواد الاصلين لبدعة الاجزاء . - لو طال العمر وظل والدك بيننا الى هذه اللحظة فما هو الشيء الذى كان يستفزه لكى يقدمه كمبدع وصاحب رسالة ؟ رحم الله والدى فقد قدم عن الثورة قبل مجيئها حيث تنبأ بقيامها من خلال مسلسل "اكتوبر الاخر " فى الحلقة الاخيرة فى مشهد عندما قام الشباب بالخروج وحمل اللافتات ليذهبوا لرجال الاعمال وذوى السلطة والنفوذ لمطالبة بالحقوق التى كانت تنادى بها ثورة 25 يناير وهو المشهد الذى يعد بمثابة قراءة ل "ثورة الجياع " التى لن يقف احد امامها هذا من جهة.. ومن جهة اخرى بالنسبة لجماعة الاخوان المسلمين شاهدهم اسماعيل عبد الحافظ منذ فترة الثمنينات وعبر عن ذلك من خلال عمله التليفزيونى بمسلسلين وشخصيتين هما "العائلة " تاليف وحيد حامد والذى استعرض خلاله كل خطايا الاخوان المسلمين" فى الشارع من الاعتداء على المواطنين إلى العمليات الارهابية بالاقصر وبعدها اكد على رؤيته من خلال الجزء الثالث والرابع من مسلسل " ليالى الحلمية " عبر شخصية توفيق البدرى الرجل المتدين الذى تحول إلى إرهابى رافض لأهله والعالم . كما أن والدى واسامة انور عكاشة هاجما مبارك واسرته فى عز قوته فى الجزء الخامس من مسلسل "ليالى الحلمية " وعندما طلب منه بتقديم جزء سادس للمسلسل رد قائلا ماذا ساناقش فيه ؟! فقد تناولت فترة الاربعينات واستعرضنا كل طبقات المختلفة من الشعب المصرى وكل الرؤساء وصولا لحسنى مبارك واولاده ولهذا لم تقدم فكرة الجزء السادس لليالى الحلمية، فوالدى كان له رؤية مستقبيلة للاحداث الحالية بعيدة المدى لذا اعتبره الجميع شخصية استثنائية وكانت له مقولة وهى "العمل الجيد كلما يمر عليه الزمن يزداد حلاوة" . تابعوا تفاصيل الحوار على صفحات مجلة أخبار النجوم