قالت صحيفة "التايمز" حسبما أفاد محللون سياسيون، إن إعلان بعض الجماعات الجهادية المتشددة مسئوليتها عن الهجمات الكبرى في مصر، يعد تأكيدا على فكرة الاضطراب السياسي وعدم الاستقرار الناجمين عن الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، كما أن هذا الأمر يشكل تهديدا خطيرا للأمن بالنسبة لدولة في حجم مصر، على حد قولها. وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، في تقرير لها اليوم، إلى إعلان جماعة أنصار بيت المقدس مسئوليتها عن العديد من الهجمات رفيعة المستوى التي وقعت مؤخرا قي سيناء وأماكن متفرقة أخرى. وأضافت الصحيفة أن هذه التفجيرات شملت تفجير سيارة أمام مقر أحد أقسام الشرطة في القاهرة، بالإضافة إلى إسقاط طائرة هليكوبتر عسكرية بصاروخ، كذلك اغتيال لواء شرطة أمام منزله في وضح النهار. في نفس السياق، قال ديفيد بارنيت الباحث السياسي في أحد مراكز الأبحاث بالولايات المتحدةالأمريكية ومؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، "هذه الهجمات جعلت السلطات المصرية تبدو وكأنها تطارد شبحا". وأوضح "بارنيت" أن هذه الجماعات تعد من الجماعات المسلحة الرئيسية التي لديها القدرة على تصعيد زعزعة استقرار البلاد، مضيفا أن جماعة أنصار بيت المقدس جماعة إرهابية تستمد قوتها من تنظيم القاعدة. ورأى "بارنيت" أن إسقاط الرئيس السابق مرسي يعتبر مؤشرا رئيسيا أن الطريق للنجاح لا يأتي سوى من خلال العنف وليس من خلال العملية الديمقراطية، حسب تعبيره. وحسبما قال خبراء فإن الجماعة الإرهابية تلقت دعما من مناطق حول منطقة الدلتا وبعض المناطق الأخرى في القاهرة. في سياق متصل، قالت الصحيفة إنه بالرغم من صعوبة التوصل لهيكل القيادة العامة لجماعة أنصار بيت المقدس بالإضافة إلى أن مصادر تمويل المجهولة إلى أن السلطات المصرية استطاعت القبض على اثنين من قادتها المعروفين وهم شادي الميني وأبو أسامة المصري. من ناحية أخرى، قال ماثيو غودير خبير في مجال المتشددين الإسلاميين، أن هدف الجماعة المبكر من مهاجمة إسرائيل هو تخريب العلاقات بين مصر وتل أبيب وذلك عن طريق تخريب خطوط أنابيب الغاز. ومن جانبه، أكد "بارنيت" أن القضاء على هذه الجماعة الإرهابية أكثر تعقيدا مما يتخيل المراقبون، موضحا أن الهجمات تشير إلى وجود مقاتلين يتمتعون بخبرة إجرامية واسعة. فيما قال إسماعيل ألكسندر الباحث بسيناء أن جماعة أنصار بيت المقدس تقوم بشراء الأسلحة التي تستخدمها في العمليات الإرهابية من ليبيا والسودان وخاصة بعد إسقاط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك. وأضاف :"يمكننا أيضا أن نقول إن بعض المجاهدين ممن اشتركوا في حروب أفغانستان وسوريا والبوسنة انضموا للجماعة مؤخرا".