اختار رئيس الحكومة التونسية الجديدة، مهدي جمعة، أن تكون الجزائر أول دولة يزورها بعد تعيينه وحيازة حكومته ثقة المجلس التأسيسي. ووفقا لما نشره موقع " العربية نت"، ذكرت وسائل إعلام أن جمعة يصل إلى الجزائر السبت في زيارة تستمر يومين، تلبية لدعوة من الوزير الأول الجزائري، عبدالمالك سلال، بحسب بيان وزعته رئاسة الوزراء التونسية. وفضل جمعة احترام التقاليد السياسية التي دأب عليها رؤساء الحكومات في تونس منذ الاستقلال، والتي تقضي أن تكون الجزائر أول دولة يزورها رؤساء الحكومات بعد تعيينهم . وكان رئيس الحكومة الثانية بعد الثورة، حمادي الجبالي، الوحيد من بين كل رؤساء الحكومات التونسية، الذي خرق هذا التقليد السياسي بزيارة دولة عربية ودول أخرى أوروبية قبل أن يتوجه إلى الجزائر. ويناقش الجانبان التونسيوالجزائري، السبت، مسائل التعاون الثنائي، خاصة ما يتصل بالأمن ومكافحة الإرهاب وتأمين الحدود، كما ستكون مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري من بين الملفات المطروحة. وتعتمد تونس على الجزائر في تغطية حاجياتها من النفط والغاز، كما تستفيد من توجه مليوني سائح جزائري سنوياً إلى تونس براً . وقال الخبير في الشؤون الإستراتيجية قوي بوحنية ، إن "وجود هذا التقليد السياسي في تونس يبرز مدى الحرص على مصالحها مع الجزائر باعتبار منطق الشقيقة الكبرى الذي يحكم العلاقة بين البلدين". وأضاف بوحنية الذي يدير كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة ورقلة جنوبي الجزائر أن "زيارة جمعة لها علاقة بالتطورات الراهنة في تونس، وستسهم في تكريس الاتفاق الاستراتيجي والأمني الموقع في غدامس في ديسمبر 2012، لضمان التهدئة السياسية الاستراتيجية في المنطقة". ومنذ عملية الشعانبي التي قتل خلالها ثمانية من جنود الجيش التونسي من قبل مجموعة مسلحة في يوليو الماضي، شكلت الجزائروتونس غرفة عمليات أمنية وعسكرية مشتركة تتولى تنسيق التعاون الأمني لملاحقة المجموعات المسلحة التي تتحرك على طول الحدود بين البلدين.