يجري العمل علي قدم وساق داخل أروقة وزارة الثقافة والإعلام والهيئة العليا للسياحة والآثار للملكة العربية السعودية من أجل توثيق الموروث الشعبي بما يتضمنه من تراث عمراني، وإبرازه في المحافل العالمية. وتقوم الوزارة السعودية وفقا لما ورد بصحيفة "الشرق الأوسط" السعودية بحملة واسعة تهدف الي حماية تراث المملكة تنشط خلالها جهات رسمية وذات صلة إلى جانب مختصين ومهتمين بالتراث، بموافقة خادم الحرمين الشريفين في مطلع هذا الأسبوع على تنظيم مؤتمر دولي للتراث العمراني الإسلامي. وتركز الحملة على شقين من أجل الحفاظ علي الموروث الثقافي داخل المملكة وخارجها بهدف الاحتفاء بالتراث السعودي وتسجيله كإرث قومي لا يقل أهمية عن الموارد الأخرى. ومن جانبه شدد وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الخارجية الدكتور بكر باقادر علي أن المملكة لديها مشهد ثقافي ثري وتراثها الشعبي هو أحد روافده القوية، إلا أنه عانى لفترات طويلة من تجميده في صورة نمطية لا تعكسه بوضوح، وربما كان هذا أحد الحوافز القوية على الحملة المكثفة التي تقوم بها جهات متعددة في المملكة لتوثيق التراث الشعبي وإبرازه. ويعد أهم المشروعات التي تم اعتمادها لتنفيذ الحملة هو مشروع "الأيام الثقافية" التي تتبناها وزارة الثقافة والإعلام بالسعودية وتنظمها عبر العالم حاليا، حيث نظمت الوزارة حتى هذه اللحظة 10 أسابيع ثقافية حول العالم، وفي 4 قارات، أمريكا الشمالية، وأوروبا وعدد من دول أفريقيا وآسيا. وتسعي الحملة الي إعادة تأهيل وترميم عدد من المساجد في مناطق المملكة المختلفة، وتوثيق المباني التاريخية وترميمها وفق معايير فنية عالمية، ومن هذه المباني قصر شبرا التاريخي في الطائف، وقصر الملك عبد العزيز بالدوادمي، ومدرسة الهفوف الابتدائية، ومحطة سكة حديد الحجاز في المدينةالمنورة، وغيرها، وإصدار الكتب ذات الصلة بالتراث، سواء التراث السعودي أو العربي أو الإسلامي أو الإنساني، وترجمة الكتب التي تتناول التراث بمختلف أوجهه، وتنظيم المعارض والندوات، والمؤتمرات، والمحاضرات، وورش العمل والدورات التدريبية التي لها علاقة بالتراث داخل المملكة وخارجها. وأخيرا تنظم المؤسسة جائزة الأمير سلطان بن سلمان للتراث العمراني، بهدف الاعتناء بهذا التراث، وتشجيع المبدعين والمختصين فيه.