الرياض: أقام مهرجان المسرح السعودي الرابع ندوة بعنوان "المسرح السعودي من خلال رؤية عربية" شارك فيها كل من الدكتور نادر القنة وعبد الغني بن طارة وكان مدير الندوة فهد بن ردة الحارثي. تحدث بن طارة في بداية الندوة قائلا - كما نقلت عنه جريدة "اليوم" السعودي في عددها الصادر اليوم الأحد- : كنت أُسأل في تونس ما هو عملك في السعودية و أنت مخرج مسرحي فأرد إني كنت أستاذاً مسرحياً وكانوا يسألونني هل يوجد مسرح سعودي؟ ورغم أن السؤال كان مزعجاً وبغيضاً إلا أن السؤال ظل مطروحاً وجوابي أنه يوجد مسرح سعودي كظاهرة أدبية لا يختلف اثنان أنها غريبة علينا كعرب ولم تصلنا إلا في أواسط القرن التاسع عشر وهذا ما اتفق عليه جل الباحثين ولا يعيبنا كعرب تأخر وصول المسرح إلينا فللعرب تراثهم وقيمهم وإبداعاتهم المهمة المعبرة عن قيمهم و لا يزالون فرسان الكلمة والشعر والخطابة والمسرح كجنس أدبي، وقد ذكر عبد العزيز الخطيب في دراسته التوثيقية عن بعض الآراء التي قيلت في تفسير غياب المسرح أو تأخير ظهوره في المملكة أن ذلك يعود إلى تحصن العرب داخل شرنقتهم المنيعة بمعزل عن عوامل التأثير والتأثر بالمجتمعات المحيطة ولهذا ظلت أرض العرب أرضاً بكراً كما تركها الأجداد القدامى. ثم تحدث الدكتور نادر القنة عن إشكالية التوثيق ومصاعب التحقيق في التجربة المسرحية السعودية وأن الدراسات التي قدمت للمسرح السعودي لم تنبش في المسرح من داخله على نحو صحيح وأنه وقع ضحية للتوثيق بحيث ذهبت كل الأوراق والبحوث باتجاه زاوية النص بالإضافة إلى تقديم تواريخ متداخلة غير متيقن منها. وختم الدكتور القنة حديثه بعدد من التوصيات الهامة التي من شأنها النهوض والتأسيس للمسرح السعودي من بينها التحقق من الوثائق والتدوين الخاص بالمسرح وإسناد التوثيق إلى المختصين في الببلوغرافيا ووضع خطة استراتيجية محكمة لجمع معلومات المسرح السعودي وإحالتها إلى حقائق تاريخية والمبادرة إلى إنشاء مركز للدراسات والأبحاث في المسرح السعودي تتبناه وزارة الثقافة والإعلام والعمل على تشجيع البحوث المسرحية والمباشرة في إنجاز موسوعة المسرح السعودي وإعادة النظر في فلسفة الخطاب الإعلامي المسرحي . ووفقا لنفس المصدر تداخل الدكتور عبد الكريم برشيد إذ أكد أن الجزيرة العربية هي منطلق الثقافة العربية منوها إلى أنه لا يمكن أن تكون باحثاً مسرحيا دون أن تكون ملماً بكل فروع المسرح العربي. واقترح الدكتور مبارك الخالدي ألا تحول العلاقة بين المسرح السعودي والمؤرخ العربي إلى علاقة بيضاء بين مظلوم وظالم. وأشار الدكتور محمد الحبسي في مداخلته إلى ضرورة معرفة المسرح الخليجي بكل خصوصياته والإسهام من الكل في عملية التوثيق.