رغم أنها أكثر تميزاً وأقل فساداً من الرجال "المديرة" محاط ة بالشائعات والمؤمرات لهنّ - فادية عبود عاطفية ، ضعيفة البنية والشكيمة ، لا تستطيع مواجهة الأزمات، مستبدة ومغرورة ، هذه أبرز الانتقادات الموجة للمرأة المديرة في الوطن العربي ، ولكن هل هذه صورتها الحقيقية ؟ منذ الستينيات والدراما تحاول تجسيد هذه الصورة إما بهدف إصلاحها مثل فيلم "مراتي مدير عام" أو تؤيد سلبية تولي المرأة القيادة ونزولها إلى سوق العمل . التمييز الذكوري حتى وإن استطاعت المرأة إثبات قدراتها وتفوقها إلا أنها تقف في حدود لا تسمح لها بنجاح أكثر ، والسبب في ذلك الثقافة الذكورية المهيمنة على بيئة العمل ، هذا ما حدث لنانسي ذيب (48 عاماً)، وهي مديرة مكتب دعاية وإعلان، وتحكي قصتها لمجلة "سيدتي قائلة : فقد عملت لمدة 13 عاماً في شركة، أسست خلالها قسم العلاقات العامة والإعلام، وبدأته وحدي، وشاهدته يكبر وينمو، كبرت معه وازدادت خبرتي، وكنت خلال تلك الفترة أتقاضى راتباً أقل من زملائي الرجال، وشعرت بعد هذه السنوات أن رأسي قد ارتطم بالسقف، إذ إن الشبان الذين تعينوا بعدي استمروا في الارتقاء، بينما توقفت أنا عند منصب رئاسة القسم ولم تعد أمامي أية فرصة للترقي الوظيفي، فاستقلت وأسست عملاً خاصاً بي. وتؤكد نانسي أن هذه المشكلة تواجه النساء في القطاعين العام والخاص، وفي معظم الدول. من جانب آخر ترى إحدى المديرات ( طلبت عدم ذكر اسمها) ، أنه لا يوجد في عالم الإدارة ما هو سهل أو صعب، وإنما هناك مسؤولية، على المدير أن يتحملها كي يثبت وجوده في كل الأحوال، سواء كان رجلاً أو امرأة، ورغم أنها توافق على وجود اختلافات بين المرأة والرجل من حيث التكوين والطبع، إلا أنها تؤكد أن المرأة القيادية تمتلك صفات يفتقر إليها الرجل، وهي صفات مهمة للوصول والبقاء في المناصب الإدارية، ومنها قدرتها على تحمل الضغوط بشكل أكبر، ومثابرتها للوصول إلى النجاح. أقل فساداً ورغم أن العاطفية هي أكثر الصفات السلبية إلصاقاً بالمرأة المديرة ، إلا أن الدراسات تؤكد أنها أقل فساداً من الرجل . حيث أفادت دراسة قامت بها " هالة محمد لبيب "مدرسة إدارة الأعمال بكلية التجارة جامعة القاهرة، بأن المديرة أقل ميلاً من الرجال إلى الفساد والرشوة والمحسوبية ، كما أنها أكثر ميلاً من الرجل لقبول مبدأ تداول السلطة ، والعمل بروح الفريق ، لكنها تتعرض للعديد من المشكلات في العمل مثل الغيرة الخفية بين المرأة والمرأة ، سواء كن رئيسات أو زميلات أو مرؤسات ، بالإضافة إلى ما يتطلب بعدم القدرة على بمتطلبات العمل ، إذا خالف طبيعتها كامراة ، كالعمل ليلاً أو في أيام الأجازات ؛ مما يفقدها بعضاً من تميزها لصالح الرجل؛ نتيجة عدم قدرتها على التضحية بأسرتها من أجل العمل . الإدارة فن من جانبه يؤكد الدكتور أمجد خيري أستاذ علم النفس بالجامعة الأمريكية لموقع "لهن" أن النجاح في الإدراة يعتمد على مقومات الشخصية بعيداً عن النوع سواء كان رجلاً أو امرأة ، فالإداري الناجح يكون قوي الشكيمة بغض النظر عن جنسه ، فمارجريت تاتشر على سبيل المثال كانت امرأة ولكنها قيادية قوية ، وعليه من الممكن أن تكون المرأة أنجح في القيادة والإدراة ولكنه جرى العرف لدينا أن المدير هو الرجل فقط . ويضيف : ومن أشكال العنف الاجتماعي الواقعة على المرأة المديرة هو التمييز في الأجور فغالباً ما يكون راتبها أقل من الرجل ، والذي تكون فرصته أكبر في التعيين نظراً للظروف الفسيولوجية التي تمر بها المرأة من حمل ورضاعة مما يضطرها إلى أخذ إجازات من العمل بينما يعمل الرجل بلا إجازات . ويتابع : حتى التمييز في فرص العمل ما بين الجنسين موجود في الشركات الأجنبية الموجودة بالمنطقة العربية، حيث يرفضون تعيين المقبلات على الزواج ولا يقبلون إلا بالرجال والنساء المتخطيات لعمر الإنجاب حفاظاً على مسيرة العمل بلا عطلة، ذلك رغم أن القانون لم يفرق بين الرجل والمرأة في العمل . ويفيد أستاذ علم النفس بأنه لا يوجد دور للجينات في تفوق الرجل على المرأة في الإدارة ، فالعلم مليء الآن بنماذج ناجحة من القيادة النسائية مثل هيلاري كلينتون وكوندليزا رايس ، وبونظير بوتو التي تولت رئاسة الوزراء في بلد إسلامي ، وإنما يرجع السبب الحقيقي لتفوق الرجل إلى ثقافة تهميش المرأة في المجتمع العربي، والتي تتجلى في الأفراح المقامة في الكويت عند دخول 4 من النساء مجلس الشعب ، ولا يعني هذا أننا نعيب في المرأة العربية ولكن عليها أن تحارب وتستمر في العمل الجاد حتى تحصل على حقوقها كاملة، مثلما فعلت المرأة في الغرب ، حيث كانت المرأة الأمريكية حتى 1900 مضطهدة وأسيرة للتمييز لكنها قاتلت وثابرت حتى تساوت تماماً مع الرجل في الحقوق الاجتماعية والسياسية . فروق التفكير أعد العالم الفرنسي «مايكل ونتجل» دراسة عن الفروق في الكلام والتفكير بين الرجل المدير والمرأة المديرة، وكانت النتيجة: - يكره الرجل الأسئلة والاستفسارات، بينما المرأة أكثر جرأة وإيجابية في طرح الأسئلة وبشكل مستفز. - الدقة في العمل إحدى صفات المرأة الأساسية، أما الرجل فنظرته شمولية. - النساء تركز على التفاصيل، والرجل يأخذ الصورة كاملة. - بالمدح والتشجيع تخرج المرأة المديرة عن القالب النمطي، مما يفجر طاقتها الإبداعية. - لا تكثر من النقد والتجريح قدر اكتفائها بتصحيح الأخطاء. - تسعى المرأة المديرة للحصول على شبكة واسعة من المعارف، عكس المدير الذي يسعى للمركز المرموق. - معظم أحاديث المرأة المديرة تهدف إلى تعميق علاقاتها بزميلاتها المرءوسات بينما يركز الرجل على أخذ المعلومات. - السعي إلى التعاون مع الزميلات والزملاء هدف للمرأة، أما الرجل المدير فيحركه التنافس. طريقك للنجاح وحتى تحقق المرأة المديرة هدفها من عملها، وهو الجودة في الأداء، والنجاح، والترقي في العمل، تضع لنا الدكتورة «هناء الشوربجي»، الأستاذة بمعهد الدراسات، عدة صفات يجب توافرها والالتزام بها: - على كل امرأة عاملة أو مديرة ألّا تتحدث بصوت مرتفع، أو بنعومة زائدة، مع الابتعاد عن الضحكات الرنانة، والمظهر غير اللائق في الشكل وأسلوب التعامل. - الجلوس على منصب المسؤولية يتطلب التحلي والتمسك بمواصفات الجدية والموضوعية، وعدم المحاباة، وتقدير الأمور حق قدرها. - أن تمتلك دائمًا أدوات ومبررات قوية للإقناع، وأن تخاف على نجاح العمل، فأي إخفاق سينسب إليها. - اعرفي أنك ستواجهين المشاكل والصعوبات مثلك مثل الرجل المدير، والفرق هو قدرتك على المواجهة، والبحث جاهدة عن سبل تذليلها. وأنت أيهما تفضل في الإدراة الرجل أم المرأة ؟ شاركونا