بيروت: صدر حديثاً بالإنجليزية عن دار "فروم هير تو فايم" بالعاصمة اللبنانية بيروت كتاب "غرافيتي عربية" من إعداد باسكال زغبي ودون كارل ستون، والذي يستعرض فن الغرافيتي في الدول العربية وكيف يستخدم للتعبير عن الحالة الإجتماعية والسياسية. ووفقاً لرشا الأطرش بصحيفة "الحياة" يسعى كل من زغبي وستون ضمن مشروع تفكيكي لنماذج من الغرافيتي في عدد من المدن العربية، إلى الإحاطة بالموضوع من جوانب متباينة، تبدأ من الحرف العربي كفنٍّ ذي تاريخ طويل، ولا تنتهي عند الدلالات السياسية والاجتماعية، بل والجندرية، للغرافيتي العربية. يورد زغبي في أحد فصول الكتاب إنه في حين تكاد تختفي الكتابة بخط اليد للافتات المحال التجارية والدكاكين، فإن تخطيط الأدعية، والأقوال المأثورة والرسوم الطاردة للشرّ، على الشاحنات في سورية والأردن ولبنان، لم يندثر منذ أكثر من خمسة عقود، وفق فصل لهدى قساطلي. والتي لاحظت أن "التيمة" الأقوى والأكثر حضوراً على الشاحنات هي "الحماية" التي تتعدّد أدواتها ورموزها، من "يد فاطمة" إلى العين الزرقاء وحدوة حصان، وصولاً إلى العبارات الشعبية/الدينية والتي يأمل صاحبها أن تحمي الشاحنة وسائقها من "عين" الغيرة والحسد أولاً، ومن أخطار الطريق وضربات القدر ثانياً. ويبرز الصراع كأحد المقومات الأساسية المؤثرة، في الغرافيتي الفلسطيني تحديداً، فمع اندلاع الانتفاضة، صعد فن الغرافيتي في شكل لافت، ليس كمسرب للتنفيس أو التعبير عن الوجدان الفلسطيني العام فحسب، بل لأن الجدران شكّلت أيضاً وسيلة عملية وسريعة لتبادل الرسائل والأخبار بين الناس، استخدمتها الفصائل الفلسطينية كافة بلا استثناء.