حل لغز إعدام عائلة أسرة رومانوف القيصرية

أخيرا أسدل الستار على لغز اعدام عائلة أسرة رومانوف القيصرية الروسية، بعد أن حددت فحوص الحمض الريبي النووي هويتي اثنين من أبناء القيصر نيقولاي الثاني الذي قتل مع أفراد عائلته على ايدي البلاشفة.
وذكرت نشرة "هيلث داي" الاربعاء ان عظام الابنين اليكسي وشقيقته اكتشفت في العام 2007 في قبر خارج ياكيترينبورغ بروسيا، فيما وجدت رفات والدهم القيصر نيقولاي الثاني وزوجته الكساندرا وبناتهما الثلاث في العام 1991 على بعد حوالى 70 مترا من القبر الأول.
ووفقا لما أوردته صحيفة "العرب اليوم" الأردنية قال ميخائيل كوبل رئيس قسم الأبحاث في مختبرات تحديد الحمض الريبي النووي التابع للقوات المسلحة الأميركية والمشرف على دراسة نشرت الأربعاء "دليل الحمض الريبي النووي قوي، لكن إذا نظرت الى مجمل الأدلة فإنها تقنع بان هذا في الحقيقة هو عائلة رومانوف".
ومن بين الأدلة الأخرى ثلاث حشوات من الفضة الممزوجة بالزئبق وجدت في ضرسين تأكد انهما يعودان لارستقراطيين.
وعمل الباحثون الأميركيون بالتعاون مع مكتب الادعاء العام في الاتحاد الروسي الذي كان يتعاطى مع القضية على انها قضية انتحار لم تحل حسب كيبل.
وقال المشارك في الدراسة انتوني فالسيتي الخبير في الطب الشرعي في جامعة فلوريدا "بجميع الأحوال، انها ليست كقضية شخص مفقود وقضايا غير محددة حيث لا توجد جثث".
وعلى مر السنين جادل المشككون بان البقايا لم يتم تحديدها على انها تعود لعائلة رومانوف .
وكان القيصر وعائلته بأكملها بالإضافة الى أربعة موظفين قد قتلوا على أيدي فرقة إعدام بلشفية صباح 17 يوليو 1918. وحاول منفذو الإعدام تشويه معالم جثتي ألكسي وشقيقته "إما ماريا أو انستازيا".
وقال كوبل ان "السجلات التاريخية تفيد بان البلاشفة حاولوا التخلص من الجثث،فاخذوا اثنتين من الرفات وحاولوا إحراقها في محاولة للتخلص من الدليل. وقد اجروا اختبارا "على إحدى الجثتين المكتشفتين حديثا" ولكن الأمر لم يعمل بعدما أستغرقهم طيلة الليل".
وأضاف ان الأمر "يتطلب درجة حرارة عالية جدا لحرق جثة، وعندما تكون في الغابة لا يمكنك الحصول على هذه الحرارة. في الواقع لقد احضر المنفذون خبيرا في إحراق الجثث لكنه كسر رجله تلك الليلة".
وبالنتيجة تم دفن هاتين الجثتين في قبر واحد، فيما دفنت بقية الجثث في قبر آخر، وهي حقيقة أثارت توقعات بان اثنين من الأبناء تمكنا من تفادي الطلقات والهرب.
واستنادا الى فحوص الحمض الريبي النووي المتوفرة في تسعينيات القرن الماضي تم تحديد الجثث الخمس على انها تعود للقيصر وزوجته وثلاثة من أبنائهما. أما المجموعة الثانية من الفحوص فقد شملت 44 شظية عظام وأسنان تم إخضاعها لثلاثة أنواع من الفحوص الجينية.
وبين الفحص الأول "من جهة الأم" ان الأطفال الثلاثة هم أطفال القيصرة، فيما بين الفحص الثاني "لجهة الأم والأب" ان هناك احتمالا مقداره 4.3 تريليون مرة ان الرفات ترتبط بالقيصر والقيصرة، اكثر مما ترتبطان بشخصين انتقيا عشوائيا.