صنعاء: دعا الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الجمعة لاجراء انتخابات رئاسية مبكرة حقنا للدماء ، مجددا وصفه المظاهرات بأنها محاولة للانقلاب على الشرعية متهما الثوار بالعمالة. وقال صالح ، في كلمه القاها امام انصارة في ساحة السبعين بالعاصمة صنعاء ، اني ادعو الاصدقاء للبس نظارة بيضاء وليس نظارة سوداء لرؤية ما يحدث في اليمن ، مضيفا لا للفوضي ولا للتخريب ولا لقطع الطرقات وقطع الالسن". وتابع قائلا: "شعبنا سيظل صامد امام الحركة الانقلابية والعمالية التي تتعرض لها البلاد ، وادعو لانتخابات مبكرة حرة ونزيهة حقنا للدماء". ولم يتطرق صالح خلال كلمته إلى جموع مؤيديه في الذكرى ال21 لقيام الوحدة اليمنية في 22 مايو 1990، إلى المبادرة الخليجية أو موعد توقيعها، رغم أن مصادر مطلعة في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم كانت قد أكدت أمس أن الرئيس صالح سيوقع على المبادرة الخليجية الأحد المقبل. وأشارت المصادر المطلعة إلى أن التوقيع على الاتفاق سيتم بصنعاء بحضور الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني وسفراء دول مجلس التعاون المعتمدين بصنعاء . في غضون ذلك ، ذكرت الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون سيعقدون اجتماعا استثنائيا الأحد المقبل برئاسة وزير الخارجية الاماراتي رئيس الدورة الحالي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان ، لبحث نتائج الزيارة الأخيرة التي قام بها أمين عام المجلس الدكتور عبداللطيف الزياني الى اليمن بشان المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية. وتضمن المبادرة الخليجية عددا من البنود أبرزها تشكيل حكومة وحدة وطنية تقودها المعارضة وتنحي الرئيس بعد 30 يوما لتنتقل السلطة الى نائبه ثم تنظيم انتخابات رئاسية جديدة في غضون 60 يوما مع ايجاد ضمانات بعدم ملاحقة الرئيس علي عبدالله صالح وأسرته وأركان نظامه من الملاحقة القضائية. وكانت الجماهير اليمنية توافدت منذ الصباح الباكر على العاصمة اليمنية والميادين الرئيسية بعدد من المحافظات لتنظيم مظاهرات ومهرجانات خطابية تحت اسم "جمعة 22 مايو العظيم" لتأييد النظام الحاكم باليمن، و"جمعة وحدة الشعب" لمعارضته والتنديد به. وبالنظر للحشود الجماهيرية اليمنية التى تتوافد منذ أمس على العاصمة قادمة من المحافظات المجاورة لها، فإنه من المتوقع أن تشهد صنعاء أكبر حشد جماهيرى، خاصة وأن هذا المهرجان الخطابى يتزامن مع احتفالات اليمن بالعيد الوطنى الحادى والعشرين للجمهورية اليمنية. ويتم تنظيم المهرجان عقب صلاة الجمعة التى تقام بميدان التحرير وساحة السبعين أكبر ساحات العاصمة، ويأتى ذلك فى إطار إحياء جمعة جديدة من جمع الشرعية الدستورية والوفاء للرئيس اليمنى علي عبد الله صالح ورفض العنف والفوضى ومحاولات الانقلاب على الديمقراطية والشرعية. فى المقابل، تتوافد على العاصمة صنعاء حشود جماهيرية يمنية معارضة للنظام الحاكم لتنظيم مظاهرات مليونية عقب صلاة الجمعة التى تقام فى شارع الستين أكبر شوارع العاصمة، حيث يقام مهرجان خطابى يتزامن مع مهرجانات خطابية فى مختلف المحافظات اليمنية للتعبير عن معارضة النظام والمطالبة بإسقاطه، ورحيل رموزه عن السلطة فورا، والمطالبة بمحاكمتهم. وكانت اللجنة التنسيقية لما عرف باسم "ثورة الشباب السلمية" باليمن قد دعت إلى تصعيد المظاهرات الاحتجاجية السلمية على النظام وأكدت أن خيار الزحف إلى القصر الجمهورى بصنعاء والمقار الحكومية على مستوى المحافظات لايزال قائما، وهو الخيار الأخير فى مراحل التصعيد السلمى للاحتجاجات.