الأوقاف: افتتاح 8 مساجد اليوم الجمعة    رئيس جامعة برج العرب التكنولوجية| نتميز بشكل من التعليم يجمع بين الدراسة النظرية والتطبيقية    معلومات الوزراء يكشف أهداف قانون رعاية حقوق المسنين (إنفوجراف)    الكتاتني: الجماعة الإرهابية اتخذت قرارا بالاشتباك مع الدولة    جامعة القاهرة تحتل المرتبة 38 عالميًا لأول مرة فى تخصص إدارة المكتبات والمعلومات    استقرار أسعار الريال السعودي في البنوك المصرية في ختام اليوم الجمعة    وزيرة التخطيط: مصر تلقت 7 عروض عالمية لاستغلال مباني الوزارات القديمة    وزيرة التخطيط: برنامج الطروحات مستمر وطرح محطات جبل الزيت والزعفرانة قريبا    مصر تحصد المركز الأول في مسابقة تحدى البحوث بمنطقة الشرق الأوسط    قوة الحكمة فى إقليم فقَد عقله    قصف مدفعي.. إسرائيل تستهدف كفرشوبا بجنوب لبنان    «التحالف الوطني» يطلق ثالت مراحل القافلة السادسة لدعم الأشقاء في غزة    شوط أول سلبي بين بلدية المحلة والمقاولون بالدوري    وزير الرياضة يتواصل مع رئيس بعثة الأهلي في الكونغو    بطولة إفريقيا للكرة الطائرة.. إسبوار الكونغولي يفوز على روكينزو البوروندي    رجال يد الأهلي يلتقي عين التوتة الجزائري في بطولة كأس الكؤوس    فانتازي.. كل ما تريد معرفته عن Double Gameweek 34 من الدوري الإنجليزي    وفاة رئيس آرسنال السابق    حبس عاطل 4 أيام لاتهامه بالتنقيب عن الآثار أسفل منزله ب القاهرة    سيارة ميكروباص تقتحم كارتة الكريمات    بالإنفوجراف.. 29 معلومة عن امتحانات الثانوية العامة 2024    التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام طالب بهتك عرض طفلة في الطالبية    الداخلية تكشف تفاصيل منشور ادعى صاحبه سرقة الدراجات النارية في الفيوم    وصول وفاء عامر جنازة صلاح السعدني بمسجد الشرطة    إيرادات الخميس.. "شقو" في الصدارة و"أسود ملون" في المركز الرابع    دعاء يوم الجمعة المستجاب مكتوب.. ميزها عن باقي أيام الأسبوع    الصحة: خطوات عملية لتنفيذ مبادرة الكشف والتدخل المبكر لاضطرابات طيف التوحد    وزير الصحة يكشف طبيعة علاقته بفيسبوك وإنستجرام    وفيات وأضرار عقب هجمات روسية في منطقة دنيبرو الأوكرانية    "التعليم": مشروع رأس المال الدائم يؤهل الطلاب كرواد أعمال في المستقبل    الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى نياحة الأنبا إيساك    جوائز تصل ل25 ألف جنيه.. جامعة الأزهر تنظم مسابقة القراءة الحرة للطلاب    شكوى من انقطاع المياه لمدة 3 أيام بقرية «خوالد أبوشوشة» بقنا    جامعة جنوب الوادي توفر سكن فاخر لمرافقي مصابي الأشقاء الفلسطينيين    القاهرة الإخبارية: تخبط في حكومة نتنياهو بعد الرد الإسرائيلي على إيران    خالد جلال ناعيا صلاح السعدني: حفر اسمه في تاريخ الفن المصري    ابن عم الراحل صلاح السعدنى يروى كواليس من حياة عمدة الدراما بكفر القرنين    انتهاء أعمال المرحلة الخامسة من مشروع «حكاية شارع» في مصر الجديدة    العمدة أهلاوي قديم.. الخطيب يحضر جنازة الفنان صلاح السعدني (صورة)    نصبت الموازين ونشرت الدواوين.. خطيب المسجد الحرام: عبادة الله حق واجب    انطلاق 10 قوافل دعوية.. وعلماء الأوقاف يؤكدون: الصدق طريق الفائزين    بدء أكبر انتخابات في العالم بالهند.. 10% من سكان الأرض يشاركون    سوق السيارات المستعملة ببني سويف يشهد تسجيل أول مركبة في الشهر العقاري (صور)    تحرك برلماني بسبب نقص أدوية الأمراض المزمنة ولبن الأطفال    محافظ أسيوط يعلن ارتفاع معدلات توريد القمح المحلي ل 510 أطنان    الأربعاء.. انطلاق مهرجان الفيلم العربي في برلين بمشاركة 50 فيلما عربيا    الصحة: فحص 432 ألف طفل ضمن مبادرة الكشف المبكر عن الأمراض الوراثية    4 أبراج ما بتعرفش الفشل في الشغل.. الحمل جريء وطموح والقوس مغامر    استشهاد شاب فلسطينى وإصابة 2 بالرصاص خلال عدوان الاحتلال المستمر على مخيم نور شمس شمال الضفة    طريقة تحضير بخاخ الجيوب الأنفية في المنزل    اقتصادية قناة السويس تشارك ب "مؤتمر التعاون والتبادل بين مصر والصين (تشيجيانج)"    ضبط 14799 مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    كشف لغز بلاغات سرقة بالقاهرة وضبط مرتكبيها وإعادة المسروقات.. صور    تعرف على موعد إجازة شم النسيم 2024 وعدد الإجازات المتبقية للمدارس في إبريل ومايو    القنوات الناقلة لمباراة النصر والفيحاء في دوري روشن السعودي    الجامعة العربية توصي مجلس الأمن بالاعتراف بمجلس الأمن وضمها لعضوية المنظمة الدولية    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصين نحو القمة مستفيدة من مغامرات الغرب العسكرية
نشر في محيط يوم 16 - 10 - 2007

الصين تشق طريقها الي القمة بالسلام مستفيدة من مغامرات الغرب العسكرية
سعد بن أبي وقاص كان مبعوث عثمان بن عفان إلي إمبراطور الصين عام 29 ه وإعجاباً من الأخير بالإسلام أمر بإنشاء مسجد كانتون الذي لم يزل قائما منذ 14 قرنا
بين العرب والصينيين غرام قديم، يضرب جذوره في باطن التاريخ. كان لدي العرب ولع بالمشرق البعيد وميل أكيد ودائم لسبر أغوار الأقاصي التي وراء الهند.
في المقابل كان هاجس الصينيين الدائم منذ عهود الأسرات الملكية هو الاتصال بالغرب، بأقصي الغرب في البر الآسيوي، حيث توجد بلاد العرب، وهكذا سمي الصينيون الخليج العربي بالاسم الذي يناسبهم: البحر الغربي، كان ذلك اسمه منذ ما قبل ميلاد المسيح عليه السلام، وحتي قبل عهود الأسرات الملكية.
في 139 ق.م أرسل الإمبراطور هان وودي مبعوثاً إلي مملكة بكتاريا (شمال أفغانستان الحالية) وآخر إلي آنشي (إيران الآن)، وفي 97م وصل رسول بان تشاو حاكم غرب الصين إلي البحر الغربي (كما هو وارد في التراث الصيني) ثم في عام 751 الميلادي.
الرحلة اول مؤلف
صيني عن العرب
وفي عهد أسرة تانغ الملكية شارك السياسي الصيني دو هوان في رحلة إلي آسيا الوسطي وتجول وصولاً إلي المشرق العربي ثم عاد ووضع كتاباً أسماه الرحلة هو أول مؤلف صيني عن العرب ضمنه ملاحظاته عن السياسة والاقتصاد والعادات في المجتمع العربي.
وكان شق الطريق إلي الغرب هاجس الصينيين الدائم فأرسلوا الإرساليات ودشنوا ما أصبح يعرف في التاريخ القديم بطريق الحرير الذي يصل بين الصين والشام علي المتوسط، أطول طريق تجاري بري في التاريخ حيث وصلت السلع الصينية إلي الأسواق والبيوت العربية. وشحن التجار العرب في المقابل المنتجات الحيوانية والحبوب والمحاصيل الزراعية، حتي لقد وصل عدد التجار العرب الذين يتعاملون مع السوق الصينية إلي 100 ألف تاجر.
ثم كان ملك ظفار يدعو مواطنيه ووزرائه إلي الاحتفاء بوصول السفن الصينية والمبعوثين التجاريين الصينيين إلي الساحل العماني، وكان يحملهم هدايا نفيسة من اللبان والبخور إلي الإمبراطور الصيني، حيث توطدت العلائق العربية الصينية أكثر في عهد أسرة سونغ الملكية، وأدي ذلك إلي تدشين طريق آخر بحري، هو طريق البخور كما أصبح يطلق عليه ليكون موازياً لطريق الحرير. ثم عادت تلك العلاقات وتطورت إلي الأفضل في عصر أسرة منغ الملكية، حين خصصت الحكومة الصينية مناطق خاصة لإقامة الجاليات الأجنبية علي أراضيها أطلقت عليها فيان فونغ كما أنشأت مدارس خاصة لأبناء الجاليات الأجنبية أسمتها فيان شو تعبيرا عن الكثافة الشديدة للوافدين من العالم العربي الإسلامي الواسع تجاراً ورحالة وزواراً إلي الصين.
الإسلام كدين كان حافزاً رئيسياً لتمتين العلاقات بين العرب والصين، والحديث الشريف المروي عن الرسول صلي الله عليه وسلم اطلبوا العلم ولو في الصين ، يعبر عن أمرين معاً: قيمة العلم في الدولة العربية الإسلامية الوليدة، ونظرة الإعجاب للصين والرغبة في الانفتاح عليها بقوة، ولم يكن النبي عليه الصلاة والسلام ليقول ذلك في بيئة غريبة تماماً عن العلاقة مع الصين، فالعلاقة قائمة اذن قبل الإسلام الذي عمل علي تعزيزها.
وتذكر المصادر التاريخية ان الصحابي، سعد بن أبي وقاص، كان هو رسول الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه إلي إمبراطور الصين وي سنة 29 هجرية. (لاحظوا هذا التاريخ الذي يوافق مضي ثماني سنوات تقريباً علي فتح مصر وليبيا)، حيث دعا سعد الإمبراطور الصيني إلي الإسلام وشرح له مبادئه وتعاليمه، وقد أعجب الإمبراطور بالدين وأمر بإنشاء مسجد كانتون الذي لم يزل قائما منذ 14 قرناً.
العلاقات في عزها
ازدهار التعاملات التجارية وسواها بين العرب والصين عرفته الدولتان الأموية والعباسية، واستوطن كثير من العرب المسلمين في أنحاء شتي من الصين، وصاهروا أهلها وبنوا مساجد لهم ودخل الكثيرون من أبناء القوميات الصينية في الإسلام (عشر قوميات تدين بالإسلام اليوم)، وفي عهد أسرة منغ الملكية بعث الإمبراطور مينغ تاي تشو أمير البحر المسلم الصيني تشنغ خه في رحلات سياسية وتجارية بحرية إلي الأراضي العربية، وأدي هذا القائد فريضة الحج ماشيا من ظفار إلي مكة في إحدي رحلاته التي استمرت في مجموعها 28 عاما، وكان من بين نتائجها الثقافية كتابان عن مشاهدات الصينيين في البلدان العربية هما: نظرة إلي المحيط العربي و نظرة إلي النجوم وضعهما اثنان من مساعدي أمير البحر تشنغ خه الذي ذكرناه.
ولقد دفعت حالة الازدهار التجاري بين العرب والصينيين الحكومات الصينية في الأسرات المتعاقبة إلي تكريس أسطول حربي خاص مهمته فقط حماية حركة السفن التجارية العاملة بين مرافئ كانتون وتشيو نتشو وغيرها وبين عدن وسيراف وصحاري وموانئ البحرين. وفي أوائل سبيعينات القرن الماضي وحتي أواخر ثمانيناته اكتشف علماء آثار صينيون كميات هائلة من المخلفات الأثرية في طريق الحرير في مقاطعات شينغ يانغ وشني وشنغهاي ومدينة تشيوان تشو تدل علي ذلك الازدهار، واكتشف باحثون أثريون عملات صينية قديمة في مقديشيو، وكانت السفن الصينية التجارية في عهد الفاطميين في مصر تمخر عباب البحر الأحمر وترسو في ميناء القلزم المصري في القرن الثاني عشر لميلاد المسيح عليه السلام، وكانت السلع الصينية تنقل براً من القلزم إلي الإسكندرية حيث يتم تحميلها علي السفن الأوروبية القادمة من المقاطعات والممالك علي الشاطئ الشمالي للمتوسط.
والتراث الصيني المكتوب والمؤلفات الصينية عن العرب كان يقابلها نشاط فكري وثقافي عربي كذلك، نذكر هنا رحلة ابن بطوطة الذي قدم من المغرب الأقصي ووصل إلي الصين ومكث في مدينة تشيو نتشو التي أطلق عليها اسم مدينة الزيتون، ومناطق أخري مكث فيها بين عامي 1344 1346 م، وقد كرموه في الصين مؤخراً بإطلاق اسمه علي إحدي قاعات متحف تشيو نتشو.
الانحسار 1616 1911
لم تنحسر العلاقات الممتازة بين العرب والصينيين إلا بنهاية القرون الوسطي، في عصر أسرة تشينغ الملكية (1616 - 1911 م (وتزامن ذلك الانحسار والتراجع مع ظهور القوة الأوروبية الاستعمارية الغازية علي مسرح الأحداث العالمي، فقد طمع الغرب الأوروبي منذ البداية في الصين وسعي للسيطرة عليها، وتوج ذلك بحرب الافيون التي شنتها بريطانيا علي الصين عام 1840 م، وتفشت ظاهرة القرصنة البحرية المواكبة للظاهرة الاستعمارية، فأدي ذلك إلي قطع طريق البخور. ولم يكن العرب اسعد حالاً في لقائهم بأوروبا ما بعد الأندلس، وتدريجياً تراجعت العلاقات بين العرب والصين نتيجة لانشغال كل طرف بهمومه الدولية المستجدة.
1948
في القرن العشرين تبلور المجتمع الصيني - الريفي - باتجاه الثورة ضد الإقطاع والقصر الإمبراطوري والغزاة اياً كان جنسهم البيض الأوروبيين أو الصفر اليابانيين، وفي العام 1948 قاد ماوتسي تونغ مسيرة الألف ميل وفي العام التالي أعلن قيام جمهورية الصين الشعبية الماركسية العقيدة اللينينية المذهب، وفي المقابل تطورت حركة المجتمعات العربية باتجاه النزوع للثورة وللاستقلال والخروج من تحت عباءة الاستعمار الأوروبي المباشر، وكانت تلك السنة 1948 أيضا فارقة في التاريخ العربي إذ شهدت نكبة فلسطين وولادة الكيان الصهيوني الغاصب لها بدعم وتمويل وتسليح غربي أوروبي وأمريكي.
الغرب المنتصر في الحرب العالمية الثانية بقيادة الولايات المتحدة جابه الثورة الصينية بالعداء منذ الوهلة الأولي، داعماً الجنرال كاي تشيك في جزيرة فرموزا التي أطلق عليها الصين الوطنية، ولكن الشعوب التي أخذت تستفيق من الكابوس الاستعماري عبر العالم كان لها رأي آخر في الممثل الحقيقي للصين، وكان تفجر ثورة الثالث والعشرين من يوليو في مصر بداية الاستفاقة العربية الفعلية.
الكيان الصهيوني الذي كان في الأعوام التي تلت قيامه يبذل كل جهوده السياسية والدبلوماسية عبر الأمم المتحدة للحيلولة دون إقرار قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة التي قد تنشأ عنها دولة فلسطينية يعود إليها مئات الآلاف الذين هجرتهم العصابات الصهيونية إلي الأردن وسورية ولبنان، خشي في البداية من الإقرار بوجود دولتين تحملان اسم الصين كي لا يكون ذلك مبرراً اممياً لدولة أخري علي ارض فلسطين، فسارع بعد 3 شهور من إعلان قيام الصين الشعبية إلي الاعتراف بها في كانون الثاني (يناير) 1950.
أما الاعتراف العربي بالصين فقد تأخر إلي العام 1956، بعد أن توطدت العلاقات بين مصر الثورة والصين والعلاقة بين عبدالناصر ورئيس الوزراء شواين لاي خلال عامي 54 55، ورغم اعتراف الكيان الصهيوني بالصين في ذلك الوقت المبكر للسبب الذي أوضحناه، فان الصين لم تعترف بالكيان الصهيوني إلا بعد 42 عاما كاملة، في العام 1992 وفي عهد الإرهابي شامير.
الصين وفلسطين
لعب الاعتراف المصري بالصين دوراً بالغ الأهمية في إخراج الصين من عزلتها الدولية التي فرضها الغرب ضدها، إذ تسارعت الاعترافات من الدول العربية ومن دول المجموعة الافريقية ومن مجموعة عدم الانحياز ومن المجموعة الإسلامية. ولما كانت القضية الفلسطينية في ذلك الوقت هي قضية العرب المركزية، ولما كانت الدوافع العقائدية والثورية وراء كل سياسة خارجية صينية طيلة العهد الماوي، فقد وقفت الصين مواقف مشرفة وقوية في دعمها للشعب العربي بشكل عام وللشعب الفلسطيني بشكل خاص في الكفاح ضد المشروع الصهيوني - الغربي. وما اعتبرته بكين انحرافاً من موسكو عن الماركسية اللينينية لعب دوراً اضافياً في تمايز الصين عن الاتحاد السوفييتي السابق ودول حلف وارسو في المواقف من حركات التحرر العالمية وفي مقدمتها الحركة الفلسطينية، وهكذا نجد الصين أول دولة في العالم تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية بمجرد قيامها عام 1965، سابقة بذلك بعض الدول العربية، في حين تأخر الاعتراف السوفييتي بالمنظمة إلي ما بعد نكسة 1967، عندما أخذ جمال عبدالناصر معه في طائرته رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات إلي موسكو، وضغط كي يلتقيه برجينيف عام 1969.
كان الموقف الصيني جذرياً وفحواه أن كفاح الشعب الفلسطيني يجب أن يستمر ويتصاعد حتي تحرير كامل التراب الفلسطيني المحتل، وعودة كافة اللاجئين الفلسطينيين في الشتات، ولم يكن ذلك مجرد كلام، كانت هناك عمليات تدريب وتسليح لكوادر المقاومة الفلسطينية تجري في نهاية الستينات وبداية السبعينات من القرن الماضي. هذا الموقف الحدي دفع الإسرائيليين إلي محاولة عمل شيء لتغييره، وفي إطار تقاسم الأدوار قام الحزب الشيوعي الإسرائيلي بمحاولة إقامة علاقات عقائدية مع الحزب الشيوعي الصيني، وكانت هناك مجموعة ماوية إسرائيلية منشقة علي الحزب الشيوعي الإسرائيلي حاولت ما هو أكثر، وحاولت البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في أوروبا التحرش بالدبلوماسيين الصينيين مراراً، ثم عندما بدأ في عهد كيسنجر تغيير السياسة الأمريكية تجاه الصين، بهدف تصعيد التناقض بين موسكو وبكين بما يخدم واشنطن أكثر، عبر سياسة ودبلوماسية ال بنغ بونغ أوائل السبعينات، حاول الكيان الصهيوني الاستفادة من ذلك من خلال اللوبي الصهيوني في أمريكا الذي بدأ يضغط حتي تطرح الإدارة الأمريكية في حوارها الجديد مع بكين مسألة العلاقات بين الصين والكيان، ثم حاول الصهاينة توسيط رومانيا تشاو شيسكو، هذه المحاولات الدؤوبة بدأت اخبارها تظهر إلي العلن وسببت قلقاً للعرب آنذاك، فقام شواين لاي بإبلاغ السفير المصري في بكين إن الصين لن تعترف بالكيان الصهيوني حتي ولو اعترفت به الدول العربية ذاتها.
فشلت المحاولات الإسرائيلية فشلا ذريعا إلي درجة إعلان تل ابيب نيتها في إغلاق قنصليتها العاملة في هونغ كونغ التي كانت لا تزال تحت الاحتلال البريطاني آنذاك، لفشلها في تحقيق أي تقارب أو بالاحري تسلل - إلي الصين، وعندما وقعت حرب تشرين الاول (أكتوبر) عام 1973، أعلنت الصين رفضها قرار وقف الحرب قبل تحرير كامل التراب المصري والعربي المحتل عام 1967م، إلي هذا الحد كانت جذرية المواقف الصينية الداعمة للعرب، كان أصدقاء العرب يتحدثون عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في حين الأدبيات السياسية الصينية كانت تتحدث عن الحقوق المقدسة لذلك الشعب، بل لقد تطوع شبان صينيون للقتال إلي جانب الفدائيين الفلسطينيين عقب مذابح أيلول (سبتمبر) الأسود عام 1970م في الأردن، واللافت في ذلك العام تحليل ماوتسي تونغ للصراع العربي الصهيوني حين قال كلمته الشهيرة: هذا صراع حول منابع النفط.
المعجزة
هذه الصين التي ولد جيلنا ليراها تغيرت بالتدريج من الداخل بعد وفاة ماو عام 1976 م، استلم دفة القيادة رفاق لماو برؤية مختلفة لبلدهم وللعالم، تراجعت العقيدة كمحرك للسياسات وتقدمت المصالح، وفي المقدمة منها المصالح الاقتصادية للصين والمعيشية للمجتمع الصيني الذي كان حتي أوائل الثمانينات من القرن الماضي مجتمعاً زراعياً مكتفياً، لم يعد يهم لون القطة ما دامت تستطيع قنص الفئران، مثل صيني عتيق لخص به دينغ هسياو بنغ فلسفته الجديدة لحكم الصين، احتلت مقعدها الصين في مجلس الأمن الذي طردت منه فرموز، واحتلت كذلك اهتمام الغرب بها كسوق المليار مستهلك تخلي المجتمع الصيني عن تزمته العقائدي وان احتفظ بالماركسية كعقيدة للشعب الصيني وللحكم، بعد أن مزجها بالبراغماتية علي كل صعيد، ولعب كبار الرأسماليين الأمريكيين أمثال روكفلر وفورد وسواهما دوراً مكملاً لنظرة كيسنجر الاستراتيجية، ففتحت المعامل الأمريكية ومن ثم الأوروبية فروعا لها في أنحاء القارة الصينية، وفي المقابل اجتهدت إدارة الانفتاح الحكومي الصيني في الإفادة من دخول التقنيات الغربية لتطوير الصناعة والزراعة والبني التحتية والمشاريع العملاقة، وأيضا في تحقيق نسبة نمو مرتفعة جداً بالمقاييس الدولية في الدخل والناتج القوميين.
والحديث يدور حول نسبة 9% في المتوسط علي مدار السنوات العشرين الماضية التي ضاعفت فيها الصين حجم اقتصادها أربع مرات، المعجزة الصينية كما أصبح يطلق عليها، ولكن هذه القفزات الهائلة أخذت تقلق الأمريكيين والأوروبيين معاً، ثم في 2005م تصبح الصين رابع اقتصاد في العالم بعد أمريكا واليابان والمانيا.
الميزان التجاري مع أمريكا والدول الغربية الأخري اليوم هو دائما لصالح الصين، وأمريكا تعزو ذلك إلي تعمد الصين خفض عملتها الوطنية اليوان إزاء العملات العالمية الأخري وتحتج يومياً تقريباً علي عدم تغيير بكين لسعر صرف اليوان منذ العام 1994، والأوروبيون يجأرون بالشكوي من انخفاض الأجور في الصين بشكل كبير قياساً بالمعدلات الأمريكية والأوروبية واليابانية، وجميعهم، الغرب واليابان منخرطون الآن في معركة إعلامية - سياسية هي عنوان مواجهتهم الجديدة مع الصين في القرن الحادي والعشرين، المواجهة ذات المضمون الاقتصادي.
نهج جديد
الصين وهي تدب دبيباً مؤثراً إلي الموقع الأمامي في الخريطة الاقتصادية العالمية تري أن الخريطة السياسية للصراع الدولي تأتي في المرتبة الثانية من حيث الأولوية، لقد دشن دينغ هسياو بنغ في الثمانينات نهجاً جديداً لا زال خلفاؤه يلتزمون به تماماً، إن ما يناسب الصين هو بيئة استقرار وسلام دولية تتيح لها التقدم نحو القمة بانسيابية وسهولة أكبر، وسياساتها الخارجية منذ نحو عشرين عاماً أو يزيد هي تشجيع القنوات الدبلوماسية المفتوحة حول وداخل كل صراع في العالم، وطبعاً لا ترغب بالتورط العسكري في أي نزاع حتي ولو كان الامر مرتبطا بنزاعها مع الهند حول التبت. وفي الصراع العربي الصهيوني تخلت بكين عن موقفها المبدئي التقليدي الداعم للحق العربي في فلسطين، وأيدت عملية التفاوض المغلفة بالتنازلات العربية أمام الإسرائيليين، من مدريد إلي ما بعدها وصولاً إلي الواقع الراهن.
غير أن التطور الاقتصادي الهائل للمجتمع الصيني جرّ بكين إلي الدخول في مناطق الصراع من الباب النفطي، فمن بلد ينتج ولديه فائض نفطي أوائل الثمانينات من القرن الماضي إلي ثاني مستهلك ومستورد للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية، هذا الشره إلي الطاقة النفطية وضع السياسة الخارجية للصين علي خط التماس المباشر مع الأزمات العالمية الأكبر، في العراق وإيران ودارفور وسواها، ان المضمون الحقيقي لافتعال الغرب لأزمة دارفور هو - كما أصبح معروفاً - الصراع علي النفط السوداني بين الشركات الأمريكية والفرنسية والبريطانية من جهة والشركات الحكومية الصينية من جهة ثانية، والموقف الصيني الرافض للتصعيد الغربي ضد إيران سببه كذلك موارد الصين من النفط الإيراني، هنا الغرب يبدو الآن كمن اكتشف أنه قد ربّي في مختبره فرانكشتاين الوحش الذي سيأكله في النهاية، أراد الغرب من مد الجسور مع بكين إضعاف الاتحاد السوفييتي بتنمية المنافسة بين موسكو وبينها، وكسب سوق المليار مستهلك من جهة أخري، ولكن تحقيق الهدف الأول بانهيار الاتحاد السوفييتي صحبته قيامة المارد الصيني الذي أصبح اليوم يمتلك منفرداً المقومات التي تؤهله لكسر حقيقي لحالة أحادية القطبية السائدة في العالم، دولة في المرتبة الثالثة من حيث الإنفاق العسكري بعد أمريكا وروسيا، دولة تملك أول أضخم احتياطي من العملات الأجنبية في العالم (حوالي 1350 مليار دولار) دولة تستفيد من الميل الغريزي للغربيين عموماً وللأمريكان خصوصاً في دخول مغامرات عسكرية جديدة والتورط في حروب دائمة باستمرار، تفيد من ذلك بتحسين اقتصادها وتحسين تجارتها الخارجية ومد أياديها الفنية - وهي ليست أيادي قصيرة اليوم - لمساعدة دول العالم الثالث الذي كانت هي نفسها تنتمي إليه - ولم تغادره بالكامل بعد - فأصبح لها في كل مكان رصيد محترم من النفوذ والصداقات والمصالح، فالتمرد ضد السياسة الأمريكية وضد التبعية لواشنطن الذي شهدته أمريكا اللاتينية وتشهده منذ نحو عقد من الزمان واكبه وتلازم معه تحوّل أمريكا اللاتينية إلي أكبر مورد للمواد الخام إلي الصين، وخلال زيارته الأخيرة إلي بكين قال هوغو شافيز مخاطباً أصدقاءه بحرارة : أنتم أكبر مستهلك للنفط في العالم وفنزويلا واحدة من كبري الدول المنتخبة في العالم فالعلاقة بيننا هي التكامل ، قبل أن يضيف دعوته الصين إلي الانخراط في تحالف استراتيجي مع قوي أخري لبناء عالم متعدد الأقطاب وتحدي الهيمنة الأمريكية علي الأرض.
فرملة فرانكشتاين
الغرب وفي المقدمة منه أمريكا يروعه اليوم هذا التعملق الصيني الذي لا تبدو له نهاية، 6 مليارات دولار تدخل علي هيئة استثمارات في الصين سنوياً، والمشكلة لدي واضعي السياسات والاستراتيجيات في المراكز الغربية الاستراتيجية هي صدامهم بجماعات مصالح غربية من أبناء جلداتهم الأوروبية والأمريكية ممن يدافعون عن السياسات الصينية ويعارضون الإجراءات الحاسمة ضد الصين لأن تلك الجماعات باتت مستفيدة من علائقها التجارية واستثماراتها الهائلة في الصين.
إن 90% من الصادرات الصينية من سلع تقنية المعلومات علي سبيل المثال تنتجها الشركات الغربية عبر فروعها في الصين، حيث تستفيد هذه الشركات متعددة الجنسيات من سوق العمل الرخيصة ومن العمالة الفنية المدربة ومن السوق الداخلية الضخمة، وترفض تلك الشركات مغادرة كل تلك المزايا بسهولة.
الغرب إزاء فرانكشتاين الصيني حاول فرملتها بوسائل عدة، بالحملات الدعائية ضد السلع الصينية وانها سيئة الصنع، وبين الفينة والأخري تصادر السلطات الأمريكية مئات الآلاف من ألعاب الأطفال من السوق الداخلية الأمريكية بذريعة احتوائها علي مادة الرصاص التي تشكل خطراً علي صحة ملايين الأطفال الأمريكيين، لم تصادر تلك السلطات الألعاب في الحظائر الجمركية، ولم تمنع استيرادها أصلاً، وإنما رغبت في توجيه الضربة المزدوجة: لسمعة احدي أهم الصادرات الصينية إلي السوق الأمريكية، ولمصالح التجار الأمريكيين الذين يصرون علي التعامل مع السوق الصينية، كانت تلك إحدي الوسائل، وسيلة أخري لجأ إليها الغرب لدي انضمام الصين إلي عضوية منظمة التجارة العالمية وتوقيع الاتفاقية المتعلقة بذلك، كانت ثمة بنود غير عادلة قبلتها الصين علي مضض، نصت الاتفاقية علي اعتبار الصين طيلة السنوات الخمس عشرة التالية لانضمامها دولة لا تنتمي لدول النظام الاقتصادي الحر، ومن ثم يحق للولايات المتحدة اتخاذ إجراءات حمائية استثنائية ضد وارداتها من المنتجات الصينية لمدة 12 سنة، وفرض ما شاءت من قيود علي الصادرات الصينية لمدة 8 سنوات.
فالغرب يدفع الصين دفعاً إلي الدخول في مواجهات جديدة كل يوم، ولا يريد أن يوفر لها المناخ الملائم من الاستقرار والهدوء كي تتفرغ لصناعة كامل معجزتها، يتحرش بها ويستفزها في قصف سفارتها في بلغراد، يحاول حصارها في دارفور وحقول جنوب السودان النفطية، ينتقد إنفاقها العسكري ويعتبره تهديداً غير مباشر وفي المقابل فإن السياسة الصينية لا زالت تتسم بالهدوء الشديد والمرونة والرغبة في تجنب الصراعات من أي نوع، حتي التصعيد الأمريكي في التحرش بالصين عن طريق العملاء في فرموزا لاتخاذ إجراءات تنم عن الرغبة في الاستقلال التام عن الصين، وهو ما تعتبره الأخيرة خطاً أحمر لا ينبغي تجاوزه، حتي ذلك لم يفلح في جر الصين إلي مغادرة موقع المسالم الهادئ المنفتح علي النقد والحوار، ومؤخرا استقبلت المستشارة الألمانية ميركل في مكتبها الدلاي لاما في خطوة استفزازية جديدة للصين، ردت بكين ببيان مقتضب مخفف فحواه أنها تستغرب مثل هذا السلوك من ميركل.
آسيا الوسطي
أما علي الصعيد العملي فإن الصين تسعي دون إثارة ضجة لحرمان أمريكا من مواقع التأثير أولاً في محيطها الآسيوي، وهي قد وجدت في تحالفها مع شريكتها في التضرر من السياسات الأمريكية عبر العالم، روسيا، ضالتها بإنشاء منظمة تعاون شنغهاي التي تتمتع فيها كل من موسكو وبكين بنفوذ كبير ومهمتها الأولي حصار الوجود الأمريكي في آسيا الوسطي، واللافت هو قبول المنظمة عضوية إيران كمراقب فيها.
فساحة الصراع الدولي المفتوح اليوم بين أمريكا ومن ورائها الغرب وبين الصين مرشحة للاتساع وللمزيد من التأزم، وفي هذه المرحلة الحساسة يتحسس كل طرف جيبه ليعرف كم رصيده، وفي هذه المرحلة الدقيقة يجد العرب أنفسهم ضحايا تصعيد خطير جداً من قبل الغرب، وأمريكا بالذات يستهدف تحويل دولهم إلي دويلات طائفية وعشائرية ومذهبية، يستهدف قضم المزيد من سيادتهم علي ترابهم القومي والوطني، بل ويستهدفهم شخصياً فرداً فرداً بعد أن أصبحت قوائم أعداء أمريكا تصدر بالأسماء سراً وعلناً عن أجهزة الأمن الأمريكية ودوائر الخارجية الأمريكية وحلقات عملاء أمريكا الخاصة، وبعد أن أصبح نموذج أبو غريب هو المطلوب تمثله واحتذاؤه من المحيط إلي الخليج من قبل كل من يحلم لهذه الأمة بمكانة فوق الأرض ومكان تحت الشمس. في هذه المرحلة يجد العرب والصينيون أنفسهم مرة أخري- الثنائي - الأقرب إلي بعضهم البعض في العالم.
لدي اسرائيل ما تقدمه دون شك للصين، علي صعيد التقنية بشكل أساسي، ولكن بكين تدرك الآن صحة تحليلات ماو القديمة لطبيعة العلاقة بين اسرائيل وأمها الغرب، ولم تستطع اسرائيل بيع الصين طائرات حديثة مجهزة بتقنية طورها الأمريكيون مع الإسرائيليين لأن واشنطن اعترضت علي ذلك.
التعاون العربي الصيني
إن من مصلحة العرب علي المدي القريب والمتوسط والبعيد أن ينتهي الانفراد الأمريكي بقمة العالم، وبالتالي فمن مصلحتهم وصول الصين وغيرها من القوي المؤهلة بأسرع وقت إلي تلك القمة، والصين تكاد تكون الوحيدة المؤهلة فعلاً لذلك علي المستوي الاستراتيجي وعلي المستوي الاقتصادي وعلي المستوي العسكري، وهكذا فإن منتدي التعاون الصيني العربي الذي تمر الآن ثلاث سنوات علي ذكري قيامه (في 14/9/2004) ينبغي تفعيله تدريجياً ليصبح مؤسسة دائمة الحضور والإنتاج والفعالية، لقد نص إعلان قيام المنتدي علي انعقاد اجتماعات دورية علي المستوي الوزاري كل عامين يحضرها وزراء الخارجية العرب وأمين الجامعة العربية ووزير الخارجية الصيني، وعلي التنسيق بين الوزراء العرب والوزير الصيني في القضايا الإقليمية والدولية، فهل هذا يكفي الآن؟
أقول أن الواقع العربي والواقع الصيني والواقع الدولي الراهن يفرض مبادرة العرب لاتخاذ خطوات تنفيذية باتجاه إعلان شراكة استراتيجية كاملة مع الصين، متعددة الجوانب سياسياً واقتصادياً وثقافياً وامنياً وتجارياً، شراكة حقيقية في القطاع النفطي العربي، فالسعودية تزود الصين بنحو17% من وارداتها، ونحن نري تعزيز الاعتماد الصيني علي النفط العربي، وفي الاقتصاد بشكل عام ينبغي اتخاذ خطوات حثيثة لتبسيط إجراءات التخليص الجمركي وفحص الجودة والحجر الصحي وسواها، ثم لماذا تقتصر سوق العمل للأجانب في الخليج العربي علي الهنود، حيث تقول الإحصاءات أن تحويلات الهنود العاملين في الخليج العربي تفوق ال 20 مليار دولار سنوياً، لماذا لا تفتح سوق العمل للصينيين بجانب الهنود وخصوصاً للقوميات المسلمة في الصين، وهناك عشرات مجالات التعاون في البحث العلمي والزراعة والاستثمار والصناعة عدا الطاقة، وهناك مجال الاستفادة من التقنية العسكرية الصينية خصوصاً في مجال الصواريخ سواء أرض أرض أو للدفاع الجوي ضد أحدث الطائرات التي سلح بها الأمريكان الصهاينة، فالعرب بحاجة إلي صواريخ أحدث.
ينبغي إذن الوصول بهذا التعاون إلي مستوي متقدم تتحقق به مصالح الطرفين، لا يكفي أن تتسرب السلع الصينية بمغامرات من تجار أفراد إلي الأسواق الشعبية العربية، نحن مع التعاون غير الحكومي بين الطرفين،ولكننا نريد أن نري ذلك التعاون في النور، ونريد تجلياته تقدماً عربياً في المجالات كافة، وحرصاً صينياً في المقابل علي سوق ال 300 مليون عربي يدخلون إليها من الباب لا من النافذة كما يحدث الآن.
عند وصول مستوي التعاون العربي الصيني إلي حالة الشراكة الاستراتيجية لن يكون سهلاً تمرير قرارات مجلس الأمن ضد العرب كما يحدث الآن، تماماً كما أن العلاقات المتشعبة والقوية بين إيران والصين قد أسهمت في تعطيل سهولة اتخاذ قرارات في مجلس الأمن بضغط أمريكي وغربي ضد طهران فيما يخص مسألة البرنامج النووي الإيراني.
المصدر: جريدة "القدس العربي"
بتاريخ: 16 اكتوبر 2007


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.