القاهرة-أ ش أ: أكد المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الدكتورمحمد بديع أن صفقة تبادل الأسرى الفلسطينيين بالجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط من المحطات المهمة في تاريخ القضية الفلسطينية. وقال بديع ،فى رسالته اليوم ، إن هذه الصفقة جاءت بعد مخاض عسير ولكنها فى النهاية تمخضت عن نجاح المفاوض الفلسطيني وحصوله على مطالبه التي قدمها في أولى جولات التفاوض منذ ما يقرب خمس سنوات.
وأضاف بديع أن هذه الصفقة أعادت قضية الأسرى إلى الواجهة من جديد وأعادت تفعيل القضية الفلسطينية بما يتناسب مع حجمها وأهميتها في الحس والوجدان العربي والإسلامي بل والإنسانية جمعاء، كما أنها سطرت في التاريخ كأهم الأحداث التى أحدثت تغييرا جذريا في موازين القوة وأثبتت أن الحقوق تنتزع ولا تستجدى.
وشدد المرشد العام للاخوان المسلمين أن الصفقة أكدت نجاح خيار المقاومة وفاعليته ،كما أثبتت هذه الصفقة أن إسرائيل لا تفهم سوى لغة القوة والمقاومة.
وأشار بديع إلى أن معاملة الجندى الأسير طوال فترة الأسر كانت مثالا للخلق الإسلامي الراقي والقيم الإسلامية الرفيعة فلم يلحق به أذى ولا إهانة بشهادته هو مقابل المعاملة الإجرامية التى لاقاها الأسرى الفلسطينيون في سجون إسرائيل من ضرب وإذلال وتجويع وتعذيب. واضاف "هذا ليس بغريب على كيان المذابح الذي اشتهر بها على مدار القرن بدءا من دير ياسين وقبية وكفر قاسم وصابرا وشاتيلا والحرم الإبراهيمي ومجازر المسجد الأقصى...وغيرها الكثير". وقال إن الصفقة جاءت لتفضح وتكشف حجم التواطؤ الذي كان يمارسه النظام البائد في مصر حيث ساهم في إفشال الصفقة قبل أكثر من عام حتى لا تعد نصرا للمقاومة وقد ظهر جليا تغير الدور المصري بعد ثورة يناير والذي كان له بالغ الأثر في إتمام الصفقة متزامنة مع "ربيع الثورات العربية" هذه الثورات التي أعادت تشكيل خريطة المنطقة ما جعل كيان الاحتلال يعيد حساباته من جديد ويرضخ لمطالب المفاوضين. ووجه بديع الشكر باسم الإخوان المسلمين إلى كل من ساهم في إنجاح تلك الصفقة وخاصة المخابرات المصرية الوطنية، معربا عن أمله فى أن تتواصل الجهود لتحقيق المصالحة الفلسطينية بين مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية.