تونس: حذر راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الاسلامية التي تعتبر الاوفر حظا للفوز بالانتخابات الأربعاء من "مخاطر التلاعب بنتائج" الاقتراع وهدد بثورة ثانية في تونس اذا تم تزوير الانتخابات التي ستجري يوم الاحد المقبل لاختيار اعضاء المجلس التأسيسي الذي يصوغ دستورا جديدا للبلاد. وقال الغنوشي خلال مؤتمر صحفي بالعاصمة تونس أمس :"هناك احتمال ان يتم التلاعب بنتائج الانتخابات. لكن حتى الان العملية تتم بشكل معقول، واذا زيفت الانتخابات نحن لا نملك الا ان ننضم الى قوى الثورة". وأضاف الغنوشي :"حراس الثورة الذين نزلوا الى الشارع واطاحوا بزين العابدين بن علي يراقبون الاوضاع باستمرار.. مستعدون للنزول من جديد... نحن جزء من هذه الثورة وسننضم اليهم اذا زيفت الانتخابات". وتابع قائلا :"إن قوى الثورة مستعدة للاطاحة بعشر حكومات اخرى من أجل الحصول على حكومة منتخبة وبرلمان منتخب". واصبحت تونس مهد الربيع العربي عندما اطاحت احتجاجات حاشدة ببن علي في 14 كانون الثاني الماضي. وبعد 10 اشهر من الثورة التونسية تتابع الدول العربية والغربية على حد سواء طريق تونس نحو الديمقراطية. وانتخابات يوم الاحد المقبل هي الاولى في الدول العربية التي شهدت ثورات اعادت تشكيل المشهد السياسي في المنطقة. وسيختار أكثر من 4 ملايين تونسي 218 مرشحا لشغل مناصب المجلس التأسيسي الذي ستكون مهمته صياغة دستور جديد للبلاد وتشكيل حكومة. ويتوقع محللون ان تفوز النهضة في هذه الانتخابات التي يسجل فيها الديمقراطي التقدمي حضورا قويا اضافة الى حزب التكتل من اجل العمل والحريات والمؤتمر من اجل الجمهورية والقطب الديمقراطي الحداثي. وقال الغنوشي ان حزبه سيقبل بنتائج الانتخابات اذا كانت صادقة وسيهنىء الفائز مهما كان اسمه. ولكنه توقع ان يفوز حزبه معتبرا انه الحزب الاكبر في البلاد. وبعد استطلاعات تظهر عدم اهتمام التونيسيين بالانتخابات المرتقبة، افاق اهالي الضاحية الشمالية للعاصمة على صورة عملاقة للرئيس المخلوع بن علي في مدخل المدينة ما اثار ذهولهم قبل ان يكتشفوا لاحقا ان الامر لا يزيد عن عملية دعائية طريفة لحثهم على الانتخاب الاحد وعلى اليقظة ازاء مخاطر عودة الديكتاتورية.