روسيا وإسرائيل د.هاني شادي في مقابلة مع جريدة " فريميا نوفوستيه " الروسية أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت إلى أن روسيا لم تجعل سياستها الشرق أوسطية متوازنة بعد. وهذا يعني أن رئيس الحكومة الإسرائيلية ما زال يعتقد كغيره من الإسرائيليين أن موسكو تواصل سياسة الانحياز لصالح العرب. أولمرت أشار أيضا إلى أنه يأمل أن تنفذ موسكو وعدا قطعه فلاديمير بوتين خلال زيارته إلى إسرائيل في عام 2005 بأن روسيا ستتوقف عن انتهاج سياسة أحادية الجانب في الشرق الأوسط. ولكن أولمرت يتناسى تماما أن موسكو كانت من أوائل العواصمالغربية التي سارعت إلى الاعتراف بإسرائيل في عام 1948. ومن المعروف أن المؤرخين والساسة يختلفون منذ زمن حول من اعترف أولا بدولة إسرائيل الاتحاد السوفيتي أم الولاياتالمتحدة الأميركية. فهناك من يرى أن موسكو السوفياتية هي أول من اعترف بإسرائيل ، وهناك من يرى أن الولاياتالمتحدة كانت أول من اعترف بها حتى إن الرئيس الأميركي جورج بوش تباهى بأن واشنطن اعترفت بإسرائيل بعد عشر دقائق من تأسيسها وذلك أثناء حضوره احتفالات مرور ستين عاما على تأسيس اسرائيل. وحتى بعد قطع العلاقات بين موسكو وتل أبيب في أعقاب حرب 1967 ، لم يفكر الاتحاد السوفيتي في سحب اعترافه بإسرائيل. وعمل ميخائيل جورباتشوف في ما بعد على إعادة العلاقات مع إسرائيل مطلع التسعينيات. ومنذ هذا التاريخ والعلاقات بين البلدين تتطور في مجملها بشكل إيجابي باستثناء بعض المحطات التي تراها تل أبيب غير إيجابية ومنها استقبال موسكو لقيادات حماس والموقف الروسي من رفض حل المسألة النووية الإيرانية باستخدام القوة، وتزويد سوريا وإيران بالأسلحة الروسية. وفي الفترة الأخيرة أقدمت موسكو وتل أبيب على إلغاء تأشيرات السفر لمواطني البلدين والذي سيدخل إلى حيز التنفيذ في سبتمبر القادم ، والذي سينعكس ايجابيا على العلاقات بين البلدين اقتصاديا وتجاريا وسياحيا. ويراهن أولمرت على هذه الخطوة وعلى إعادة ممتلكات روسيا القيصرية في القدس للجانب الروسي من أجل جعل روسيا تتبنى مواقف متوازنة بين إسرائيل والعرب، كما أكد في مقابلته مع الصحيفة الروسية. أولمرت في المقابلة انتقد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، معتبرا أن إشراك حماس في مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل خطأ ارتكبه الوزير الروسي. فرئيس الحكومة الإسرائيلية يرى أن أي محاولة لجر حماس إلى مفاوضات السلام ستؤدي إلى الإطاحة بمحمود عباس. كما أن أولمرت يعتقد بأن قيادة منطقة الحكم الذاتي الفلسطيني لا ترى مصلحة لها في مشاركة حماس في مفاوضات السلام. الهواجس الإسرائيلية تجاه موسكو كثيرة، بالرغم من أن روسيا على أرض الواقع تتبنى سياسة تحسين العلاقات سواء مع إسرائيل أو مع البلدان العربية. فمؤخرا عاد إلى الأضواء مشروع نقل الغاز الروسي إلى إسرائيل حيث جرت مناقشة هذا المشروع أثناء زيارة وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي بنيامين بن اليعازر للعاصمة الروسية. ويتضمن هذا المشروع في حال تنفيذه مد أنبوب من تركيا التي يصلها الغاز الروسي عبر ما يسمى ب"السيل الأزرق" إلى إسرائيل. وكانت المفاوضات حول تصدير الغاز الروسي إلى إسرائيل بدأت في عام 2006 ، ولكن لم يتوصل الطرفان إلى اتفاق حتى الآن. وتقول مصادر شركة " غاز بروم الروسية " التي تفاوض معها بن اليعازر إن إنشاء خط أنابيب جديد لنقل الغاز من تركيا إلى إسرائيل يعتبر ترفا باهظ التكاليف. وربما تفهم إسرائيل هذا التصريح في وقت لاحق على أنه من قبيل الانحياز الروسي للعرب ، بينما يتعلق الأمر بالجدوى الاقتصادية لمشروع نقل الغاز الروسي إلى إسرائيل التي في الغالب ستعيد تصديره إلى الخارج لتتربح منه، كما يعتقد مراقبون روس. عن صحيفة الوطن العمانية 25/6/2008