المستوطنات مشكلة! أحمد ذيبان منذ طارت كوندليزا رايس من باريس الي تل ابيب، وبعد لقاءاتها مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين، ظلت تكرر في تصريحاتها كلمات محددة، تتلخص بأن استمرار اسرائيل في بناء المستوطنات، يعتبر مشكلة ويضر بالمفاوضات، لكن هذا الكلام الناعم لا يسمن ولا يغني من جوع للسلام والاستقرار ، ورايس كانت اكثر وضوحا بقولها ردا علي سؤال لا أتوقع بصراحة أي انفراج مبهر وانها لم تلمس ما يدل علي تغيير اسرائيل لموقفها بالنسبة للمستوطنات. وبصراحة فإن كلام رايس يعني اعترافا ضمنيا بفشل زيارتها السادسة منذ لقاء انابوليس في نوفمبر الماضي، الذي يبدو انه كان فأل شؤم، بدل ان يشكل انطلاقة جديدة لعملية التسوية، فبعد ايام قليلة من اختتام انابوليس اطلقت اسرائيل سلسلة من الخطط، لتوسيع مستوطنات في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. وامس الاول، وخلال زيارة رايس اعلن متحدث باسم بلدية القدس عن خطة لبناء 2550 وحدة سكنية جديدة علي الاقل بحلول عام 2020 بالضفة الغربيةالمحتلة في مناطق تقول اسرائيل انها جزء من مدينة القدس، ويتضمن هذا العدد 1300 وحدة سكنية أعلنت اسرائيل الاسبوع الماضي خططا لبنائها. لكن يبدو ان رايس لا ترغب بتضخيم المشكلة، في دعوة مبطنة للجانب الفلسطيني بإبداء مزيد من المرونة والتساهل، فحسب قول الوزيرة: ان من المهم استعادة الثقة في ان اسرائيل لا تحاول املاء او استباق حدود تري واشنطن انها يجب أن تتقرر من خلال التفاوض بين الجانبين. مشكلة الادارة الامريكية ورئيسة دبلوماسيتها رايس، انها لا تريد الاعتراف بحقيقة ثابتة، وتصر علي محاولاتها تغطية الشمس بغربال، والحقيقة هي ان حل عقدة عملية التسوية، هو بيد واشنطن ويتمثل بممارسة ضغوط جدية علي اسرائيل ، وليس بكلام معسول عن التزام بإقامة دولة فلسطينية قبل رحيل بوش عن البيت الابيض، وترك الحبل علي الغارب للغطرسة الاسرائيلية تحت عنوان كل شيء يحل بالمفاوضات المباشرة بين الطرفين، الفلسطيني الذي يتعرض للحصار والتنكيل والعدوان والقتل المتواصل، والاسرائيلي الذي يمارس كل هذه الموبقات والجرائم، تحت غطاء امريكي!. كل زيارات بوش ورايس والمبادرات والنصائح التي تقدم لإحياء عملية التسوية المحتضرة، لم تفلح بتحقيق تقدم يذكر، بل ان الاحباط هو سيد الموقف، فالطرف الفلسطيني وصل الي حافة اليأس، وقد عبر عن ذلك بوضوح العديد من التصريحات لمسؤولين فلسطينيين، فأحمد قريع رئيس الفريق المفاوض قال قبل اسبوع ان التوصل الي اتفاق سلام قبل انتهاء ولاية بوش بحاجة الي معجزة، ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، ذكر قبل ايام ان تحقيق السلام العام الحالي يشبه المستحيل، اما الرئيس محمود عباس فقد عبر عن خيبة أمله مرات عديدة! فعلي ماذا الرهان في وسط هذا الضباب الكثيف؟ اظن ان الطريق الوحيد الآمن للفلسطينيين خلال الاشهر المقبلة هو العمل الجدي وبنوايا صادقة لإنجاح الحوار المرتقب بين حركتي فتح وحماس وتحقيق المصالحة الفلسطينية . عن صحيفة الراية القطرية 17/6/2008