السيسي: تطوير المنظومة التعليمية أولوية لدعم الكوادر البشرية    وزيرة التضامن الاجتماعي تترأس اجتماع مجموعة تنفيذ مقترحات زيادة فصول الحضانات    صرف صحي الإسكندرية يشارك في المعرض الدولي واتر إيكس للبنية التحتية    وفد إسباني يزور مركز البحوث الزراعية لبحث سبل التعاون ضمن مشروع "البريما"    إزالة 10 حالات تعد على مساحة 14 قيراطا بأراض زراعية بالشرقية    رئيس أمريكا: ندرس تطبيع العلاقات مع الحكومة السورية    الاتحاد الأوروبي يفرض حزمة عقوبات جديدة على روسيا    الاحتلال يعاود قصف محيط المستشفى الأوروبي في غزة للتأكد من اغتيال شقيق يحيى السنوار    صلاح: تجربة تشيلسي ألهمتني.. وهكذا غيرت عقليتي    أول تعليق من والد رامي ربيعة على أنباء رحيله عن الأهلي    جولتين على النهاية.. مواعيد مباريات الأهلي وبيراميدز المتبقية في الدوري المصري    تصريحات مثيرة من السحرتي بعد فوز الزمالك على الأهلي في سوبر السلة    وفاة طفل سقط في بالوعة صرف صحي بالفيوم    ضبط كيانين تعليميين وهميين للنصب على المواطنين بالقاهرة    السجن المشدد 6 سنوات وغرامة 100 ألف جنيه لتاجر مخدرات في قنا    وفاة شخص متأثرًا بإصابته بحالة اختناق في حريق منزل بالفيوم    فتح باب الاشتراك في الدورة الثالثة لمهرجان الغردقة لسينما الشباب    احذر توقيع العقود.. اعرف حظ برج العقرب في النصف الثاني من مايو 2025    استعدادًا لموسم الحج.. رفع كسوة الكعبة "صور"    بعد شائعة وفاته.. جورج وسوف يتصدر تريند جوجل    دار الإفتاء توضح الأدعية المشروعة عند وقوع الزلازل.. تعرف عليها    توقيع بروتوكول بين المجلس «الصحي المصري» و«أخلاقيات البحوث الإكلينيكية»    مبابي يقود الهجوم.. تشكيل ريال مدريد المتوقع ضد مايوركا في الليجا    وزارة الرياضة لليوم السابع: التنسيق مع الخارجية وسفارة مصر بليبيا لعودة الرياضيين    براتب 7 آلاف ريال .. وظيفة مندوب مبيعات بالسعودية    محافظ كفر الشيخ يستقبل رئيس هيئة الأوقاف لبحث التعاون المشترك    «ثقافة العريش» يناقش معوقات العمل الأدبى بشمال سيناء    فتحي عبد الوهاب يوجه رسالة ل «عبلة كامل وعادل إمام ومحمد صبحي »    الرئيس الأمريكى يغادر السعودية متوجها إلى قطر ثانى محطات جولته الخليجية    محافظ المنيا: 457.9 ألف أسرة مستفيدة من «تكافل وكرامة» منذ مطلع 2025    محافظ الشرقية: لم نرصد أية خسائر في الممتلكات أو الأرواح جراء الزلزال    «التأمين الصحي الشامل» يتوسّع في التعاقد مع المستشفيات الجامعية والخاصة    بالصور- محافظ الدقهلية يقود حملة تفتيشية على مخابز أوليلة ويرصد مخالفات جسيمة    للمرة الثالثة.. محافظ الدقهلية يتفقد عيادة التأمين الصحي بجديلة    سيناريوهات تنتظر الفنان محمد غنيم بعد القبض عليه فى واقعة تهديد طليقته    الداخلية تلاحق فوضى حفلات الزفاف.. 50 واقعة استعراض بالسيارات شهريًا في قبضة القانون.. المواكب تتحول إلى خطر متحرك والشباب الأكثر مخالفة.. أجهزة حديثة للرصد وعقوبات رادعة لمخترقى النظام    السجن المشدد 10 و15 سنة لشقيقين قتلا جارهما بالشرقية    الري: تحقيق مفهوم "الترابط بين المياه والغذاء والطاقة والبيئة" أحد أبرز مستهدفات الجيل الثاني لمنظومة الري 2.0    بالصور.. جبران يناقش البرنامج القطري للعمل اللائق مع فريق "العمل الدولية"    وزير «التعليم» يلتقى وفدا من البنك الدولى لبحث سبل تعزيز أوجه التعاون المشترك    ورش توعوية بجامعة بني سويف لتعزيز وعي الطلاب بطرق التعامل مع ذوي الهمم    "معرفوش ومليش علاقة بيه".. رد رسمي على اتهام رمضان صبحي بانتحال شخصيته    فى نواصيها الخير    الصين: تعديل الرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية المستوردة اليوم    الثقافة تختتم الأسبوع ال38 لأطفال المحافظات الحدودية بمشروع أهل مصر على مسرح السامر    «ماسك» يشكر السعودية لدعم ستارلينك في الطيران    رئيس هيئة قناة السويس يدعو وفد «ميرسك» لتعديل جداول إبحارها والعودة التدريجية للعبور    رئيس الوزراء: الاقتصاد العالمي يدخل حقبة جديدة لا تزال ملامحها غير واضحة حتى الآن    مصر تدعو المواطنين المتواجدين فى ليبيا بتوخى أقصى درجات الحيطة    «الصحة العالمية» توصي بتدابير للوقاية من متلازمة الشرق الأوسط التنفسية    «الرعاية الصحية»: توقيع مذكرتي تفاهم مع جامعة الأقصر خطوة استراتيجية لإعداد كوادر طبية متميزة (تفاصيل)    وزير الخارجية: الدفاع عن المصالح المصرية في مقدمة أولويات العمل الدبلوماسي بالخارج    فرار سجناء وفوضى أمنية.. ماذا حدث في اشتباكات طرابلس؟    دون وقوع أي خسائر.. زلزال خفيف يضرب مدينة أوسيم بمحافظة الجيزة اليوم    دعاء الزلازل.. "الإفتاء" توضح وتدعو للتضرع والاستغفار    بيان عاجل خلال دقائق.. معهد الفلك يكشف تفاصيل زلزال القاهرة    فى بيان حاسم.. الأوقاف: امتهان حرمة المساجد جريمة ومخالفة شرعية    هل أضحيتك شرعية؟.. الأزهر يجيب ويوجه 12 نصيحة مهمة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لكل ( خطه ) الاحمر: الحجاب نموذجاً!! / محمد خرّوب
نشر في محيط يوم 08 - 06 - 2008


لكل ( خطه ) الاحمر: الحجاب نموذجاً!!
محمد خرّوب
تركيا على سطح صفيح ساخن..
هذه حقيقة بدأت تأخذ طريقها الى البروز والتشكل بعد التاسع من شباط الماضي، عندما نجح حزب العدالة والتنمية الحاكم في تمرير تعديل دستوري، مضمونه السماح بارتداء الحجاب داخل الجامعات، بعد أن كان محظوراً على من ترتديه دخول الجامعة أو القبول فيها، الا ان النصوص المعدلة ارتكزت على مبادئ حقوق الانسان، التي يصعب على احد التنكر له، وخصوصاً اولئك العلمانيين الذين يحكمون قبضتهم على مفاتيح السلطة الحقيقية في تركيا، والذين رغم كل ما لحق بسمعتهم من تشويه وتآكل ارصدتهم الشعبية وعزلتهم، الا انهم ما زالوا يتوفرون على قوة ميدانية تتمثل في الجيش واذرعته المختلفة، واخرى ما تزال تقبع في القضاء وعلى رأسه المحكمة الدستورية التي لا راد لقراراتها ولا استئناف عليها..
قرار المحكمة ''الدستورية'' بالغاء التعديل الدستوري، الذي سبق ان اجراه مجلس النواب التركي على المادة 10 من الدستور، القاضي بتخفيف القيود على ارتداء التركيات الحجاب الاسلامي في جامعاتهن، أخذ تركيا الى مكان آخر، لم يرغب قادة حزب العدالة والتنمية (أو هم لم يتوقعوا) ان يذهبوا اليه، لأنه يضعهم أمام خيارات محدودة، ولا يسمح لهم بهوامش حركة اعتقدوا انهم سيمتلكون القدرة على توسيعها، بعد صدور قرار المحكمة الدستورية (نفسها) في القضية المرفوعة لديها من قبل المدعي العام التركي، ب ''إغلاق'' حزب العدالة والتنمية، بذريعة انه يخالف المبادئ العلمانية ''الراسخة'' للدولة ويهدد بتقويض النظام الذي اقامه مصطفى كمال اتاتورك، قبل ثمانين عاماً ونيف (1923)..
حظر الحزب الحاكم فيما يبدو، بات مؤكداً والمستقبل السياسي لرجب طيب اردوغان ورئيس الجمهورية عبدالله غل، و''75'' شخصية قيادية في الحزب المذكور لن يختلف عن المصير الذي آل اليه ''معلمهم'' نجم الدين اربكان، الذي خرجوا عليه وانشقوا عنه قبل ثماني سنوات تقريباً.. وهو (اربكان) الذي تعرض الى تنكيل من قبل القوى العلمانية، والى حرمان من حقوقه السياسية والمدنية، استمرت خمس سنوات كانت كفيلة باخراجه من المشهد السياسي، ودفن حزبه (الرفاه) في وقت مبكر من القرن الجديد، بعد ان سطع نجم اردوغان وغل وتقدم حزب العدالة والتنمية المشهد السياسي والحزبي التركي، مكتسحاً قلاع احزاب ''عريقة'' (مثل حزب تانسو تشيلر ومسعود يلماظ وبولنت اجاويد وطبعاً اربكان)، مرغماً اياها على مغادرة ''الساحة'' بعد ان لم تنجح في اجتياز نسبة الحسم اللازمة لدخول البرلمان.
ما الذي يمكن لاردوغان ان يفعله؟.
يصعب القول ان رئيس الوزراء التركي، الذي يحوز على اغلبية مطلقة داخل البرلمان مكّنته (منفرداً) من تشكيل حكومة ذات لون واحد، والذي سجل لنفسه اكثر من نقطة في مواجهته مع العلمانيين، ليس اقلها نجاحه في ''إجلاس'' صديقه وشريكه عبدالله غل في القصر الرئاسي، الذي لم يدخله سوى انصار اتاتورك من العلمانيين، ساسة (بالانتخابات) وجنرالات (بالانقلابات العسكرية)، وتحايل مرة اخرى على مناورات العلمانيين عبر ''الهروب'' الى انتخابات مبكرة لتفادي ازمات سياسية أو برلمانية أو قضائية..
اردوغان لا يبدو انه سيرفع الرايات البيض، فلديه من الاوراق ما يمكن ان يجعله يخرج خاسراً ''بشرف''، ان لم يكن باستطاعته احراز نصر متواضع ومكلف في الآن ذاته، وخصوصاً أن قرار المحكمة ''الدستورية'' بدا للكثيرين داخل تركيا وفي خارجها، انه مناقض للدستور شكلاً ومضموناً، فهو اولاً يقول ان لا قيمة لمجلس النواب الذي هو اكثر المؤسسات شرعية في الدولة، وخصوصاً ان اعضاءه جاءوا بارادة شعبية عبر صناديق الاقتراع، فيما ''الاخرون'' جاءوا عبر قنوات معروفة يتدثرون بعباءات العلمانية، وتراث اتاتورك الذي لم يعد يجذب اغلبية الاتراك..
عدد القضاة في المحكمة الدستورية الذين افتوا بالغاء التعديل ''الدستوري'' الذي اقره البرلمان، هو تسعة قضاة من اصل 11، فيما عدد النواب الذين ''شرعنوا'' التعديل هو 411 من اصل 550 نائباً يشكلون مجموع مجلس النواب التركي..
فأي دستورية في قرار كهذا، واي احترام لقواعد اللعبة الديمقراطية، وخصوصاً ان التعديلين اللذين ألغيا ينصان على ما يلي:.
* معاملة مؤسسات الدولة للمواطنين على قدم المساواة.
* حق الجميع في التعليم.
يمكن لكثيرين ان يتحدثوا عن ''مخاطر'' الاسلام السياسي وعن الوسائل والمقاربات، التي يلجأ اليها للوصول الى السلطة وتحقيق مآربه في إحكام قبضته على المجتمع، الا ان مثل هذا الكلام يقع سريعاً في مربع التهافت والابتذال، لانه يمنح الشرعية لمخالفة الدساتير والاستهتار، بارادة الشعوب ويمنح للعسكر الفرصة تلو الاخرى للانقضاض على الحكومات المنتخبة، والادعاء بحماية المجتمع من ''شرور'' الاسلاميين ومخططاتهم..
دفع الاوضاع في البلاد الى حال عدم الاستقرار والتنكيل بالقوى السياسية والحزبية، وتعطيل الحياة الديمقراطية وازدراء الارادة الشعبية، تحت مزاعم حماية العلمانية، لا يمكن وصفها بالديمقراطية واكثر ما يثير الريبة في الحال التركية هو هذا الصمت، الذي تلوذ به بروكسل (مقر الاتحاد الاوروبي) ازاء ما يحدث في تركيا من عسف واعتداء على الديمقراطية، وخصوصاً غموض موقف ادارة بوش التي اقامت الدنيا ولم تقعدها حول الديمقراطية وحقوق الانسان وتداول على السلطة، على نحو سلمي وتفضيل ''نموذج'' حزب العدالة والتنمية التركي، بما هو إسلام ''معتدل'' بهدف تعميمه على المنطقة العربية والاسلامية على نحو لاحظنا فيه تزايد الاحزاب التي تحمل هذا الاسم (العدالة والتنمية)..
ما هي الخطوة التالية لاردوغان؟..
لا احد يعلم.. الا ان خيار حل البرلمان والذهاب لانتخابات مبكرة ربما يشكل صفعة جديدة للعلمانيين، ويقطع الطريق على خطتهم ل ''اعدام'' اردوغان وحزبه دستورياً (!!!). .
عن صحيفة الرأي الاردنية
8/6/2008


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.