المطلوب استثمار حوار الدوحة! حامد إبراهيم حامد إن النجاح الذي حققته دولة قطر في قيادة الحوار اللبناني - اللبناني إلي بر الأمان بالتوصل إلي اتفاق لحل الأزمة اللبنانية يجب ألا يتوقف لا قطريا ولا عربياً بل المطلوب استثمار هذا النجاح في ملاحقة الأزمات العربية الأخري المتشعبة من فلسطين إلي الصومال إلي دارفور إلي العراق. فهذا النجاح الذي تحقق أثبت أن العرب إذا ما أتيحت لهم الفرصة كاملة جادون وقادرون علي مواجهة أزماتهم وحلها بأسس واضحة وسليمة تقوم التراضي والوئام. بعيدا عن أي تدخل خارجي أو املاءات. إن المطلوب استمرار لجنة الجامعة العربية التي قادت الحوار مع الأطراف اللبنانية وجعلها لجنة عربية دائمة لحل كل الأزمات العربية الراهنة، وأنه يجب استثمار القبول العربي والدولي والاقليمي لنتائج حوار الدوحة في الدخول في حل الأزمات الأخري علي أن تكون الدوحة مقراً للحوار العربي لحل الأزمات العربية، لقد أثبتت دولة قطر بقيادة الأمير المفدي أنها قدر التحدي وأنها أثبتت أيضا أن تأثير الدول ومكانتها دوليا واقليميا ومحليا لا يرتبط بالحجم ولا بالسكان وإنما بحسن النوايا والصدق والسياسة المنفتحة علي الجميع بمسافة واحدة. ولذلك فإن دولة قطر بنجاحها في حل أزمة لبنان أصبحت لاعباً أساسياً علي المستوي الاقليمي والدولي وأنها مؤهلة لقيادة العرب وأن العرب مطالبون باستثمار هذا الوضع الايجابي لحل الأزمات الأخري المستفحلة بالمنطقة. فليس من المعقول أن تنجح دولة قطر باسم العرب في حل أزمة لبنان ولا يتدخل العرب في حل أزمة فلسطين بين الفلسطينيين وليس من المعقول أيضا ألا يتدخلوا في أزمة الصومال ويتركوها للأفارقة وليس من المعقول أن يتركوا أزمات السودان للأفارقة والمجتمع الدولي. إن هذه اللجنة التي يقودها معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري مؤهلة أكثر من غيرها لتولي أمر الملفات العربية الشائكة والتي فشلت فيها الجامعة العربية وتدخل فيها المجتمع الدولي ولذلك فإن العرب مطالبون اليوم قبل الغد بتكليف هذه اللجنة بأمر جميع الملفات والأزمات العربية علي أن تكون الدوحة مقراً لها. وأنني علي ثقة بأنها ستحقق نجاحاً منقطع النظير لأن القبول الذي وجدته اللجنة عربياً والنجاح الذي حققته دولة قطر لجديرة بأن تكون هذه اللجنة دائمة وليست معنية بلبنان فقط. عن صحيفة الراية القطرية 24/5/2008