النكبة الستين أنور صالح الخطيب ذكري مرور النكبة الستين - احتلال فلسطين - بالنسبة لنا نحن العرب لا تختلف عن ذكري نكبتنا الخمسين مثلا إلا بشيء واحد.. كثرة النكبات التي تتوالي علينا حتي أصبحنا نخشي من الآتي من النكبات فنحن نعد النكبات ولا نكاد نحصيها من كثرتها. لا أريد أن اخط اليوم بكائية لن تقدم أو تؤخر لكنني أريد لمن يتأمل بالذكري الستين لهزيمتنا الأولي علي يد الحركة الصهيونية التي أقامت لها في مثل هذا اليوم قبل ستين عاما دولة علي أنقاض الشعب الفلسطيني بمباركة العالم وتأييده-إلا من رحم ربي- أن يعد النكبات أو النكسات أو الهزائم التي لحقت بنا منذ ذلك الوقت وهو من كثرتها سيزهق ويمل ويخرج بنتيجة أننا امة أدمنا الهزائم لا لشيء سوي أننا فقدنا البوصلة ومن يفقد البوصلة يضيع عن الطريق وهذا ما حصل لنا بالفعل. مشهد مئات الفلسطينيين أمس علي جانبي الحدود حدود فلسطينالمحتلة والحدود اللبنانية بقدر ما يثير الاعتزاز بهذا الشعب الذي تأبي أجياله أن تنسي وطنا اسمه فلسطين بقدر ما يثير الحزن والألم لأنه بعد ستين عاما وبعد أن ولد جيل الأحفاد لا زال الشعب الفلسطيني مشردا يقطن مخيمات اللجوء يعاني شظف العيش ومرارة اللجوء بينما الأغراب يستوطنون الدار والأرض ويمارسون القتل والاعتقال أيضا. قبل ستين عاما فقدنا فلسطين وما زلنا. أما اليوم فإننا نبكي بغداد التي ندعوا ألا يطول أسرها ونكاد نفقد بيروت التي فقدناها قبل أكثر من ستة وعشرين عاما حينما أصبحت العاصمة العربية الثانية التي تسقط رهن الاحتلال قبل أن ينتفض أبناؤها ويطردون المحتل واليوم أيضا ثمة عواصم مرشحة للسقوط وثمة دول مرشحة للتفكك إذا استمر الحال كما هو عليه. فحالنا اليوم مثل حالنا يوم ضاعت فلسطين.. انقسام وتشرذم وفرقة واختلاف حتي في ابسط الأمور فحسب التصنيف الأمريكي ثمة عرب معتدلون وثمة عرب متطرفون.. وثمة عرب إرهابيون أيضا؟ الجديد في ذكري نكبتنا الستين أن الرئيس الأمريكي جورج بوش يشارك في احتفال قيام إسرائيل علي أنقاض الشعب الفلسطيني وهو حسب التوصيف الإسرائيلي كان أفضل صديق لإسرائيل علي مدار عقود طويلة - ما نأمله - وهو ما نستطيعه فقط ألا تكون هذه المشاركة تمهد أو تهدف لنكبة جديدة يكون عنوانها شطب الشعب الفلسطيني وقضيته تماما تحت عنوان الحرص علي تحقيق السلام وإقامة الدولة الفلسطينية الموعودة حسب وعد بوش . عن صحيفة الراية القطرية 15/5/2008