أبو تريكة.. ونحن نحبك موسى ابو عيد «تعاطفاً مع غزة» شعار وضعه لاعب المنتخب القومي المصري محمد أبو تريكة على صدره وكشف عنه خلال المباراة مع المنتخب السوداني الشقيق أثناء مباريات كأس الأمم الإفريقية 2008والتي فازت بها مصر بهدف حققه أبو تريكة نفسه في مرمى الكاميرون، ومنذ ذلك الوقت واللاعب أبو تريكة يحظى بإعجاب واحترام الملايين من العرب والمسلمين.
وكنت عندما فكرت بكتابة هذا المقال قد اخترت له عنواناً هو «أبو تريكة إنا نحبك» ولكن بعد مشاهدة عشرات أطفال غزة يرفعون صور أبو تريكة بفانلته الشهيرة غيرت العنوان قليلاً للتأكيد على الحب العظيم منا جميعاً لمحمد أبو تريكة.
فحب أبو تريكة غزا قلوب حتى من لم يشاهد في عمره أي مباراة لكرة القدم ولا يعرف شيئاً عن هذه اللعبة التي يعشقها الملايين من شعوب العالم، وقد وصلتني مؤخراً رسالة بريدية من أستاذة جامعية إماراتية، نكن لها كل التقدير.
فيها الكثير من التفاصيل عن أسباب رفع محمد أبو تريكة شعار «تعاطفاً مع غزة» وفيها أيضاً صورة أخرى للاعب آخر يضع على صدره عبارة «نحن فداك يا رسول الله» وصورة جماعية لعدد من أعضاء الفريق يسجدون شكراً لله بعد تحقيق هدف في مرمى الخصم.
أهالي غزة الصابرة يعرفون كيف يقدرون من لا ينسى محنتهم ويتعاطف معهم فيضعونه في أفئدتهم قبل أن يرفعون صوره عالياً فوق رؤوسهم، وهم رغم حالة العسر والألم التي يعيشونها فقد اقتنصوا لحظات من حياتهم ليعيشوا حالة من الفرح ومشاهدة المباراة الفاصلة بين المنتخب المصري والكاميروني وابتهجوا كثيراً بالفوز الكبير الذي حققه المنتخب القومي المصري.
ونزل الشباب بعد الفوز رافعين شعارات «بنحبك يا أبو تريكة» و«فلسطين كلها أبو تريكة» و«بنحبك يا مصر» و«أبو تريكة ضمير الأمة الحي» و«غزة لن تنساك يا أبو تريكة» و«أبو تريكة اللاعب الإنسان» و«أبو تريكة مثال للحرية والكرامة» وغيرها من الشعارات الصادرة من القلوب المحبة لمن يحبها ويحمل همها.
والفرحة العربية بالفوز كانت شاملة وكان التقدير للمنتخب القومي المصري يمتد إلى كل مكان يعيش فيه عربي، وهنا في دولة الإمارات العربية كان التعبير عن الفرحة والتقدير كبيرين ومميزين ففي لفتة كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.
جرى استضافة اللاعبين والجهاز الفني والإداري للمنتخب المصري وهنأهم سموه بالفوز باعتباره «إنجازاً لكل العرب وللرياضة العربية» وأكد سموه على قدرة وكفاءة المواطن العربي على تحقيق الانجاز والنجاح والانتصار في كافة مواقع العمل والمنافسة على المستويين الإقليمي والدولي إذا ما توفرت الإرادة والعزيمة في نفس كل مواطن سواء كان في العمل الاقتصادي أم السياسي أم الرياضي وغيرها.
الرياضيون العرب يوحدوننا ولكن بعض السياسيين العرب يفرقوننا وقلة منهم يقرفوننا بتصريحاتهم ومواقفهم غير الدبلوماسية، فالأرجل التي وطئت ارض مصر ودخلتها آمنة تبحث عن لقمة عيش تسد رمق جائعها أو تلتقط حبة دواء لعلاج مريضها أو تشتري لترات من الوقود تقيهم برد الشتاء.
وتضيء بعض الظلمة التي تلف ارض قطاع غزة بعد أن سدت في وجوهها كل المنافذ، هذه الأرجل لا يمكن أن يكون جزاؤها ومعاقبتها بالكسر بل يجب احتضانها ومقاسمتها رغيف العيش تماما كما فعل أبناء رفح والعريش وكل أبناء أرض الكنانة الطيبين، فأنت لو دخل غيطك جائع أو فقير هل تكسر رجله أو تطرده؟
مصر منا ونحن منها وهي أعز علينا من حدقات عيوننا وأبناؤها الكرام في القلب يسكنون. عن صحيفة البيان الاماراتية 16/2/2008