ابن لادن من غواية أمريكا إلي غواية الشيطان د. عمر بن قينه صار حال (ابن لادن) كسائر من أضلّهم الشيطان، فسقطوا في تيه الغواية والغرور الذي هو صفة إبليسية، فخيل فيها (لابن لادن) أنه نبي هذا الزمان، ليسقط سقوطا حرا في مخالب الشيطان، فيصير أكبر الظالمين بعد نظيره في الصلف والكبرياء والعنجهية والعدوان علي الآمنين (جورج بوش الثاني). كان (ابن لادن) في بداية حياته مواطنا سويا حتي سقط في غواية (أمريكا) التي ركبته كدابة تتوغل بها في صفوف المسلمين المؤمنين في (أفغانستان) لمواجهة البغي الشيوعي، في ذلك البلد المسلم الذي سقط في أيدي عملاء (الاتحاد السوفياتي). حين قضت (أمريكا) حاجتها من (ابن لادن) لفظته، فمضي يبحث عما يستغل فيه أمواله، ويملأ فراغ روحه، ويتلف وقته، فكانت فرص الشيطان الذهبية فيه لينقضّ عليه، فينتهي الرجل من غواية (أمريكا) التي استعملته بخبث إبليسي إلي غواية (الشيطان) ليغريه هذه المرة بإشاعة الفتنة في صفوف المسلمين، مستهدفا جحافل (الغوغاء) في العالم الإسلامي، خصوصا منه الوطن العربي: مستغّلا: حاجتهم المالية، وجهلهم بالدين وبالسياسة والحياة في الأرض التي أمر الله أن تعمر، لينشر فيها الخراب والدمار، فيصيب التشظي نفوسا أيضا كتبت لها الحياة بعدما أزهق الأنذال الأرواح. كأنّما دفع الرجل في هذا الطريق ليعود منه إلي خدمة أعداء العرب والإسلام وفي مقدمتهم (أمريكا) كما لم يخدمهم غيره إلي جانب الطاغية (صدام حسين) فأجادا معا دورهما في (العمالة) غير المباشرة للغرب الاستعماري وأمريكا والصهيونية والمسيحية المتصهينة، لضرب الصف العربي الهش لطبيعة أنظمته، واللحمة الإسلامية المهلهلة لظروف تشرذمها، فبات العالم الإسلامي ومنه الوطن العربي دون سواه.. ميدان حروب، وفتن طائفية عرقية ودينية وسياسية وقبلية. هنا عادت (أمريكا) تدفع (ابن لادن) بشكل آخر لإلحاق الأذي بالإسلام والمسلمين، وتشويه صورة الإسلام: دين الحق والعدل والرحمة والإنسانية وتقديم المسلمين- من خلال ابن لادن- كوحوش كاسرة تعشق سفك الدماء، وتستلذّ صور الأذي، كما دفعت قبله (صدام) في طريق (الغدر) والعدوان: تشجعه وتدعمه لضرب الجيران، مبتدئا بإيران، منتهيا بالكويت، طامحا إلي ما بعدهما، لو لم يخذله سادته الأمريكان حين رأوا مصلحتهم في الانقلاب عليه بعد قضائهم وطرهم منه، لتبرير تواجدهم في الخليج، وإن عجز دون حاجتهم منه في إضعاف (إيران)! رحلة (ابن لادن) من غواية الشيطان الأكبر (أمريكا) إلي غواية الشيطان الأعظم كانت رحلة مغامر في حياة المسلمين، مقامر بمصائرهم، وقد اتسعت مساحة (الغوغاء) التي تستجيب لكل ناعق ونابح في وضع إسلامي وعربي راكد شجعت عليه أنظمة ظالمة مغامرة كانت بئس الخلف لبئس سلفها (الاستعمار) وهنا كانت (المشتلة) و(البؤر) التي جلبت نتانتها (ابن لادن) مستفيدا من وضع فاسد صنعته أنظمة مستبدة فاسدة انعدمت الثقة بينها وبين الأمة، مستغلا جاهزية الغوغاء للاندفاع في الضلال متجاوزة ضوابط العقل، ونواهي الشرع، لأنها لا تعقل،و الجهل بالدين والدنيا سمتها، لتكون مزرعة (ابن لادن) فخيل إليه وهي تندفع وراء سحركلامه وماله أنه نبي العصر لهذه الأمة التي قعد بها جهلها، إلي درجة أنه ساوي نفسه بالرسول، كما عبّرت عن شيء من ذلك وصيته لزوجاته الأربع حين شعر باقتراب الأمريكيين منه- بعد (تورا بورا)-: أن لا. لا تتزوجن بعد موتي أي أنتنّ (أمهات المؤمنين) كحال زوجات محمد صلي الله عليه وسلم! هاهنا الضالة الجديدة لأمريكا، يهمها أن يستمر دور أمثال (ابن لادن) ومن الخير لها ألا يسقط بعد انتهائه من غوايتها المباشرة إلي غوايتها غير المباشرة مع غواية الشيطان المعلنة، فراح في عالمنا الإسلامي ووراءه زمّاره (أيمن الظواهري) يحرّضان الغوغاء وأعداء الأمة الإسلامية للنيل من أمنها، وإسلامها و سلامها، ردّ الله كيدهما في نحريهما ونحور أتباعهما الذين فقدوا تماما الرّشد، وأوغلوا في الضلال في كل مكان، فجعلوا كلمة (الإسلام) غطاء لجرائمهم، فهل يتخلّف عن توظيف ذلك بيادق (ابن لادن) و(الظواهري) في الجزائر؟ لينتهوا إلي تفجير الأبرياء في مطلع الشهر الحرام - ذي الحجة- ومعظمهم مؤمنون مسلمون إيمانا لا ترقي إلي ذرة منه غوغاء (ابن لادن) فانتهي أولئك الأبرياء (شهداء) علي أيدي مجرمين اثنين منتحرين اختارا مصيريهما في قعر جهنم يصلون سعيرا. ولم تكن صورة (المنتحرين) غير صورتين: لقرد هرم، وخنزير فتي (أجرب) وهذه صفة مجندي (القاعدة) خصوصا في المغرب العربي، كما يقدمها: زنادقتها الذين ألحقوا الأذي الشديد بالأمة، مستغلين اهتراء ثقة بين (حكام)ظالمين يكرسون الفساد و(أمة) ساهية عن ظالميها من الطرفين (سلطة وإرهابا) لكنها تستعيد وعيها في مواضع، وفي بلدان يدق فيها الوعي الديني، كما حدث في (السعودية) حيث كانت يقظة المواطن المسلم المسالم كفيلة بالانتهاء من حصر مجرمي (القاعدة) والقبض علي أكثر من مئتين منهم في ليلة واحدة - في موسم الحج- وقد خطط السفهاء لقتل علماء دين في البلد ورجال فكر فيه، وهي الخطة الإجرامية التي لو تمت لكانت أعظم خدمة لأمريكا والصهيونية والمسيحية المتصهينة! لا حاجة لأمريكا إذن أن تستعجل في القضاء علي (ابن لادن) وهي كاذبة حين تزعم السعي لأسره، فحاجتها إليه شديدة ليتناسل، فيكون منه أمثال لتشويه صورة الإسلام:دين السلام والحب والعدل، ألا لعنة الله علي الظالمين، ورد كيد المجرمين المتآمرين علي الإسلام والمسلمين! عن صحيفة الراية القطرية 3/1/2008