جهود جامعة الدول العربية لحل قضايا الأمة! د. محمد ناجي عمايرة يعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعا طارئا خلال الاسبوع القادم بطلب من المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية للبحث في استمرار اسرائيل في عملياتها الاستيطانية في الاراضي العربية المحتلة وتطورات الازمة اللبنانية المتصلة بالفراغ الرئاسي وجهود انتخاب رئيس جديد للبنان. وقد لفت انظار المراقبين التصريح الذي ادلى به الامين العام لجامعة الدول العربية حول الاجتماع الاستثنائي اذ ان المتعارف عليه ان تشمل الدعوة الى الاجتماع بندا وحيدا على جدول الاعمال لكونه اجتماعا طارئا. وهذا ما تقول المصادر ان الدعوة المشتركة السعودية المصرية للاجتماع قد تضمنته واقتصرته على بحث المسألة اللبنانية وحدها. بينما قال الامين العام لجامعة الدول العربية ان الاجتماع سيبحث مسار المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وقضية التوسع في الاستيطان الاسرائيلي والوضع في لبنان بعد تعثر الاطراف اللبنانية في التوصل الى انتخاب رئيس جديد. ومع ان هذه المسألة معروفة في قوانين جامعة الدول العربية وانظمتها فان لجوء الامين العام الى توسيع موضوعات البحث قد يضع علامة استفهام امام اسباب ذلك ودواعيه. فهل كان الامين العام يميل الى مراعاة المواقف العربية الاخرى ام ان الجامعة تلقت طلبات اخرى من دول عربية ذات صلة طلبت مناقشة قضيتي المستوطنات والمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية؟. واذا تجاوزنا هذه المسألة البروتوكولية ، فسنجد ان الامين العام استبق الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بالاشارة الى انه اجرى مشاورات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس حول تطورات الموقف في الاراضي الفلسطينية المحتلة وان هناك اتجاها لقيام وفد فلسطيني بزيارة واشنطن لعرض نتائج الجولة الاولى من مباحثات عباس اولمرت. ومن الواضح ان الامين العام يحرص على ان يكون الاجتماع فرصة لبحث مجمل القضايا العربية العالقة وخاصة القضية الفلسطينية واللبنانية. غير ان الطلب السعودي المصري ، خص الازمة اللبنانية بالاجتماع لكونها ادعى الى المعالجة، ولان الموضوع الفلسطيني لم يطرأ عليه اي جديد، بخصوص التحركات الجدية نحو المفاوضات السلمية خصوصا وان زيارة الرئيس بوش القريبة للمنطقة سوف تظهر مدى الجدية الاميركية في التعامل مع عملية السلام بعد مؤتمر انابوليس. ويبقى الموضوع اللبناني هو الأشد إلحاحا على الساحة العربية لرغبة الجميع في تجاوز الازمة، وتجنيب لبنان مخاطر اندلاع صراع داخلي او حرب طائفية تعتبر كارثية من جميع الوجوه، اذا هي اندلعت من جديد. ومع ان عام 2007 لم يحمل اية حلول لقضايا المنطقة، كما اكد الامين العام لجامعة الدول العربية في مؤتمره الصحفي، فانه يتوقع ان يشهد عام 2008 تحريكا فاعلا للامور لايجاد حلول عملية على ارض الواقع. وهذا ما جعله اي عمرو موسى يشير الى ان مبعوثه الخاص للبنان السفير هشام يوسف سوف يزور بيروت قريبا لاستئناف الجهود الرامية لحل الازمة اللبنانية، في حين سيكون الامين العام المساعد للجامعة في بغداد في وقت متزامن للتواصل مع القيادات العراقية والبحث عن سبل تحقيق المصالحة الوطنية العراقية. وفي غضون ذلك تجري الاستعدادات لعقد القمة العربية في مارس القادم في دمشق، وقد زار وفد من جامعة الدول العربية دمشق مرتين مؤخرا لهذه الغاية، وفي الوقت الذي تحث فيه الجامعة على تعميق الحوار بين الاطراف العربية المختلفة لحل القضايا المعلقة ، فانها لا تتجاهل اهمية اجراء حوارات مع طهران ، ادراكا منها للدور الاقليمي المهم الذي تلعبه ايران في المنطقة وخصوصا في العراق ولبنان. يبقى ان يكون اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سيركز على الموضوع اللبناني بالتأكيد، فرصة لمزيد من المشاورات بين الدول العربية في القضايا الاخرى التي لاتزال تؤرق الانسان العربي. وندرك ان المهمة صعبة امام وزراء الخارجية العرب في هذا الاتجاه،نظرا لصعوبة المسألة اللبنانية وتعقيداتها ولتداخلها مع اطراف اقليمية ودولية ذات مصالح ونفوذ، وما يستتبعه ذلك كله من تعقيدات..غير ان التفاؤل والأمل يجب ان يظلا موجودين فمنهما يمكن استكشاف الحلول الممكنة للازمات السياسية والأمنية والاقتصادية المتلاحقة التي تشهدها المنطقة. عن صحيفة الرأي الاردنية 1/1/2008