أجراس السلام وطبول الحرب ممدوح طه عندما دقت أجراس السلام من على أبراج كنائس القيامة في القدس والمهد في بيت لحم التي شهدت ميلاد رسول السلام عيسى عليه السلام على أرض فلسطين أرض السلام والرسالات السماوية الكبرى وأرض الأنبياء الثلاثة المبشرين بالحق والعدل والسلام ولم يبشر واحد منهم بالقبول بالاستسلام والزيف والظلم والقهر، ولم يقبلوا الحرب إلا دفاعا عن الحق والعدل باعتباره الطريق الوحيد للسلام وبغيره لا يكون السلام سلاما وإنما استسلاماً.
فلسطين هي مهوى أفئدة العرب والمسلمين وجرحهم النازف منذ عشرات السنين باتجاه القبلة الأولى للمسلمين، المسجد الأقصى الأسير، وكنيسة المهد المحاصرة بقوات احتلال «الدولة اليهودية» التي تطرد السكان العرب الأصليين المسلمين والمسيحيين، وترفض حق العودة للفلسطينيين وتستورد المهاجرين وتستولي على الأراضي وتقتل النساء والأطفال والمسنين الواقعين تحت قهر وظلم الصهاينة الإسرائيليين بما يمثل شهادة زور على صحيح الدين..
كل دين، فلقد تابعنا جميعا قداس عيد الميلاد المجيد الذي أقيم تحت الاحتلال في فلسطين بكنيسة المهد في بيت لحم موقع ميلاد المسيح عليه السلام وإليها انتقل بطريرك القدس اللاتين ميشيل صباح من القدس إلى بيت لحم بعبور نقطة تفتيش إسرائيلية تقود إلى بيت لحم عند الجدار العازل وتوجه إلى كنيسة المهد، وقال للصحافيين لدى وصوله إلى المدينةالفلسطينية.. «أتمنى أن يتحقق العدل والسلام..
أتمنى أن يدرك الجميع رسالة هذه الأرض، إنها رسالة عالمية.. الرب جمعنا لنعيش معا يهودا ومسيحيين ومسلمين، فلسطينيين وإسرائيليين»، ولا أظن أننا كعرب وكمسلمين بحاجة للتدليل على إيماننا بالعدل وبالسلام ورغبتنا في السلام طريقا إلى تعايش الجميع بعدالة ومساواة في دولة ديمقراطية تضم الجميع أو في دولتين متجاورتين على أساس الشرعية الدولية، وسعينا للوصول إليه وحتى بالتنازل عن بعض مالا يمكن التنازل عنه من مبادئ وأراضٍ في المبادرات التي بلغت حد المخاطرات والتي قدمتها الحكومات العربية حتى برغم إدراكها أنها لا تحظى برضى شعوبها.
بدءاً من مبادرة السلام المصرية بعد انتصار حرب رمضان المجيدة والتي تبلورت ملامحها في خطاب الرئيس المصري الراحل أنور السادات في الكنيست الإسرائيلي، الذي وضع قرارات الشرعية الدولية أساسا لتحقيق السلام على قاعدة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من جميع الأراضي العربية المحتلة إلى حدود 4 يونيو عام 1967.
وإيجاد حل عادل لقضية اللاجئين، وإقامة الدولة الفلسطينية في الضفة والقطاع وعاصمتها القدسالشرقية مقابل إقامة السلام الكامل بين العرب والإسرائيليين، بمنطق لا غالب ولا مغلوب في صراع قارب على النصف قرن داعيا الإسرائيليين إلى الإصغاء لنداء السلام والتخلي عن أحلام السيطرة وأوهام فرض الاستسلام.
ومروراً بالمبادرة الليبية للسلام التي ناقشتها قمة عمان العربية لإقامة دولة القانون الديمقراطية يعود إليها اللاجئون ويعيش فيها الجميع مسلمين ومسيحيين ويهودا على أساس المواطنة دون تمييز في دولة واحدة ثنائية القومية، حيث لا إمكانية عملية ولا عادلة لإقامة دولتين غير متوازنتين في هذا الشريط الضيق بين النهر والبحر والتي لم تتبناها القمة ورفضتها إسرائيل.
وانتهاء بمبادرة السلام السعودية التي تبنتها قمة بيروت العربية لتصبح آخر المبادرات السلامية العربية، ورفضتها إسرائيل والولايات المتحدة رغم الكلام الخادع وأصرتا في أنابوليس على تجاهلها واعتماد خارطة الطريق الأميركية وصولا لسلام أميركي إسرائيلي يبتعد كثيرا عن معنى السلام العادل والشامل.
قبل أن يلتئم شمل العرب الواهمين في نزاهة الدور الأميركي لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، حذر الكثيرون من بيع الأوهام الأميركية التي لا تريد سلاماً عادلاً وحقيقياً بتجاهلها المدخل الوحيد لسلام حقيقي دائم وعادل هو تطبيق قرارات الشرعية الدولية أو إعلان القبول الإسرائيلي الأميركي بمبادرة السلام العربية.
ولكن وفي أعقاب فشل الجولة الثانية من المفاوضات التي أطلقها الاحتفال الأميركي في مدينة أنابوليس الأميركية برئاسة أميركية.. تمادت إسرائيل بدعم أميركي في العدوان والاستيطان والجدار العازل وتهويد القدس واللاءات الصهيونية الخمس، ويبدو أنه لا حياة لمن تنادي. عن صحيفة البيان الاماراتية 29/12/2007