«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الصحافة المصرية..و رؤية مستقبلية /محمد عبد القادر
نشر في محيط يوم 10 - 12 - 2008


الصحافة المصرية..ورؤية مستقبلية .


محمد عبد القادر


مثلت الصحافة ومنذ بداية ظهورها فى مصر واحدة من أهم الأدوات التى أستخدمتها الحركة الوطنية المستنيرة والمعبرة عن آمال وتطلعات الشعب، فى كفاحها من أجل تحقيق الإستقلال الوطنى والإصلاح الشامل فى مختلف مجالات الحياة، وقد تمتعت على مدار تاريخها بهامش كبير من الحرية إلى الحد الذى تنبهت من خلاله حكومة يوليو1952إلى مدى خطورتها وأهميتها فى تشكيل وتوجيه الرأى العام. فصدر ما أطلق عليه وقتها قرار تنظيم الصحافة فى مايو1960، الذى تم بموجبه"تأميم" دور الصحف الكبرى ووضعها تحت يد السلطةالحكمة فى البلاد. وكان الرئيس جمال عبد الناصر يرى أن رئيس التحرير لا يقل فى درجته الإدارية وأهميته عن درجة وأهمية الوزير، وإنه إذا رفض حقه فى تعيين الوزراء فلن يتنازل عن حقه فى تعيين رؤساء التحرير، وهكذا استمر تعيين رؤساء تحرير الصحف التى أطلق عليها فيما بعد"الصحف القومية" فى عهد كلا من الرئيس جمال عبد الناصر و الرئيس محمد أنور السادات، وكذلك فى عهد الرئيس محمد حسنى مبارك. وإن كان تعيين رؤساء تحرير الصحف فى عهد الرئيس مبارك قد تم إسناده إلى مجلس الشورى بناءا على ما نصت عليه المادة211فى الفصل الثانى من الدستور المصرى، والقانون رقم 148لسنة1980الخاص بسلطة الصحافة والذى نص على أن يقوم على شئون الصحافة المصرية مجس اعلى يرأسه رئيس مجلس الشورى والذى أصبح يستند فى قرارته على معايير أكثر موضوعية إلى حد كبير فى إختيار رؤساء تحرير الصحف. وقد عبر الكاتب الصحفى مصطفى أمين عن أهمية وضع الصحافة فى المجتمع بقوله"أنت لست محتاجا لأن تطوف دولة من أولها إلى آخرها، وتزور قراها ومدنها، وتحقق فى منشآتها ومؤسساتها. يكفى أن تمسك صحف بلد لتعرف ما يجرى فيها! إذا رأيت عناوين الصحف متشابهة فأنت فى دولة ديكتاتورية. إذا رأيت اسم الحاكم يتكرر فى كل خبر وفى كل عنوان، فاعلم أنك فى دولة يحكمها فرد واحد وكل شعبها من الصفار والعبيد. وإذا قرأت المقالات ووجدتها تسبح بحمد الحاكم وتشيد بمناقبه وتثنى عليه، ولا تجد كلمة نقد، ولا تقرأ رأيا ولا فكرا، فاعلم أنك فى أمة مقطوعة اللسان، فمها مكمم، وعيناها معصوبتان بعصابة سوداء، وأذناها مسدودتان حتى لا تسمع إلا ما يريد الحاكم أن تسمعه، ولاترى إلا ما يريد ان تراه، ولا تعرف إلا ما يريد الحاكم أن تعرف!". وحول علاقة الكاتب بالرأى العام يقول"إن مهمة الكاتب الحقيقية هى ان يمشى أمام الرأى العام، يقوده إلى النور ولا يمشى خلفه إلى الظلام، يصارحه بالحقيقة التى تغضبه ولا يخدعه بالكذب الذى يسعده!"، بل ويضيف:"إن الرأى العام قد يتضايق من الكاتب الذى يواجهه بالحقيقة المؤلمة، ولكنه يحترمه. أما الكاتب الذى يرقص فى كل زفة، ويلعب على كل حبل، ويزغرد فى كل فرح، ويبكى فى كل مأتم، فقد ينال رضاء الجمهور بضع دقائق، ثم ينساه العمر كله". ونظرا لأهمية الصحافة ودرها فى الخطير فى بناء وتشكيل وتكوين الإتجاهات المختلفة للرأى العام فى المجتمع تسعى الحكومات دائما فى الدول النامية إلى إحكام قبضتها عليها بهدف تأمين النظام وحفظ إستمراره. أما فى الدول المتحضرة التى تعلى من قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان فترى الحكومات فيها أن الصحافة بمثابة المحراث الذى يقلب الأرض ويعرض باطنها لأشعة الشمس فتصبح بذلك أرضا قوية خصبة لديها القدرة دائما على العطاء. ونتيجة لما تمر به الصحافة المصرية حاليا من مرحلة تحول جديدة عبر مراحل تطورها التاريخية المختلفة ثارت العديد من التساؤلات حول المستقبل، تلك الأسئلة هى ما أجابت عليها دكتورة ليلى عبد المجيد رئيس قسم الصحافة بكلية الإعلام فى جامعة القاهرة سابقا وعميد الكلية حاليا، والتى قالت: الصحافة فى أى مجتمع تقوم بالعديد من الوظائف التقليدية المألوفة والمعروفة، والتى يعد من أهمها وظيفة الإخبار،الإعلام، التثقيف، التسلية، التفسير، التوضيح، طرح وجهات النظر والرؤى المختلفة، وغيرها من الوظائف الأخرى المعروفة للصحافة. لكن التطورالهائل الذى تشهده المجتمعات اليوم، وثورة تكنولوجيا المعلومات ومنافسة وسائل الإعلام الإلكترونية، ووسائط المعلومات مثل الإنترنت فى هذا العصر للصحافة بدأت تطرح تغيرا ما فى تلك الوظائف التقليدية، ومن جانب أخر تطرح وظائف جديدة، وأنا أتصور إنه أصبح على الصحافة الأن دورا هام فى دعم الديمقراطية، ودعم الحوار فى المجتمع، وطرح الرأى والرأى الآخر، ذلك من ناحية ومن ناحية أخرى أصبح عليها دورا رقابى مهم متمثل فى الكشف عن الفساد، وعن المنحرفين فمعظم المجتمعات ومن ضمنها مجتمعنا تحولت إلى إقتصاديات السوق، وهو ما أققتضى أن تلعب الصحافة هذا الدور بصفتها تمثل الرأى العام فهى التى تدافع عن مصالح الناس. أيضا يأتى ومن ضمن أهم الأدوار التى بدأت تقوم بها الصحافة فى العصر الحديث هى تقديم الخدمات، لكن ليس بالشكل التقليدى الذى أعتادت عليه منذ أول ظهور لها، بل بالشكل الذى تتجسد فيه روح الخدمة بمعنى إنه لو تكلمنا مثلا اليوم عن موضوع مثل انفلونزا الطيورفلابد من أن تقدم الصحافة بشأنه تغطية إخبارية، وتغطية إستقصائية يشرح من خلالها الأسباب أو المظاهر، كيفية الوقاية منها إلى غير ذلك.كما غنه من المهم جدا أن أقول للجمهور بشكل موضح ، ومحدد ما هى النصائح، ما هى التعليمات فى أسلوب1-2-3-4، والتى من المفترض أن تتبع لتجنب الإصابة بذلك المرض أى أن أقدم خدمة مباشرة. ذلك الدور هو ما أصبح مطلوبا فى عصرنا هذا فالصحافة مثلها الأن مثل أى وسيلة إعلامية أخرى تلعب دورا فى ترتيب أجندة الناس وتحديد قضاياهم أى إنها لا بد من أن تراعى الأجندة الحقيقية لهم، وتهتم بمعلاجتها، وليس معنى أن نقول إننا مع حرية نشر الحقائق أن نسمح بنشر أنصاف الحقائق فلابد من وجود توازن فى المعالجة والبعد عن العشوائية والتعميمات غير الدقيقة فيما يتم معالجته وتناوله. . ما هو رأى حضرتكم فى حال الصحافة المصرية حاليا سواء القومية أو الحزبية أو الخاصة؟ .. الصحافة المصرية الأن تمر بمرحلة إنتقالية ستؤثر كثيرا على مستقبلها فى السنوات القادمة. فالحديث الأن يتم فى إطار عملية الإصلاح السياسى، وذلك شئ طبيعى فالإصلاح السياسى مرتبط بالديمقراطية، والديمقراطية ركن أساسى من أركانها هو صحافة حرة، بالتالى فالحديث عن الصحافة الأن عن ما هو المطلوب فى إطار عملية الإصلاح الصحفى بوجه خاص والإصلاح الإعلامى بوجه عام. فهناك حديث عن الصحف القومية ووضعيتها وظروفها خصوصا بعدما ظهر أن هناك بعض المشكلات الإقتصادية، والإدارية الخاصة بها، كذلك وضع الملكية نفسه عليه علامات إستفهام كثيرة خاصة من حيث ملكية مجلس الشورى لهذه الصحف، وما هو البديل المستقبلى لهذا؟. وهناك رؤى كثيرة مطروحة حول تلك النقطة بعضها رافض تماما لأن تكون هناك صحف مملوكة للدولة وأن تبقى الصحف جميعها خاصة والبعض الأخر يرى أن بقاء الصحف القومية بوضعها الحالى شيئا أساسى لاسيما وأن هناك إحتياجات قومية وتنموية لا يمكن للصحف الخاصة القيام بها، وان الصحف القومية صمام الأمان فى تلك الجزئية. كذلك هناك أراء وسط وأنا معها وهى التى تطرح ضرورة إصلاح الصحف القومية من حيث أن نعيد النظر فى نمط الملكية الراهن، وفى هذا قد يكون مطروحا أن تكون بعض الأسهم مملوكة للعاملين فى المؤسسات الصحفية على نمط ملكية صحيفة "لموند الفرنسية"، والبعض يرى أن تطرح الأسهم فى البورصة والناس تشترى بشروط بعيدا عن الإحتكارات ودخول رأس المال الأجنبى والبعض الاخر يرى أن الحل يأتى فى القيام بعملية إعادة هيكلة بمعنى بيع بعض الأصول لسد مديونيات هذه الصحف. وبالتالى فإن هذا يعنى أن هناك طرح فيما يتعلق بالملكية، وهناك طرح فيما يتعلق بمصادر التمويل، وفيما يتعلق بالحرية، وفيما يتعلق بالتشريعات المنظمة لهذه المهنة العظيمة بالشكل الذى يفتح الباب أمام إعادة النظر فيها بالشكل الذى يعطيها مساحة أكبر من الحرية، والذى يجعل منها قادرة على أن تضطلع بدورها بالفعل فى إطار قضايا الإصلاح وفى مستقبل هذا الوطن. أما عن الصحف الحزبية فقد ظهرت الأزمة الخاصة بها بشكل واضح، وهذه الأزمة لها أبعاد أخرى مشتركة فجزء منها من المؤكد وإنه خاص بوجود أزمة إقتصادية لديها خاصة من حيث مصادر التمويل فى الإعلانات ومستويات الصحفيين العاملين بها ومستويات دخولهم، وعدم قدرتها على دفع أجور محرريها، وبعضها يعانى إرتفاع تكلفة الطباعة و الورق، كذلك هناك مشكلة اخرى هامة جدا ايضا وهى الخاصة بعلاقة الصحيفة الحزبية بالحزب والتدخل فى السياسات التحريرية والعمل الصحفى بشكل قد لا يتفق مع العمل الصحفى نفسه فهل يمكن أن تفصل الإدارة عن الملكية؟ تلك قضية أخرى أيضا مطروحة بالنسبة للصحف الحزبية إلى جانب غيرها من المشكلات. ولو تحدثنا عن الصحف الخاصة فلا شك وعلى الرغم من إنها مازالت تجربة وليدة إلا إنه من الطبيعى أن يوجد لديها هى الأخرى مشكلات، وأنا لا أحب إطلاق عليها تعبير الصحافة المستقلة لأن ليس هناك صحف مستقلة بل هى صحف خاصة مملوكة ملكية خاصة، وبالتالى أصحاب رؤوس الأموال لديهم مصالح ولديهم أهداف، وذلك شيئا لا ينكر عليهم لكنه مثل أيضا عند بعضها مشكلة من حيث التوازن فى عرض قضايا ومشكلات المجتمع، وسعى البعض الأخر نحو الإثارة الصحفية سعيا وراء زيادة توزيعها وبالتالى زيادة إعلانتها، وذلك ما يؤكد على ضرورة العمل وبهدوء على إيجاد دراسة شاملة للمستقبل من خلال منظومة متكاملة للصحافة المصرية، وأنا شخصيا أرى أن الثلاث أنماط مطلوب بقائها وتدعيمها وتنميتها لأن التنوع والتعددية شرط أساسى من شروط تحقيق حرية الصحافة والديمقراطية. . ما هو رأى حضرتكم الشخصى فى وجهة النظر المطروحة على الساحة حاليا والتى ترى ضرورة خصخصة الصحافة القومية؟ .. الصحافة القومية بوضعها الراهن لا تشجع أحدا على الإقدام على شرائها، وهو ما يأكد وجود طرح بديل وهو دخول رأس المال الأجنبى لتحقيق ذلك حتى ولو لم يدخل بأسمه الحقيقى وتلك مسألة خطيرة وأنا ذكرت أن المطلوب إصلاحها وليس خصخصتها. كذلك مطلوب أن نتوسع فى الصحف الخاصة وذلك لكى يصبح هناك توسع فى الإتجاهات والتوجهات الفكرية، وتعدد فى الرؤى لخدمة المواطن ولخدمة التجربة الديمقراطية. . وماذا عن الرأى الذى يقول ان المستقبل سيكون للصحافة الإلكترونية؟ .. فيما يخص الصحافة الإلكترونية نحن لدينا مشكلة فيها لأننا مازلنا نعانى من إرتفاع معدلات الأمية العادية أى الأبجدية فما بالنا بمعدلات الأمية الرقمية، وذلك لا ينكر إنها بدأت تظهر وأن لها مستقبل من حيث التواجد، لكن هذا المستقبل مرهون بأن نبدأ ومن الأن فى محاولة القضاء على الأمية فى المجتمع، وأن يبدأ المجتمع ككل فى الدخول إلى العالم الرقمى، وأنا أعتقد أن الأجيال الشابة جميعها بدأت تتعامل مع الكمبيوتر والإنترنت وثقافة الصورة ولذلك ستكون الصحافة الإلكترونية هى المستقبل المطروح. لكن هذا ليس معناه إنها ستقضى على الصحافة الورقية، بل سيظل الأثنان موجودان والتاريخ هو من يقول ذلك فبالنظر إلى تاريخ الإتصال نجد إنه وعلى الرغم من إشارته إلى عدم وجود وسيلة جديدة ظهرت إلا وقضت على ما قبلها إلا أن ذلك هو ما كان الدافع لأن تبدأ الوسيلة القديمة فى تغيير وظائفها، وتغيير شكلها وأسلوبها حتى تستطيع أن تقدم شيئا جديدا، وتستمر فى المنافسة، ذلك حدث عندما ظهرت المنافسة بين الصحافة والكتاب وبين الراديو والتليفزيون. . ما هى اوجه الإختلاف بين الصحافة المصرية والعربية والغربية؟ .. لكل مجتمع إطاره السياسى والثقافى والإجتماعى والإقتصادى الخاص به والذى تتأثر به الصحافة بلا شك، وأنا أرى أن الصحافة المصرية تعانى من غياب للإبداع والأبتكار بمعنى إنخفاض فى التوزيع، ضعف فى المصداقية وبالذات فى القومية. كذلك هناك فجوة بين علاقة القارئ بالصحيفة من حيث إفتقاده للثقة بها، بل ونعانى أيضا من مستوى الصحفيين وظروفهم الإقتصادية الصعبة كل ذلك يؤثر على المهنة والأداء المهنى.

كما نعانى أيضا من ظهور لبعض الصحف التى ذكرتها نتيجة لوجود ثغرات فى قانون الصحافة فيما يخص مسألة الملكية وهو ما أتاح الفرصة أمام البعض لأخذ رخص مثلا من قبرص، ولأن يعمل ناس لا تمت للصحافة بصلة ولا ينطبق عليهم قانون الصحافة فى مصر، وهو ما كان نتيجته تفجر العديد من المشكلات، والإساءة لسمعة الصحافة المصرية من ناحية المستوى المهنى، كذلك من ناحية المستوى الإخلاقى. تلك كلها قضايا لا بد من حسمها لا أن ندفن رؤوسنا فى الرمال أمامها، ونقول إننا بخير وليسلدينا مشكلات وأن هذا أفضل ما لدينا، وإلا فلن تكون لدينا القدرة على التطوير.

كذلك هناك سوء فى مستوى الطباعة رغم إن المؤسسات الصحفية الكبرى جزء كبير من مديونيتها كان بسبب تحديثها لمطابعها بملايين الجنيهات لكننا لم نشعر بأن هناك ثمة تغيير فى مستوى الطباعة، هذا نتيجة لنوع الحبر المستخدم ونوع الورق، وهنا وعندما نأتى للمقارنة يبنه وبين الصحافة العربية سنلقى فارق كبير فى النوعية، والعمق فى التغطية الصحفية، والإهتمام بالمعلومات. تلك هى مشكلاتنا والتى لابد وأن نضع أيدينا عليها لكى نستطيع معالجتها ونحن ننظر للمستقبل، ومن المؤكد أيضا أن إصلاح حال الصحفيين مهنيا وتطوير قدراتهم وتنميتها وتصحيح أوضاعهم الإقتصادية سيكون له أثاره على الصحافة المصرية.

لكن لابد لنا من ان نعترف بأن الظروف مختلفة ونوعية الجمهور مختلفة وبالتالى فأنا لا أستطيع المقارنة، لكن لابد من القول إنه علينا أن نتطور ونحدث لكى تستطيع صحافتنا مواكبة القرن الحادى والعشرين ومواكبة ثورة تكنولوجيا المعلومات، وتستفيد بما قدمته هذه الثورة من إمكانيات. فما حجم إستفادتنا من المعلومات المتاحة على شكل لم يكن متاحا لنا مثله فى الماضى؟!

فمن المؤكد إنه لابد وأن يطرأ تغييرا ما على البيئة والمناخ والمحيطين، لكن على الصحافة نفسها كذلك معالجة سلبياتها فعليها أن تستعيد ثقة القارئ. . هناك أربعة نظريات إعلامية معروفة للصحافة وهى: السلطة والحرية والمسئولية الإجتماعية والشيوعية.. فأى منها يطبق فى مصر؟ .. أنا أرى أن الصحافة المصرية لابد لها من ان تتبنى نظرية المسئولية الإجتماعية التى هى نظرية الحرية المسئولة،فهى تؤكد على إننا أحرار، لكن هناك مجموعة من الضوابط وليس القيود والتى لابد من أن يتم متابعتها بشكل ذاتى من خلال مجلس صحافة مستقل، ومن خلال ميثاق شرف نصوصه واضحة وأليات تنفيذه كذلك، وأن تترك مسألة المحاسبة للرأى العام، ونقابة الصحفيين التى من المفترض لها وان تقوم بمحاسبة المنحرفين أو الخارجين عن أداب المهنة.

فنحن نحتاج إلى تطبيق صحيح لمثل هذه النظرية، لكننا الأن نقع بين خليط بما إننا لسنا مطبقين لنظرية بعينها. . ما هو الفرق الجوهرى بين طبيعة الدراسة فى قسم الصحافة بكلية الإعلام والدراسة فى قسم صحافة بكلية الآداب؟ وما هى بشكل عام مواصفات الصحفى المتميز؟ .. صراحة أنا لا أفضل الدخول فى مثل هذه المقارنة، لكن أقول بشكل عام إننا فى مرحلة توسع كمى كبير فى إفتتاح أقسام للصحافة فى كليات أداب ، ونتيجة لذلك يتم تخريج أعدادا هائلة إلى سوق عمل ليس لديه القدرة على إستيعابهم.

هذا فضلا على إن هذه الأقسام ليس لديها الإمكانيات التى تجعلها قادرة على تخريج خريج كفؤ قادرعلى المنافسة فى ظل المتغيرات التى يشهدها العالم من حولنا فبعضهم ليس لديه مطبعة أو أستديو أو أساتذة حتى متخصصين، كذلك لا يوجد تدريب عملى بالقدر الكافى، وهكذا أصبح لدينا مشكلة خاصة وإذا أضيف إلى تلك الأعداد خريجى كليات الإعلام الخاصة وأقسام الإعلام التربوى فلماذا هذا الكم الهائل؟!على الرغم من عدم وجود تميز.

ففى النهاية المستوى ليس كما ينبغى والمطلوب هنا طبعا إنه كما نطالب بتطوير الصحافة أن نطالب أيضا بتطوير الدراسات الإعلامية بمعنى أننى أتصور أن الخريج فى الأساس يجب وأن يكون قد أكتسب فعليا مجموعة من المهارات الأساسية قبل تخرجه مثل القدرة على الحوار، القدرة على تقبل الرأى والرأى الآخر،القدرة على التعامل مع الحاسب الألى والإنترنت.

كذلك لابد من أن تكون لغته العربية قوية، والأجنبية كذلك، بل وتكون لديه القدرة أيضا على معرفة مصادر المعلومات، وان يتعلم المهارات الجديدة فى الصحافة والإتجاهات الحديثة فيها مثل الصحافة التفسيرية والصحافة الإستقصائية، وصحافة الخدمات.. كل هذه المهارات أساسية بالإضافة إلى إنه لابد وأن يكون على قدرعال من الثقافة ولديه ثقافة عامة كبيرة ، وأن يكون لديه القدرة على الإنفتاح على المجتمع، كشخصية مستقلة ومنفتحة ومستنيرة، لديه القدرة على المنافسة.

لكن فى المقابل فإنه ليس من المعقول أن تبذل كليات الإعلام هذا الجهد فى تخريج هذه النوعية الجيدة وتجد أمامها منافسين من جميع الكليات الأخرى، وتلك النقطة ايضا تحتاج إلى وقفة فليس من الممكن إنه وبعد70سنة من الدراسات الصحفية فى مصر أن تظل الصحافة مهنة من لا مهنة له.

فالصحافة لها أسس علمية لا تعتمد على الموهبة كما كان فى السابق ، لذلك يجب أن يكون لدينا الوعى بأن المنافسة لن تظل داخلية فقط فمع مرور الوقت ستصبح خارجية أيضا خاصة فيما بعد تطبيق إتفاقيات التجارة العالمية حيث سنرى أشخاص ياتون لكى يعملوا لدينا ونحن كذلك سنخرج للعمل لديهم، بالتالى لابد وأن يكون الخريج لديه القدرة على المنافسة ونحن حريصين على التطوير.. لدينا سلبيات ونعرفها جيدا والمطلوب أن نرتقى بمستوى التعليم الإعلامى كى نستطيع أن ننهض بمسئوليتنا فى هذا الإطار وتكون لينا القدرة على تخريج صحفى بهذه النوعية وتلك المواصفات. .

ما هو تقييم حضرتكم للصحافة المتخصصة، وما هو مستقبل مثل هذه النوعية أو هذا الشكل من الصحافة؟ .. هناك العديد من الإتجاهات الحديثة فى الصحافة والتى يأتى فى إطارها الإتجاه نحو التخصص فالقارئ الأن أصبح متنوع فلم نصبح ننظرإليه على إنه جماهير، بل أصبح النظر إلى أن لكل نوعية أو كل مجموعة لديها إهتمامات خاصة و التى من المفترض وأن نلبى هذه الخدمات الخاصة فى الصحافة حتى الصحافة العامة، وعلى الرغم من إننا نمتلك صحافة متخصصة من القرن ال19سواء صحف متخصصة مثل روضة المدارس والجريدة العسكرية وغيرها أو صحف عامة وبها صفحات متخصصة.

إلا أننى أرى أن مستوى الصفحات المتخصصة يحتاج إلى نقلة نوعية .. يحتاج فعليا لأن يطور قدراته.. يحتاج إهتمام بالإحتياجات الحقيقية للقراء اوالتى من المفترض أن نعالجها فى الصفحات المتخصصة ، كذلك علينا معرفة ما هى الفنون الصحفية التى لابد وأن تتميز بها كل صفحة؟.. وذلك يحتاج منا جهد كبير لكى نطور الصحافة المتخصصة لدينا فى مصر. . ما هى رؤيتكم لمستقبل الصحافة فى مصر؟ .. واعتقد إنه طالما تحركنا فكما يقول المثل الشعبى فى الحركة بركة، لكنى اتمنى أن يشارك الجميع فى التغيير الذى لابد وان يحدث فى المستقبل. فلابد وان يشارك فيه الأكاديميين والممارسين من الصحفيينن وكل أجيال الصحفيين لكى لا يفرض تغيير من فوق ، بل أن يكون هذا التغيير نابعا منا ونابع من رؤيتنا وإجتهادتنا الإكاديمية والمهنية وأفكارنا و رؤانا،

وهذا ما كان الدافع لى لإختيار موضوع مستقبل الصحافة فى مصر لكى يكون إطارا عاما لمناقشات الموسم الثقافى للكلية لهذا العام، وذلك لكى أدير حوارا يشارك فيه الجيل الذى أصبح على وشك التخرج بحيث تتاح لهم فرصة الإسهام والمشاركة فى وضع تصوراتهم لهذا المستقبل

[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.