مضى على وجود الجريح الفلسطيني المناضل اسماعيل محمد هنية وهو يرقد على سرير العلاج في الجناح (22) بمستشفى السلمانية أكثر من شهر، ويرافق الجريح ابوه الحاج محمد هنية. اصيب المناضل الجريح اسماعيل هنية (وهو بالمناسبة لا يمت بأي صلة إلى رئيس الوزراء السابق المقال سوى في تشابه الاسمين) في هجوم قوات الاحتلال الاسرائيلي على جامع بيت حانون بقطاع غزة في نوفمبر الماضي، وكانت اصاباته بليغة للغاية، وعلى درجة من الخطورة، مما ادخله في مرحلة صعبة من تحمل الآلام الشديدة القاسية التي تفوق الاحتمال ناهيك عن
معاناته النفسية، وضاعف من رحلة معاناة الآلام المبرحة معاناته من رحلته العلاجية المكوكية برفقة والده بين أكثر من محطة عربية حتى استقر بهما المطاف في محطتهما الأخيرة الحالية البحرين التي يصفانها ببلدهم الثاني. واخذت حالته تتحسن تدريجيا وان كانت بصورة بطيئة وذلك بفضل العناية والرعاية الفائقتين اللتين حظي بهما الجريح هنية من قبل كل أفراد الطاقم الطبي والتمريضي الذي اشرف على علاجه، وفي مقدمتهم الدكتور محمد البقالي الذي اجرى له عدة عمليات جراحية دقيقة رغم خطورة إصاباته الحرجة، ومازال يعكف على علاجه من خلال زرع وترميم عظم ساقه المهشمة.
والد الجريح محمد هنية الذي قدم ثلاثة شهداء من ابنائه فداء للقضية الفلسطينية، فضلا عن الشهيدة والدتهم، ولم يتبق له سوى ابنه الجريح يقول: مثلما ارادة الله ولطفه شاءت ان ينقذ لي ابني الوحيد المتبقي من موت حقيقي في الهجوم الاسرائيلي على جامع بيت حانون فقد شاءت قدرته عز وجل ان احط معه في هذا البلد العربي الكريم المضياف الكبير بقيادته الحكيمة وبشعبه. وانه وابنه لم يشعرا قط بالغربة بفضل المحبة المتدفقة التي غمرنا بها البحرينيون الذين تسابقوا - على حد تعبيره - على محضنا بعواطفهم الجياشة وتقديم كل التسهيلات والمساعدات الممكنة سواء من قبل العاملين في المستشفى أم من قبل الوفود والافراد الذين توافدوا على زيارة ابنه الجريح بالمستشفى.
وفي كل مرة اعود فيها المناضل الجريح هنية بالمستشفى لا ينسى والده، حينما أسأل عن حال ابنه ويجيب بتحسن احواله، ان يخص بالشكر والامتنان والثناء الكبير القيادة السياسية للمملكة، وعلى رأسها جلالة الملك، وصاحب السمو رئيس الوزراء، وصاحب السمو ولي العهد، ويؤكد: أن بعد الله سبحانه وتعالى فان القيادة السياسية هي صاحبة الفضل الأول لهذا التحسن.
ويضيف: وذلك لما لمسته في مملكة البحرين من عناية ورعاية طبية فائقة لابني المصاب في ظل هذه القيادة السياسية الحكيمة المعروفة بدعمها القومي الاصيل الدائم للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني كافة. وهو يكرر دائما هذا الثناء للقيادة السياسية أمام كل الزوار البحرينيين والعرب اثناء كل زياراتي لابنه بالمستشفى. وقد حمّلني والد المصاب رفع رغبته الشديدة للتشرف بالالتقاء مع القيادة السياسية أو من يمثلها للإعراب لها شخصيا عن عظيم شكره وابنه على دعمها لإقامتهما في المملكة وما حظيا به طوال اقامتهما من ترحيب وحفاوة بالغين وكرم ضيافة، فضلا عما لمسه الابن من رعاية وعناية صحية فائقتين.
كما ينتهزان هذه المناسبة ليعربا عن بالغ تقديرهما إلى وزيرة الصحة الدكتورة ندى حفاظ، والى الدكتور محمد البقالي المشرف على علاج هنية، وإلى كل العاملين في جناح (22) من أطباء وممرضين وعاملين لاهتمامهم بتقديم افضل العلاج والعناية العلاجية الممكنة. كما يعربا عن شكرهما الى كل البحرينيين والفلسطينيين والعرب الذين حرصوا على زيارة المناضل الجريح والاطمئنان عليه واعربوا عن تعاطفهم ودعمهم في محنته وعلى رأسهم ممثلو جمعية مقاومة التطبيع، والسفير الفلسطيني أحمد رمضان، وكل الاخوة الفلسطينيين المقيمين في البحرين وعلى رأسهم رامي رشيد وجهاد القدرة، وسائر الشخصيات والرموز البحرينية الأخرى.