العرب والأمل المنشود د.عاهد مسلم المشاقبة يقف النظام العربي اليوم على مفترق طرق في المكان والزمان، فالنظام العربي يشكل قلب منطقة الشرق الاوسط الكبير الذي يمتد من الحدود الاسيوية لروسيا الاتحادية الى الحدود المتوسطية لاوروبا. والنظام العربي حتى يومنا هذا وبعد مضي قرن من الزمان غير قادر على مقاومة انهياره، وبعض النظم العربية لم تستوعب بعد ان حرب الخليج الثالثة المدمرة وتداعياتها على النظام العربي جاءت في سياق التحولات العاصفة التي انتهى بمقتضاها نظام دولي وحل محله نظام دولي جديد، أصبح النظام العربي ضحيته، لقد كان العرب ونظامهم الثمن المدفوع لإنجاح مسلسل المخططات الامريكية الصهونية فكان على الامة العربية ان تتلقى في بداية تكوين هذا النظام عدة ضربات موجعة،- وان تستقبل مزيدا من المهجرين اليهود السوفيات للتوطين في فلسطين على حساب أصحابها الشرعيين. - وان تقبل بتقديم رأس الشعب العراقي الى مقصلة الاميركيين - وان يطلب المدعي العام للمحكمة الدولية الجنائية الدولية توقيف الرئيس السوداني عمر حسن البشير،هذا الامر تتضح خطورته الشديدة في ضوء المشروع الامبراطوري الامريكي ورغبة التغير الشامل للمنطقة على النحو المشار اليه سابقا،فالمطلوب من الدول العربية بناء رؤية استراتيجية جديدة للعمل العربي المشترك تتطلب بدايته تحديد الاهداف التي تسعى الامة العربية الى تحقيقها وهذه الاهداف تتمحور حول التنمية بمفهومها العصري الجديد. وتحقيق الامن والاستقرار،وتطور النظم السياسية باتجاه الديمقراطية ، الذي يدور حول زيادة كفاءة وفعالية النظم السياسية في التعامل مع المتغيرات الجديدة والمتسارعة في الواقع السياسي المعاصر، مع ضرورة اخذ الظروف الاقليمية والدولية في الاعتبار لان هناك رؤى اقليمية ودولية بصدد مستقبل المنطقة،ولعل الاجندة الامريكية المطروحة بخصوص منطقة الشرق الاوسط والمنطقة العربية هي أبرز هذه الرؤى واكثرها وضوحا وأشدها تأثيرا على العمل العربي المشترك الامر الذي يتطلب من الدول العربية التوصل الى رؤية مشتركة من أجل تعامل عربي فعال مع هذه الاجندة مع عدم الموافقة على الاتهامات الموجة ضد سوريا والتأكيد على أن الاصلاح الذاتي داخل الدول العربية هو المنطق الأساسي لبناء القدرات العربية، توفير شروط النهضة العربية الشاملة، وتلبية متطلبات الانخراط الايجابي في ميادين المنافسة العالمية،وتحقيق التنمية المستدامة، وتطوير المشاركة السياسية والتعامل بموضوعية وواقعية مع المستجدات والمتغيرات المتلاحقة على الساحة الاقتصادية العالمية . عن صحيفة الرأي الاردنية 19/7/2008