هذا هو المطلوب من العرب الآن يوسي الفير شهد الاسبوع الماضي لقاء اخر بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس اضافة الى ما سبق القى الرئيس الاميركي جورج بوش خطابا اخر حول القضية الفلسطينية كل هذا التحرك يجب الا يخدعنا ويعطينا الانطباع بان الامور على ما يرام بين اسرائيل وسلطة عباس. على العكس يوجد هناك عدد من الاحداث السلبية التي تدفعنا للتفكير بصورة مختلفة وتثير التساؤلات حول جدوى التعامل مع عباس، معظم الاحداث كانت سلبية في مجملها، فحماس فرضت سيطرتها على قطاع غزة وهناك تصاعد في المد الاسلامي وتوجهات ايرانية نحو الهيمنة الاقليمية والضعف والشرذمة التي لحقت بعدد من الدول العربية والاحتلال السلبي الاميركي للعراق وحملة تعزيز العملية الديمقراطية في دول المنطقة. التصرفات والسياسات الاسرائيلية كانت ايضا سلبية حيث لم توقف اسرائيل عمليات الاستيطان اضافة الى ان اسرائيل نفسها قد شهدت ازمة قيادة نعرف جميعا تفاصيلها. هناك تطور واحد ايجابي وهو مبادرة السلام العربية ولكننا للاسف نرى الدول العربية الرئيسية مثل السعودية ومصر عاجزة حتى الان عن دفع هذه المبادرة الى الامام.رئيس السلطة الفلسطينية ضعيف وهو يتولى حكم كيان سياسي مشرذم ويواجه حركة اسلامية قوية تمكنت منذ فترة قصيرة من الحاق هزيمة منكرة بحركة فتح في قطاع غزة وهي الحركة التي ينتمي اليها عباس. ان ازمة الشرق الاوسط لها امتدادات وتعقيدات اقليمية وبالتالي يجب ان يكون الحل اقليميا واذا كان لا يزال بوسع عباس ان يلعب دورا متقدما في تسوية الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي فإن ذلك يجب ان يتم عبر الدعم العربي وهو شيء يصب في النهاية في صالح الدول العربية التي ستشارك في المفاوضات الخاصة بأي تسوية. يجب ان تساعد الدول العربية عباس على اصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وهي المؤهلة لكي تكون شريكة لاسرائيل في السلام وعلينا ألا ننسى ان الجامعة العربية هي من اوجدت منظمة التحرير الفلسطينية.. الان السلطة الفلسطينية التي تمخضت عن اتفاقيات اوسلو للسلام هي سلطة فاسدة يتلاعب بها بعض «الديناصورات» الذين عينهم عرفات قبل عقود طويلة وهم ابعد ما يكون عن امتلاك اي تواصل مع شعبهم، عباس يبدو عاجزا غير قادر على فعل الكثير لتغيير هذا الوضع المحزن. ثانيا: اصبح الوقت مناسبا للسعوديين والمصريين والاردنيين للانخراط بقضايا المفاوضات الحساسة مثل القدس واللاجئين وقد تراجعت هذه الدول عام 2000 عندما احتاج عرفات الى عونهم، ليس بوسع عباس تقديم اي تنازلات تقنع الرأي العام الاسرائيلي بقبول اتفاق سلام للوضع النهائي دون ان يقف العرب الى جانبه على وفد الجامعة العربية ان يتوقف عن تأجيل زيارته لاسرائيل وعلى السعوديين ان ينضموا للمفاوضات المباشرة لجعل المبادرة العربية اداة قادرة على التقدم في حل الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي. ثالثا: على الدول العربية وخاصة مصر والاردن ان تستغل مبادرة السلام العربية لاقتراح اقامة مظلة تتضمن ترتيبات امنية اقليمية من اجل توفير الامن لمرحلة السلام الفلسطيني - الاسرائيلي هذا الشيء سيعوض ضعف عباس وسيحسن من الاستقرار الاقليمي لمنفعة الجميع. لا يحتمل ان يبقى عباس رئيسا للسلطة الفلسطينية ولمنظمة التحرير الفلسطينية بعد نهاية فترة رئاسية تبقى منها عام ونصف العام فقط. عباس رئيس ضعيف ولا يوجد خليفة له ويمكن ان يلعب دورا في عملية ادارة النزاع بما يبقي حماس حيث هي ويفتح الطريق لظهور جيل جديد من القيادات الفلسطينية. على الجميع ان يتحرك لانه لو ترك الامر لعباس وحده فإن النتيجة ستكون المزيد من الفوضى والمزيد من الحكم الاسلامي. عن صحيفة الوطن القطرية 24/7/2007