واشنطن : "أمي. هذا الرجل يريد أن يكسر عنقي". بهذه الكلمات صرخ طفل أمريكي مسلم يبلغ من العمر "5 سنوات" لأمه السيدة أسما سيداني "36 سنة" التي اصطحبته مع أخيه الأكبر "11 سنة" إلي مطعم تاكو بيل للوجبات السريعة في مقاطعة ياي بولاية فلوريدا، وجاءت الصرخة في حادث اعتبره ناشطون مسلمون، أنه يمثل جريمة كراهية تستهدف المسلمين، وتعبر عن تنامي تيار الإسلاموفوبيا في أمريكا، فكيف جاء هذا التهديد؟ وما الأثر الذي تركه علي المسلمين في أمريكا؟ . مسؤول الشرطة في مقاطعة ياي بولاية فلوريدا، قال إن هذا التهديد جاء من شخص كان موجودا في المطعم ويدعي توماس بلايستد، يعمل سائقا علي حافلة مدرسية، وبدأت القصة، حينما ذهبت الأم لتطلب الطعام فتقدم المتهم "بلايستد" نحو الطفلين، وحسب أقوال الشرطة فإنه بصق بالطعام في وجه الطفل الأصغر، ودفع أخيه الأكبر بشدة، كما وجه السباب للأم، التي ترتدي الحجاب، ووجه شتائم بذيئة للغاية للطفلين المسلمين ثم غادر بعد أن واجهه رواد المطعم والعاملون به . واتصلت سيداني بشرطة مدينة لين هافن بعد الحادث، لكن اثنين من الضباط رفضا تسلم شكواها أو الحديث مع الشهود، فلجأت إلي مكتب الشرطة بمقاطعة "باي". وقال ديفيد ماسر، رئيس الشرطة في لين هافن "إن تحقيقا داخليا تم إجراؤه أظهر أن الضابطين انتهكا سياسة دائرة الشرطة، بعدم قيامهما بالتحقيق في الحادث بشكل سليم، وتلقي الرقيب جيمس سميث والضابط كريس فيركلوث اللذان رفضا تسلم الشكوي، خطابا باللوم من إدارة الشرطة" . وبحسب صحيفة "المصرى اليوم" قال ماسر "لقد شعرت أنهما لم يتصرفا بشكل مهني، هناك خطوات كان يمكنهما اتخاذها، نحن أسفون بسبب الحادثة بأكملها، وأستطيع أن أضمن لكم أن هذا لن يحدث مجدداً" . من جانبه اعتبر أحمد بدير رئيس فرع مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية "سكير" في مدينة تمبا بولاية فلوريدا أن التحقيق وتوجيه اللوم للضابطين، يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه قال "إن إجراء تحقيق من طرف ثالث أمر ضروري، لتحديد ما إذا كان الضابطان لم يتعاملا مع القضية، بسبب تحيز عرقي أم لا، مؤكداً أنهما لم يتعاملا بشكل مهني مع زوج السيدة، عندما اتصل لتقديم الشكوي، حيث عرضا عليه عنوان بلايستد وصورته، وهو ما جعله يشعر أنه يتم استدراجه" . وتحظي القضية باهتمام كبير من المنظمات الإسلامية في أمريكا، التي تطالب بعدم التساهل مع المتهم، وقال بدير "إن جرائم الكراهية من هذا النوع، خصوصا تلك الموجهة للأطفال، الذين لم يفعلوا أي شيء خطأ، ولا لشيء سوي دينهم أو أصلهم، هي جرائم غير مقبولة، وطالبت "كير" ممثل الادعاء في الولاية بمقاضاة بلايستد بتهمة ارتكاب جرائم كراهية . ومثل بلايستد بالفعل أمام قاضي الدائرة، لكنه قال إنه غير مذنب بالتهمتين الموجهتين له، وهي ارتكاب جنحة وجريمة كراهية، ويقول المسلمون إن ما ارتكبه بلايستد ليس مجرد حادث منفرد، مؤكدين أن جرائم الكراهية ضد المسلمين، تتصاعد في فلوريدا وفي جميع أنحاء الولاياتالمتحدة . وقال بدير إن منظمته تشعر بالقلق، بسبب ارتفاع الحوادث ضد المسلمين في فلوريدا من 112 حادثا في 2005 إلي 167 حادثا في 2006، مبديا تخوفه من أن تسوء الأوضاع بشكل أكبر وقال هشام مبارك، من الجمعية الإسلامية في مقاطعة باي "يوجد إسلاموفوبيا في أمريكا. ونحن في حاجة إلي مواجهة هذا بالتعليم" .