السؤال: هل يفقد الماء طهارته أو صفة الطهورية عند تغير أحد أوصافه أو عند تغير الأوصاف كلها؟ يقول الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان: الأصل في الماء انه طاهر مطهر. هذا في الماء المطلق. ومعني كونه طاهرا مطهرا انه يزيل النجاسات ويرفع الأحداث. يزيل النجاسات لو غسلت به نجاسة حتي زال أثرها فإن حكم ذلك النجاسة أيضاً يزول بزوالها عندما تغسل بالماء. وهو في نفس الوقت مطهر لانه يرفع الأحداث. يرفع الأحداث أي إذا توضأ به المحدث حدثاً أصغر فإنه بتوضئه به يرتفع حدثه وتباح له الصلاة. وإن اغتسل به من كان محدثا حدثا أكبر فإن حدثه ذلك أيضا يرتفع إذا اغتسل به جنب أو اغتسلت به حائض أو اغتسلت به نفساء فانه يطهر هؤلاء من حدثهم الأكبر. يطهر الجنب من جنابته ويطهر الحائض من حيضها ويطهر النفساء من نفاسها أي ذلك بعد انقطاع دم الحيض ودم النفاس. أي إذا رأت المرأة الطهر بعد الحيض والنفاس واغتسلت فإن هذا الاغتسال يرفع عنها حكم الحدث الأكبر الذي كانت متلبسة به بسبب حيضها أو بسبب نفاسها. فلذلك هو طاهر مطهر. ولكن عندما يختلط به غيره ويغلب عليه بحيث يغير لونه أو طعمه أو ريحه فانه ينظر في صفة ذلك الذي اختلط به هل هو مشارك للماء في وصفيه أو مخالف له في وصفية أو هو موافق له في احدهما ومباين له في الآخر. فإن كان مشاركاً له في وصفيه فانه لا يؤثر عليه شيئا وذلك هو التراب. لان التراب يشارك الماء في كونه طاهرا بنفسه ومطهرا لغيره. هو طاهر بنفسه لانه ليس بنجس في الأصل إلا إذا تلبس بنجاسة وأثرت عليه النجاسة وهو مطهر لغيره لانه يرفع به الحدث فيتيمم به للحدث الأصغر وللحدث الأكبر كذلك. فالتراب بسبب مشاركته للماء في كلا وصفيه في كونه طاهرا ومطهرا لا يسلبه أي وصف من وصفيه ولو غلب عليه فغير لونه أو طعمه أو ريحه مادام المختلط به مشاركا له في وصفيه لا يؤثر عليه. وإذا كان مباينا له في وصفيه وهو النجاسة وذلك بأن تختلط النجاسة بالماء حتي تؤثر عليه تغييرا في لونه أو تغييرا في طعمه أو تغييرا في ريحه فانه في هذه الحالة ينتقل من وصف الطهر إلي ضد ذلك. يسلب هذا المختلط به وهو النجس يسلب الماء كلا وصفيه. فلا يكون طاهرا ولا يكون مطهرا. وإن كان مشاركا له في أحد وصفيه ومبايناً له في الوصف الآخر فانه يبقي له الصفة التي هو مشارك له فيها ويسلبه الصفة التي هو مباين له فيها وذلك هو سائر الطهارات من جوامد ومائعات فلو اختلط الماء بزعفران أو اختلط الماء بأي شيء وفي حقيقته طاهر لكنه غير مطهر فانه يسلبه الوصف الذي يباينه فيه ويبقي له الوصف الذي يشاركه فيه تبقي له صفة الطهورية وتسلب منه صفة التطهير. والله تعالي أعلم. المصدر: مجلة "عقيدتي" المصرية .