السؤال: أعمل موظفة بدوام كامل طوال النهار وعندما أرجع إلي منزلي أطلب من زوجي المشاركة في بعض الأعمال خاصة في وقت فراغه. فيقول: إن عمل البيت من شئون النساء فما رأي الدين في ذلك؟ ** يجيب الدكتور عثمان عبدالرحمن المدرس بالأزهر: لقد دعا الإسلام إلي الترابط والتعاون بين الزوجين في بناء الأسرة وتقويم أفرادها وخدمة كل منهما للآخر.. ولا حرج في الدين أن يقوم الرجل في بيته بعمل أهله. لما روي عن عائشة أن النبي - صلي الله عليه وسلم: "كان يكون في مهنة أهله. فإذا سمع الأذان خرج" أي كان الرسول يعين أهله ويساعدهن علي قضاء حوائجهن. ومن أخلاق الرسول الأعظم صلي الله عليه وسلم في ذلك أنه كان يخصف النعل ويقيم البيت ويخيط الثوب. وقد قيل للسيدة عائشة - رضي الله عنها: ما كان الرسول صلي الله عليه وسلم يعمل في البيت؟ قالت: "كان بشراً من البشر. ينظف ثوبه. ويحلب شاته. ويخدم نفسه". حتي في وضوئه فروي من طريق ابن عباس أنه بات عند النبي صلي الله عليه وسلم في بيت خالته ميمونة في ليلة كانت لا تصلي فيها. فآوي رسول الله إلي فراشه. فلما كان في جوف الليل قام فخرج إلي الحجرة فقلب في أفق السماء وجهه. ثم قال: "نامت العيون. وغارت النجوم. والله حي قيوم. ثم عمد إلي قربة في جانب الحجرة فحل شناقها ثم توضأ فأسبغ الوضوء". فمن أفضل القرب أن يخدم المرء نفسه. وأن يتقرب إلي المولي عز وجل بإعانة أهله. فذلك أعظم للأجر إن احتسب ذلك صدقة. المصدر: جريدة "المساء" المصرية.