بيروت: أكد أحدث مؤشرات "ماستر كارد" العالمية استمرار ثقة المستهلكين في لبنان في التفاؤل في النصف الثاني من عام 2009، على الرغم من التحديات الاقتصادية التي تمر بها المنطقة والعالم، ويشمل هذا التفاؤل الدخل الثابت، والبورصة، والتوظيف. ويوفر المؤشر المتعلق بأولويات الشراء لدى المستهلكين معلومات مهمة عن سلوكي الادخار والإنفاق لديهم، إضافة إلى أولويات الإنفاق التقديري في الأشهر الستة المقبلة. وقال شون راشد, رئيس الأعمال لمنطقة مصر والمشرق العربي في "ماستر كارد", أنه "من المثير للاهتمام أن تبرز فئات ارتياد المطاعم ووسائل الترفيه، والأزياء والإكسسوارات، وشراء السيارات والدراجات النارية كأكثر الأولويات أهمية لدى المستهلكين في لبنان". ويعد هذا المؤشر، الذي دخل عامه الخامس في الشرق الأوسط والمشرق العربي ويصدر مرتين في كل عام، أكثر مسح لثقة المستهلكين شمولا واستمرارية في المنطقة. وهو يعتمد على استبيان يقيس ثقة المستهلكين بناء على التوقعات السائدة للسوق في الأشهر الستة المقبلة. ويتم احتساب هذه الثقة على أساس النسب المئوية للإجابات. ويعد الصفر أكثر الإجابات تشاؤما، والمائة أكثرها تفاؤلا، فيما يعد 50 حياديا. وقد أجُري آخر استبيان على 2600 مستهلك ينتمون إلى ستة أسواق مختلفة هي: مصر، السعودية، الإمارات، لبنان، الكويت، وقطر, في الفترة الواقعة ما بين 23 مارس و18 أبريل 2009. وتم جمع البيانات من خلال المقابلات الشخصية، والهاتفية، التي أجريت عن طريق الكومبيوتر. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط أنه رغم أن المستهلكين اللبنانيين لا يزالون متفائلين حول الأشهر الستة المقبلة، بمعدل 64.4 وفقا للمؤشر، إلا ان هذا المعدل قد انخفض عما كان عليه في الفترة السابقة حين بلغ 69.1. وجاء انخفاض الثقة أكثر وضوحا في المجالات التالية: التوظيف الذي انخفض فيه من 72.4 إلى 62.5، والاقتصاد من 63.3 إلى 58.6، والدخل الثابت من 83.0 إلى 72.1، ومستوى المعيشة من 70.8 إلى 59.3. أما ثقة المستهلكين اللبنانيين في مجال البورصة فقد ارتفع إلى 69.6 بعد أن كان 55.9 في الأشهر الستة الماضية. وحول مؤشر ثقة المستهلكين في الشرق الأوسط والمشرق العربي, فقد قال راشد أنه سجل معدلا حياديا بلغ 49.9، وهو أدنى مما تم تسجيله في الأشهر الستة الماضية حين بلغ 72.7، ومما سجل في السنة الماضية وهو 66.4، ومن المعدل التاريخي وهو 75.6. وأرجع ذلك إلى تدنى مؤشر العوامل الاقتصادية كلها في الشرق الأوسط والمشرق العربي، مقارنة مع الفترة الماضية، وكان أكثرها تدنيا مؤشر البورصة الذي وصل إلى 36.9 بعد أن كان 58.1 في الفترة الماضية. وحافظ مؤشر ثقة المستهلكين علي التفاؤل في كل من السعودية، وقطر، ولبنان، بنسب بلغت 67.1، و71.4 و64.4 على التوالي. لكن هذه الثقة أقل مما كانت عليه في الفترة الماضية، باستثناء لبنان، وهي أقل من المعدل التاريخي أيضا في كل من السعودية وقطر. وفي مصر, انخفض المؤشر الذي كان تفاؤليا نوعا ما في الفترة الماضية ليصبح تشاؤميا. فقد سجل في الفترة الحالية نسبة 32.3 بعد أن كان قد سجل 55.6 في الفترة الماضية. ويشعر المستهلكون بالتشاؤم إزاء الأشهر الستة المقبلة في مدينتي القاهرةوالإسكندرية. وكان مستوى المعيشة أكثر ما شعر المستهلكون في القاهرة بالتشاؤم إزاءه. فقد أصبح 27.4 بعد أن كان 47.8. أما الإسكندرية فقد كانت البورصة أكبر مدعاة لتشاؤم المستهلكين، إذ وصل مؤشرها إلى 17.9 بعد أن كان 70.8 في الفترة الماضية. وفي الإمارات والكويت, سجل المؤشر انخفاضا ملحوظا. فقد سجل في الأولى 29.6 بعد أن كان 75.4 فيما سبق، أما في الثانية فقد سجل 49.5 بعد أن كانت النسبة 96.6. ويأتي التراجع الإجمالي نتيجة لتزعزع الثقة في الدخل الثابت في الإمارات.