الصالون الإعلامي يفتح ملف صناعة البتروكيماويات الكويت : أكد كل من حمد التركيت الرئيس التنفيذي لشركة إيكويت للبتروكيماويات ودبوس الدبوس نائب رئيس مجلس إدارة شركة شركة بوبيان للبتروكيماويات على أنه يجب على صانع القرار ضرورة النظر لصناعة البتروكيماويات بصورة أكبر نظراً لأهمية هذه الصناعة وتأثيرها على الاقتصاد الكويتي بشكل مباشر. جاء ذلك خلال ندوة الصالون الإعلامي التي استضافتهما يوم الاثنين الماضي. فقد أكد حمد التركيت الرئيس التنفيذي لشركة ايكويت أن الشركة تعتبر أول استثمار كويتي بعد التحرير وأن هناك أكثر من 50 ألف مواطن يستثمرون فيها بشكل مباشر، حيث أوضح أن استثمار الشركة يقوم على تحويل الغاز إلى مواد كيماوية مصنعة. مؤكدا على أن تحويل جزء من الصناعة النفطية إلى شركات تنتج منتجات بتروكيماويات هو توجه صحيح يجب التركيز عليه ودعمه أيضا وأن الشراكة الأجنبية في هذا المجال شيء ايجابي، لافتا إلى أن أرامكو السعودية دخلت في شراكات مع شركات عالمية من أجل زيادة الاستثمار في هذه الصناعة والتوسع فيها. وأضاف التركيت أن الكويت لا تحتاج إلى المال ولكنها تحتاج إلى الخبرات أكثر، وأن نسبة التكويت في الشركة قد وصلت إلى 86% وذلك يعتبر أحد المكاسب المهمة التي حققتها شركة إيكويت، بالإضافة إلى أن الشركة تضخ ما يزيد عن مليار دولار سنويا في السوق الكويتي، مشيراً إلى أنه " لو كان هناك أكثر من إيكويت في السوق الكويتي لاختلفت الأمور". كما أكد التركيت على أن إيكويت شركة مستقلة 100% حققت أكثر من 6 مليارات دولار أرباح وتساهم في تشغيل 80% من مقاولي السوق الكويتي في مجال النفط ومستلزماته. ورغم كل ذلك فمازالت الكويت بعيدة عن المنافسة الخليجية في إنتاج البتروكيماويات فالسعودية تنتج ما يقارب ال 70 مليون طن بينما الكويت لا يتعدى إنتاجها السنوي 5 مليون طن وهي نسبة ليست بالجيدة ولا تدخل الكويت في أي منافسة في هذا المجال إلى الآن. من جانبه أكد دبوس الدبوس نائب رئيس شركة بوبيان للبتروكيماويات على أن الطلب العالمي على المنتجات البتروكيماوية يفوق معدلات إنتاجها مما يعني أن هذه الصناعة سوف تشهد ازدهاراً وستحقق نموا كبيرا في قادم الأيام الأمر الذي يبعث على التفاؤل الكبير بمستقبل هذه الصناعة، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن القطاع الخاص قد دخل في مجال الصناعات التحويلية رغم أن التجاذبات السياسية على الساحة الكويتية تعوق كثيرا عملية التقدم الاقتصادي في الكويت بشكل عام وأنه في مقابل مصنع واحد تم إنشائه في الكويت أنشأنا 4 مصانع خارج الكويت!! وأكد الدبوس على أن الاهتمام بصناعة البتروكيماويات تحديداً سوف ينعش السوق وسيساهم في تحريك عجلة الاقتصاد الكويتي بسرعة نحو الأفضل، وناشد الدبوس أصحاب القرار في الدولة أن ينظروا بعين الاعتبار والمصلحة إلى هذه الصناعة نظرة متفتحة ومستقبلية، معتبراً أن البيروقراطية والواقع السياسي ينعكسان سلباً على هذه الصناعة المهمة والمربحة. وحول مشروع الداو قال حمد التركيت "مشروع الداو قُتل سياسياً، وكل ما تم قوله عن هذا المشروع ليس صحيحاً، لأن هناك من يتكلم في المجال وهو ليس بمتخصص فيه ولا يدري خباياه ولا تفاصيله، ولو نظرنا غلى قطر والسعودية والإمارات فكل هذه الدول دخلت في شراكات مع شركة داو إلا الكويت!! مع العمل أن سهم الشركة في السوق آخذ في الارتفاع، والخليج بمجمله ينتج 105 طن من البتروكيماويات نصيب الكويت منها 5 أطنان فقط وهذا ما يجل الكويت خارج المنافسة من الأساس في هذا المجال". وأضاف التركيت بأنه عندما يتم إلغاء مشروع ما فينبغي دراسة ذلك ومعرفة لماذا ألغي المشروع والوقوف على ايجابيات وسلبيات القرار، مؤكدا على أن شركة إيكويت قد استفادت كثيراً من شراكتها مع شركة داو في نقل الخبرات التقنية والفنية بدرجة كبيرة. من جانبه تساءل دبوبس الدبوس نائب رئيس شركة بوبيان للبتروكيماويات حول عدم الاستفادة من التجارب الناجحة، ففي السعودية مثلا في كل عام نسمع عن مشروع بتروكيماويات جديد، فالسعودية تفتح المجال أمام هذه الصناعة من أجل مساهمة أكبر في السوق إضافة إلى التأثير الايجابي على الاقتصاد وعلى المواطن أيضاً. كما أشار الدبوس إلى أن القرار داخل مؤسسة البترول بطيء جداً، بحيث يحتاج القرار إلى ثقافة مغايرة لتلك الموجودة في التعامل مع مثل هذه القرارات التي تخص صناعة البتروكيماويات. وقد شهدت الندوة عد من المداخلات التي حاولت الاقتراب أكثر من هذه الصناعة ومعرفة تفاصيل عملها أكثر وأكثر، حيث كانت المداخلة الأولى من قبل المحامية نجلاء النقي حول العقبات التي تواجه المستثمر الكويتي في الداخل، مشيرة إلى أن المشهد السياسي الكويتي يلقي بظلاله على الاقتصاد بشكل مباشر، متمنية إفساح المجال أكثر أمام من يريدون الاستثمار في الكويت من أبنائها. أما رئيس قسم الاقتصاد بجريدة الوطن أحمد النوبي فقد تساءل حول نجاح تجربة إيكويت كونه دافعاً للاتجاه نحو خصخصة بعض الشركات؟ كما تساءل أيضاً حول خطط الشركة للتوسع في نشاطها؟ من جانبه أكد حمد التركيت في رده على هذه المداخلة حول الخصخصة بأن "الكويت لا يصلح لها إلا الخصخصة، ولكن الخصخصة البعيدة عن المفاهيم العاطفية، الملتزمة بحقوق الموظف الكويتي بحيث أن الدولة عندما تشرع في خصخصة قطاع ما فإنها تضع شروطها الخاصة بنسبة العمالة الوطنية وهذا هو الهاجس الأكبر الذي يلعب عليه الإعلام ضد عملية الخصخصة". بينما كانت مداخلة إيهاب حشيش الصحفي بجريدة الرأي حول إمكانية إحياء صفقة الداو في الأيام المقبلة بشكل أو بآخر؟ وفي رده على هذه المداخلة أكد حمد التركيت على أن "إيكويت ليست طرفا في قضية الداو، ولكن هناك رغبة من قبل الداو للاستمرار في الكويت كما أن موظفينا تلقوا تدريبا جيدا في الداو مما يعكس هذا الحرص على الاستمرار في الكويت وحسن النوايا كذلك". وكانت مداخلة محمد إبراهيم من cnbc عربية حول أن التوسع في صناعة البتروكيماويات يتطلب توفر المصادر التي تسمح بذلك التوسع؟ من جانبه أكد حمد التركيت في رده على هذه المداخلة أنه من الصعب تقوم صناعة على الغاز بنسبة 100% خوصا وأن الغاز في الخليج أصبح تاريخا، في إشارة منه إلى تناقص مخزون الغاز في الخليج، مؤكدا على أن الاعتماد الأكبر سيكون على المواد السائلة أكثر من الغاز. وقد شهدت الندوة مداخلة من قبل جمال العتال مدير شركة داو كميكال في الكويت الذي أكد على أن الداو عندما نوت الاستثمار في الكويت فإنها كانت تنشد من وراء ذلك الاستقرار والاستمرار، مشددا على أن العلاقة بين الداو والكويت علاقة متينة وهي أكبر من مجرد مشروع أو صفقة فهذه علاقة استمرت لأكثر من 15 عاماً. وأضاف العتال أن الداو كشركة عمرها في الأسواق يزيد عن 114 عاما وليس هناك شركة تستمر كل هذه السنوات في الأسواق العالمية إلا إذا كانت شركة كبرى وتقوم على أسس سليمة وصحيحة، مشيرا إلى أن الداو عندما تنوي أن تبني مصنعا مثلا فإنها لا تدخر جهداً أبداً في أن يكون هذا المصنع مثالي في كل تفاصيله. كما أكد العتال على أن تأسيس الداو لمكتب في الكويت فهي خطوة من أجل التواصل الأسرع وأحسن مع الأولويات الكويتية بالنسبة للمواطن وللسوق الكويتية بشكل عام، وأن الداو تستثمر أكثر من 1.6 مليار دولار سنويا وهذا استثمار ليس بالقليل، مضيفا بأن وجود مكتب دائم للداو في الكويت يساعد الشركة على الاقتراب من السوق الكويتي ومن اهتمامات المواطن الكويتي ومعرفة متطلباته بشكل مباشر.