صدر عن سلسلة عالم المعرفة كتاب "الأدب الفارسى – منذ عصر الجامى وحتى أيامنا" للدكتور محمد رضا شفيعى كدكنى، وهو الكتاب الأول الذى يُترجم إلى اللغة العربية، ترجمهُ الدكتور بسّام ربابعة. ينقسم الكتاب إلى ستة فصولٍ، يأتي الأول بعنوان "العصر التيمورى – عصر الألغاز والتّصنع والتكرار" ويشير فيه المؤلف إلى خطأٍ شائعٍ وهو مقولة انتهاء العصر الذهبى للشعر الفارسى بوفاة حافظ الشيرازى، كما يشير إلى أنَّه لم يكن للنقد الأدبى فى إيران تاريخ مكتوب بوضوح، ومع هذا فإنَّ هنالك إشارات تدل على وجود نقد شفهى تقليدى بين الشعراء والأدباء، وكان شكل الأثر وقالبه هما الأساس فى ذلك النقد. يوضح الفصل الثانى "العصر الصفوى – الأسلوب الهندى" أنهُ إذا كان هذا العصر جديرًا بأنَّ يسمى ب "عصر الغزل" فى الأدب الفارسى؛ فإنَّ ذلك ليس بسبب جدارة غزله، وإنما بسبب غلبة الغزل فى هذا العصر . ويؤكد فى الفصل الثالث "العصر القاجارى – عصر العودة والتكرار" على أنَّ الشعر الفارسى فى مرحلة انفصاله عن الأسلوب الهندى وانضمامه إلى شعر البلاط الرسمى، يدور حول نفسه على قدمٍ واحدة من دون أنَّ يغادر مكانه. ويقول عن "عصر الحركة الدستورية – أدب الحياة والناس" فى الفصل الرابع، أنهُ لم يكن للحرية والقانون حد واضح ومتفق عليه، كما لم تكن هنالك أى مدينة فاضلة يمكن إقرار الحرية والقانون فى المجتمع على أساسها. وعن أسباب فقد الشعر الفارسى أهدافهُ "بعد انقلاب 1920م- بداية الشتاء الأسود" جاء الفصل الخامس ليوضح أنَّ العصر الدستورى لم يستطع الصمود أمام خداع العامة والأموال الأجنبية فى أوائل سنوات الانقلاب. وفى الفصل الأخير يوضح لنا انتعاش الشعر الفارسى عام 1969م "بعد الحرب العالمية الثانية – مرحلة الإبداع وبسط التجربة"؛ وذلك بسبب التغيرات التى ظهرت فى المحيط الاجتماعى للتقدميين ورواد الأدب الإيرانى.