السؤال: ما الحكمة من وقوف المسلمين على جبل عرفات؟ يقول الشيخ زكريا نور من علماء الأزهر: الحكمة من الوقوف بعرفات هو التشبه بحال الواقفين في فسيح القيامة وقد تبعث كل أمة نبيها وكل يرجو النجاة والواجب علي الحاج في هذا الموطن أن يضرع إلي الله ويلجأ إليه في المغفرة ليتحقق الرجاء في الرحمة. وأعلم يا أخي أن من أعظم الذنوب أن يحضر الحاج عرفات ويظن أن الله لم يغفر له... تتأهب الخلائق الوافدة للحج إلي الوقوف بعرفة وتستعد للقيام بهذه الرحلة الروحية وتتنافس في السبق إلي موقف الرضا والرحمات ومكان نزلات المنح الإلهية والعطايا الربانية فيدفعهم طمعهم إلي ساحة الكرم ويسرقون أملهم إلي حمي المضيف العظيم يرجون عطفه ويلتمسون مغفرته والقلوب إذ تستجيب لهذه الدعوة الربانية وتتهافت علي ساحة الجلال والنفحات الرحمانية فما ذلك إلا أنها تري فيها سعادتها وحياتها وتحس الأرواح بأن فيها متعتها وأنسها وتشعر بلذة وفي ذلك فليتنافس المتنافسون. قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "الحج عرفة" وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيها عبدا من النار من يوم عرفة وأنه يباهي بهم الملائكة" وهو أهم ركن من أركان الحج بل هو أساس الحج فأرجو الله أن يوفق حجاج بيته لتفهمها والعمل بمقتضاها والله أعلم. المصدر: مجلة "عقيدتي" المصرية.