انطلقت صباح أمس الثلاثاء فعاليات وأنشطة وجلسات الدورة الحادية عشرة لمؤسسة جائزة عبد العزيز سعود البابطين للإبداع الشعري والتي تحمل اسم "معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين" برعاية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت، وذلك بمقر مكتبة البابطين المركزية للشعر العربي. وجاءت جلستها الأولى في "محور الثقافات الحاكمة اليوم" أدارها د. محمد الرميحي. وجاء البحث الأول بعنوان "المشهد الثقافي العالمي المعاصر في ظل العولمة"، قدمته هدى صالح الدخيل، وبينت البوادر الأولى للعولمة من خلال "مقدمة تاريخية"، وكيف أن العولمة كانت اقتصادية في بداياتها، فهي قديمة قدم التاريخ. ابتداءً من الحضارة الصينية، وانتقالاً إلى الرومانية والإسلامية والمنغولية وغيرها. وتضمن البحث وفق صحيفة "القبس" الكويتية الحديث عن الفكر الليبرالي وبدايات انطلاقته الأولى في بريطانيا وانتشار السطوة الأمريكية. كما تحدث عن الثقافة وارتباطها بالعولمة تحت عنوان "ثقافة العولمة وعولمة الثقافة". وتحت عنوان "المشهد الثقافي العالمي والثقافات المهيمنة"، قدم البروفيسور أنتونيو فريندو بحثه متناولا فكرة الإمبريالية الثقافية في أن الثقافة تتكون من العوامل غير البيولوجية التي يرثها البشر بعضهم من بعض في المجتمع وبناء عليه فإن اللغة، الموسيقى، العادات، التقاليد ووصفات الطبخ كلها لها وظيفة رمزية مهيمنة. وإن الثقافات المتعددة التي يمكن أن توجد في مجتمع واحد وفي أمم مختلفة لا تعيش بانسجام دائم بعضها مع بعض، وهذا يعود إلى أن الثقافات المهيمنة عادة ما تنظر إلى الثقافات الأخرى على أنها ليست فقط مختلفة بل أقل تقدماً أو متأخرة عن الجماعات المهيمنة، وعادة ما تفرض ثقافتها على الجماعات والأمم الأخرى وذلك لاعتقادها أن تجربتها تمثل تجربة البشرية بأكملها. ذلك أن العولمة في رأيه هي بشكل رئيسي ظاهرة سلبية، وما يطلق عليها "بالعولمحلية" وهي تعبير أو تسمية جديدة نابعة من "العولمة" و"المحلي" بالإشارة إلى محاولة أمم مختلفة أن تضفي الطابع المحلي أو الوطني على بضائع عالمية وهذا بالطبع لا يشكل حلاً للمشكلة. وفي الجلسة الثانية من دورة البابطين وحملت عنوان "صراع المصالح تأثيره في المشهد الثقافي العالمي والعربي" وترأسها د. سليمان العسكري، استعرض د. الحسان بوقنطار تأثير المصالح في المشهد الثقافي العالمي، وكما نقلت عنه صحيفة "القبس" الكويتية قال : أن الوطن العربي لا يمكن أن يكون فعالا في هذه الثورة التكنولوجية العالمية إذا لم يستثمر مصادر النفوذ المعاصرة ونقل قيم الحداثة عبر الحوار والتفاعل الإيجابي بين ما هو عالمي وما هو مرتبط بخصوصيته. وألقى رئيس البوسنة السابق حارث سيلازيتش كلمة تحدث فيها عن تجربة البوسنة والهرسك، حيث كانت مكانا للتعايش وحوار الثقافات المتعددة والأعراق والأديان، وأن تجربة الحروب أثبتت أن المجتمع العالمي لا يؤمن كثيرا بالتعددية الثقافية، لما جرته هذه الحروب على البوسنة والهرسك من تفكيك، إلا أنه يؤمن شخصيا أن هذه الأرض تبقى مكانا للتعايش والسلام، ومن وجهة نظرة فإن العولمة تقوم بأساسها الأول على الاحترام المتبادل بين القوي والضعيف.