عقد مختبر السرديات بالتعاون مع نادي القلم المغربي، ندوة حول الروائي المصري يوسف أبو رية وبحضوره حلقة ضمن سلسلة "تجارب روائية" في فضاء الحرية بالدار البيضاء، وترأس الندوة شعيب حليفي رئيس المختبر. عبد الرحمن غانمي قدم ورقة بعنوان "تشخيص المسكوت عنه في رواية صمت الطواحين"، انطلق فيها من دلالة العنوان والعلاقة بين الصمت والطاحونة، الذي يضع القارئ أمام مفارقة وهي كيف يمكن ان يكون للطواحين صمت وهي التي تصدر أصواتا مدوية تخفي أشياء مسكوتاً عنها من خلال هذه اللغة، لغة الصمت؟ ثم أشار إلى أن الرواية تشخيص للمسكوت عنه انطلاقاً من الشخصيات التي ترث الطاحونة وترث معها عجزها وفشلها. شخصيات تلتف حول الطاحونة، ومن خلالها نطل على جوانب ذاتية وموضوعية تخصها، لتصير رمزاً للأشياء الكامنة في المجتمع. وطبقا لجريدة "الحياة" اللندنية قرأ الباحث بوشعيب الساوري رواية "عاشق الحي" في ورقة بعنوان "من الانشغال بالذات إلى معانقة الأسطورة"، موضحا تميز الرواية نظراً الى قدرتها على ربط الذاتي بالأسطوري والتنويع في أساليبها السردية. المداخلة الثالثة كانت للناقد عمر العسري بعنوان "سردنة لغة الإشارة في ليلة عرس" وحاول فيها أن يتبين كيف استطاع السرد ترجمة لغة الإشارة، فالراوي كان عادة ما يترجم لغة الإشارة إلى لغة طبيعية حتى نتتبع خيوط الحكاية سواء بتوصيف الخطاب الإشاري من لغة اليدين أو الهمسات بقسمات الوجه، أو التلويحات بالجسد. واكد في النهاية ان رواية «ليلة عرس» ترسم رؤية سردية لحياة الأخرس في الريف المصري، وهي ترجمة لغوية للغة الإشارة. في الختام ارتجل يوسف أبو رية شهادة شفوية أضاء من خلالها جوانب من تجربته الإبداعية، موضحا ان الكاتب يكتب انطلاقاً من ثقب صغير عالماً روائياً غير متناه. وأكد أن ما يمز تجربته الروائية هو عالم الريف المصري، مقابل قلة الروائيين الذين يهتمون بهذا المكان، وميز بين اصناف من الروائيين الذين كتبوا عن الريف : القادمون من الريف، والذاهبون إليه، ويضع نفسه في خانة ثالثة هي التي تنقل الريف وتتمثله في تفاصيله بقبحها وجمالها وبعوالمه الداخلية المسكوت عنها.