انطلقت في الدوحة الأحد فعاليات منتدى الفضائيات والتحدي القيمي والأخلاقي الذي يواجه الشباب الخليجي تحت شعار "نحو فضاء إعلامي مسؤول" الذي ينظمه المجلس الأعلى لشؤون الأسرة في قطر برعاية الشيخة موزة بنت ناصر المسند. وكانت الشيخة موزة وجهت رسالة رسمية إلى القمة الخليجية لدول مجلس التعاون في دورتها الثامنة والعشرين تضمنت دعوة صريحة للتصدي للتأثير السلبي والدور الهدام لبعض وسائل الإعلام والفضائيات على النشء ومقدراته الفكرية والمالية أيضا. ونقلت فضائية "الجزيرة" القطرية عن آل خليفة قوله إن الفضائيات تعتبر من أكثر التحديات التي تواجه الشباب في الوقت الراهن لا سيما عبر تأثير بعض مضامين القنوات الفضائية الهابطة على منظومة القيم والثقافة والأخلاقيات، مشيرا إلى أنها لا تحقق الحد الأدنى من القيم المعرفية أو الخلقية أو التربوية، لكنها مع ذلك باتت قوة مؤثرة في سلوك الشباب ونمط تفكيرهم وتوجهاتهم. وأشار إلى أن الانتشار الفضائي السريع أدى لصناعة مادة إعلامية موجهة باستخدام أساليب جديدة ومتطورة، فنية كانت أم تجارية، بهدف استمالة شريحة الأطفال والشباب واليافعين، معتبرا أن هذا التوسع في تجارة التسلية الموجهة للشباب يخفي الكثير من المخاطر والسلبيات كون هذه الفضائيات هدفها الربح والكسب دون الاهتمام بالقيم. وتتواصل أعمال المنتدى على مدار يومين، وتنقسم إلى أربع جلسات ستتناول محاور قانونية واقتصادية واجتماعية وتربوية يناقشها عدد من وزراء ومسؤولي التربية والثقافة والاتصالات والإعلاميين والأكاديميين والباحثين والمختصين. وتناولت جلسة اليوم التي أدارها وزير التربية والتعليم الكويتي السابق عادل طالب سيد الطبطبائي المحور القانوني والتشريعات الدولية الخاصة بحماية حقوق المواطنين والمجتمع تجاه الفضائيات. وركز المنتدى بجلسة عمله الصباحية في يومه الثاني والاخير على بحث تأثير الفضايئات في منظومة القيم والهوية الوطنية والدور الاجتماعي في المواد التلفزيونية، وناقش المشاركون بعض البدائل لما تبثه القنوات الفضائية في المجتمع الخليجي. وأوردت وكالة الأنباء القطرية أن الجلسة استعرضت بعض المضامين الفضائية ذات التأثير السلبي على المشاهد ومنها برامج الواقع وممارسة الدجل والشعوذة في بعض الفضائيات. وتناول الدكتور ياسين لاشين استاذ الاعلام بالجامعة الخليجية بمملكة البحرين تأثير الفضائيات في منظومة القيم والهوية الوطنية لدى الشباب الخليجي. وذكر الدكتور لاشين ان دراسة اجريت على 400 شاب وفتاة في دول الخليج اثبتت ان اكثر من 97 بالمئة من شباب الخليج يشاهدون الفضائيات مما يزيد من خطورة تعرضهم للمضامين السلبية. وقدم الدكتور محمد عايش من كلية الاتصال بجامعة الشارقة قراءة نقدية لبرامج "تلفزيون الواقع" وتأثيرها المحتمل على الاسرة والبنية القيمية للمجتمع. مؤكدا ان برامج الواقع والفيديو كليب والمسلسلات المدبلجة هي من اخطر المضامين الاعلامية على الشباب. وقال الدكتور عايش ان بعض هذه البرامج تشكل خطرا على منظومة القيم الثقافية في مجتمعنا العربي الاسلامي، كما انها تحول المشاهد الى مجرد سلعة اذا ماتم النظر الى الكم الهائل من المكالمات الهاتفية والفلاشات الاعلانية التي تتخلل مثل هذه البرامج. وعرض الدكتور عايض القرني الداعية الاسلامي في المملكة العربية السعودية لوسائل ممارسة الدجل عبر الفضائيات، مشيرا الى بعض من اساليب الدجل والشعوذة مثل قراءة الكف والفنجان والخط فى الرمل. وتحدث الدكتور انور الرواس استاذ الاعلام السياسى بجامعة السلطان قابوس عن الدور الاجتماعى فى المواد التلفزيونية ومفهوم المواطنة الصالحة، مشيرا الى دور التلفزيون كوسيلة جذب تخلق مفاهيم متعددة، وقال ان الدور الذى يقوم بها التلفزيون يظل الهاجس الحقيقى فيما يقدمه من برامج قد تتوافق مع الرؤية العصرية التى تعتمد على الحرية والحوار او يظل يحمل طابع التنمية بمفهوم تقليدى لايعبر عن التطور السياسى والاجتماعى والثقافى للدولة.