لقاء ألمانى فرنسي لبحث أزمة الديون الأوربية متابعة - تامر مصطفى حسن باريس : التقى اليوم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل في باريس للتشاور حول أزمة الديون الأوربية.
وناقش زعماء أقوي اقتصاديات أوروبا سبل مساعدة الدول الأوربية المتعثرة مثل اليونان وايطاليا فى ظل التخوف الفرنسي والألماني من خسارة التصنيف الائتماني بسبب أزمة الديون الأوربية.
وألقى تاخر النمو الاقتصادي للاقتصاد الأوربي بظلاله على اللقاء بعد أن أعلنت ألمانيا هبوط معدل النمو الاقتصادي بنسبة 0.1% فى الربع الثاني من العام الحالي وأعلنت أسبانيا أيضاً عن هبوط بنسبة 0.2%.
وفى حديث مع المجلة الألمانية "دير شبيجل" قال وزير الاقتصاد الألماني فيليب روسلر أنه لا اتجاه لدي ألمانيا إلى مشاركة الديون مع غيرها من الدول ولا تنوي تقديم مساعدات كبيرة لهذه الدول.
وخلال اللقاء الذي جمع بين ساركوزي وميركيل, أعلن ساركوزي أن فرنسا والمانيا ستقترحان على شركائهما الاقتصاديين إنشاء حكومة اقتصادية لمنطقة اليورو.
ودعت المستشارة الألمانية أعضاء الاتحاد الأوربي إلى السعي من أجل إيجاد حلول ناجحة لأزمة الديون الحالية وكانت ميركيل قد حاولت خفضت سقف التوقعات من قمة باريس فى ظل الخلافات حول إمكانية إصدار سندات مشتركة فى منطقة اليورو.
واقترح ساركوزى وميركل أن يتولي هذه الحكومة الرئيس الحالي للاتحاد الأوربي هيرمان فان رومبوي فى ولاية تحدد لسنتين ونصف سنة, وأضاف أنه سيتم توجيه رسالة اعتباراً من صباح الأربعاء إلى فان رومبوي تتضمن هذا العرض.
كما اقترح أن تقر البلدان أن يقر الدول ال17 الأعضاء فى منطقة اليورو قاعدة تقضي بتصحيح ميزانياتها قبل صيف 2012, وفيما يتعلق بفرنسا قال رئيس الوزراء فرنسوا فيون أنه يجري الاتصالات الضرورية مع مختلف القوي السياسية الفرنسية ليري ما إذا كان من الممكن التوصل إلى إجماع لإقرار التوصيات.
كما أضاف ساركوزي أن وزيري المالية الألماني والفرنسي سيطرحان على طاولة الهيئات الأوربية اقتراحاً مشتركاً اعتباراً من سبتمبر المقبل ينص على فرض ضريبة على المعاملات المالية, ورأت ميركل أن مثل هذه الضريبة هى ضرورة واضحة.
ومن جهة أخري أعلنت المستشارة الألمانية أنها لا تعتقد أن "السندات الأوربية" ستساعد فى هذه الأزمة التى تواجه الاتحاد الأوربي الآن وقال ساركوزى أن هذه السندات ستعرض الدول الأفضل تصنيفاً لخطر بالغ ولا يمكن اعتمادها إلا بمثابة المرحلة النهائية لعملية اندماج.
وإصدار سندات أوربية مشتركة تعنى وجود سياسة ديون أوربية مشتركة ولكن دون وجود سياسة مالية أوربية مشتركة لأنها لم توضع مطلقاً مثل هذه السياسة وبديل لذلك سيكون سياسة تقشف وميزانيات صارمة لكل دولة على حدا.
وقال ديرك شلوتبولر الخبير الاقتصادى فى حوار مع قناة "دويتش فيلا" الألمانية أنه من المتوقع أن تشهد الأسواق الأوربية حالة من التهدئة خلال المرحلة المقبلة ولكن لن يتحقق التوفير على المدى القريب كما أن هناك خطر من أن تقل الضغوط اللازمة من أجل التطوير.
وفى النهاية توصل اللقاء إلى عدد من التوصيات رئيسية وهى تقوية اختصاصات مجلس منطقة اليورو والذى سيتم تحويله إلى حكومة مركزية حقيقية تجمع دول الاتحاد الأوربى كما اقترح الزعيمان.
وأطلق الفرنسيون على احدى التوصيات مسمي "القاعدة الذهبية" وهى تقترح أن تنص دساتير الدول السبعة عشر الأعضاء فى الاتحاد الأوربي على مراعاة الموازنات المالية والاقتصادية لباقي الدول.