أكد المؤتمر العام الثالث لاتحاد الكتّاب السودانيين على ضرورة إشغال مقعد السودان في اتحاد الكتّاب والأدباء العرب، بعد أن كشف الأمين العام محمد جلال هاشم أن اتصالاته في هذا الاتجاه باءت كلها بالفشل، وأن مفوض الاتحاد الشاعر إلياس فتح الرحمن لم يتسلم أي رد على الطلب بمنح اتحاد الكتّاب العرب مقعد السودان. وأوردت صحيفة "الحياة" اللندنية أن الشاعر كمال الجزولي الأمين العام الأسبق لاتحاد الكتّاب السودانيين قال في وقت سابق أن ثمة "صفقة رخيصة" حرمت السودانيين من مقعدهم في اتحاد الكتّاب والأدباء العرب. وأشار الجزولي -وفقا لنفس المصدر- الى أن العلاقة غير السوية مع اتحاد الكتّاب في مصر أثّرت سلباً في الجهود التي بذلها الاتحاد لإقامة علاقة جيدة مع اتحاد الأدباء والكتّاب العرب. وكشف أن ثمة أجندات خاصة لعبت دورها في حرمانهم من هذه العضوية لمصلحة الاتحاد الحكمي الصوري، مبيناً أن ذلك يماثل ما حدث قبل عشرين سنة إبان وجود الأمانة العامة لاتحاد الكتّاب والأدباء العرب في بغداد، وكان يتولاها في تلك الفترة الشاعر العراقي حميد سعيد، على رغم القرار الذي سبق أن اتخذه هذا الاتحاد العربي آخر سبعينات القرن المنصرم بتجميد عضوية السودان حتى ينشأ فيه اتحاد مستقل يمثل الكتاب والأدباء في السودان تمثيلاً حقيقياً فيتولى المقعد. وأوضح الجزولي أن اتحاد الكتاب المصريين واتحاد أدباء السودان، أحد روافد الاتحاد الاشتراكي الحاكم حينذاك، كانا قد طردا من الاتحاد العربي عام 1979، لتأييدهما زيارة السادات إسرائيل واتفاق كامب ديفيد، وتم سحب الرئاسة من دولة المقر وكانت مصر. وأضاف "على رغم تأسيس اتحادنا في شكل ديمقراطي حر ومستقل عقب الانتفاضة الشعبية التي أطاحت دولة الفرد واتحادها الاشتراكي وكل روافده، فإن الأجندات السياسية العراقية تدخلت، آنذاك، نتيجة وشاية رخيصة وكاذبة من داخل السودان، لتحول، منذ ذلك الوقت، دون تولينا مقعد السودان في الاتحاد العربي بتهمة تبعيتنا للحزب الشيوعي السوداني". وأضاف أنه في تلك الأثناء أعيد تأسيس الاتحاد الحكومي في السودان، فتمكن من تولي المقعد مجدداً في الاتحاد العربي قبل استعادة اتحادنا وضعيته القانونية في ميلاده الثاني عقب إبرام اتفاق السلام الشامل وإصدار الدستور الانتقالي لعام 2005. وتابع الجزولي: في الواقع إن كل ما كان يهم الاتحاد المصري هو ضمان صوت السودان إلى جانبه فيما يهدف إليه من استعادة وضعيته السابقة في الاتحاد العربي. وأصرّ المؤتمرون على ضرورة بذل الجهود للتواصل مع اتحادات الكتّاب في العالمين العربي والأفريقي والجماعات والروابط المدنية المختلفة، وعلى ضرورة متابعة الجهود في مجال الحقوق والحريات، وتجذير مبدأ تداول السلطات والاهتمام بالثقافات الشعبية المهمشة والتواصل مع الآخر. وقرر المشاركون أن يقام الملتقى الفكري للمؤتمر في فبراير المقبل.