قدمت المصرية قذرة والمغربية عاهرة هل شوهت مسلسلات رمضان صورة المرأة؟ لهنّ - أسماء أبوشال مسلسل بوقتادة وبونبيل بالرغم من أن الفضيلة والرذيلة ليست حكراً على شعب بعينه ، إلا أن الأصداء الاجتماعية لمسلسلات رمضان لا زالت مسار جدل مشتعل يثير غضب بعض المجتمعات العربية ، وخاصة بعد اتهام بعضها بتشويه صورة المرأة. ومن هذه الأعمال هو المسلسل الكويتي الكرتوني "بوقتادة وبونبيل" الذي أثار المجتمع المغربي ، حيث صور المرأة المغربية بأنها تلجأ للسحر ، وتدور أحداث المسلسل حول وصول كويتيين إلى المغرب واصطحابهما من قبل فتاتين مغربيتين إلى بيتهما العائلي بمدينة أغادير المغربية، وإقدام الأم على طقوس سحرية لإقناع الضيفين بالزواج بالفتاة، وتضمن المسلسل مشاهد تصور استفحال الرشوة في المؤسسات المغربية ، هذه الصورة لم يقبلها المجتمع المغربي ، ونددت به حكومة المغرب ، ولكن قبل أن تنطفئ شرارة غضب المغاربة حول الإساءة إلى المغربيات من خلال هذا المسلسل تفاجئوا بإساءة أخرى من المسلسل المصري "العار" خلال عرضه في شهر رمضان والذي جسدت فيه الممثلة المغربية "إيمان شاكر" دور فتاة ليل . ومن ناحية أخري أثار المسلسل الكرتوني بعض السخط عند عرض الحلقة الرابعة عشر بعنوان "نبيلة الهبيلة" و التي صورت البنت المصرية بشكل غير نظيف وصورت المصريين بشكل عام بمظهر انتهازي سئ. استنكار وغضب واستنكر المغاربة هذه الصور للمرأة المغربية التي اعتبرها المغربيون كاذبة وظالمة ، كما طالبت المؤسسات الاجتماعية بمعاقبة المسيئين لمشاعر أكثر من 30 مليون مغربي ، ولم يتوقف التنديد على هذا الحد بل أن شاباً مغربياً اخترق موقع الديوان الأميري الكويتي الالكتروني أولاً ثم موقع وزارة الإعلام المصري الالكتروني ثانياً وترك رسالة احتجاجية قاسية . مسلسل العار هذه الإساءة إلى المرأة المغربية جرحت مشاعر المغاربة ، رغم الاعتذار الذي صدر من وزارة الخارجية الكويتية ، وإصدار تعليمات مشددة من وزارة الإعلام المصرية بالتأكد من خلو الأعمال الدرامية من أي شئ يسئ إلى أي جنسية عربية. وخلال أحد المؤتمرات الصحفية خاطب وزير الاتصالات المغربي خالد الناصري كل وسائل الإعلام السمعية والبصرية والمكتوبة للتعامل مع القضايا المجتمعية وفق مناخ ومرجعية أخلاقية . وبالرغم من هذا التصريح الوزاري والاعتذار الرسمي للكويت ، لا تزال ردود الفعل متوالية ، حيث أنشأت سيدات من المجتمع المغربي ، جمعية أطلقن عليها "مغربية وأفتخر" وتضم مجموعة من الطبيبات والمهندسات والإعلاميات وكوادر أخري في مختلف المجالات. تقول حنان ولدة أحد عضوات جمعية "مغربية وأفتخر" بالرباط في تقرير لقناة "أم بي سي" الفضائية : "تضم الجمعية نساء مغربيات وكوادر يحتذي بها ، كنموذج للمرأة المغربية فمنهن عالمات، طبيبات ، صحفيات وإعلاميات في مختلف الميادين ، وكذلك المجال لمشاركة الرجل المغربي لأنه معني بالأمر للدفاع عن المرأة المغربية بصفتها الزوجة والأم والأخت" . إضافة إلى ذلك أصدر ملتقي الصحفيين المغاربة بالخارج بياناً يطالبون فيه بتحرك قانوني ، ومتابعة المسؤولين للأعمال المذكورة ومطالب أخري لمعاقبة المسيئين كرد اعتبار وإبراءً للشرف . غضب مشروع وعلقت الكاتبة المغربية سناء ثابت على ما قدم تجاه المرأة المغربية قائلة : شعرت بإساءة كما شعر غيري عند مشاهدة هذه الأعمال الفنية ، لأن ببساطة البنت المغربية الوحيدة بمسلسل "العار" تظهر في صورة فتاة ليل ، ولو ظهرت فتاة أخري مغربية بشكل به شئ من المثالية أو فتاة شريفة لكان الأمر مختلف . وترفض الكاتبة المغربية بأن الدور يقتضي ذلك أو إنها مجرد صدفة ، وبررت ذلك بأن هناك رجل خليجي ظهر بنفس المسلسل لا يهمه سوي المغامرات والعلاقات النسائية يرتدي الملابس الخليجية من جلابية و"غطرة" ولم يذكر شئ عن جنسيته أو دولته ، لذا طالبت الرقابة بحذف أي شئ يمس عرق أو جنسية معينة ، كما اعترضت على شخصية نبيلة الهبيلة التي صورت المصريات على إنهم شحاذات ولا يجدون قوت يومهم ، قائلة "عيب الكلام دا" . ويعتقد الإعلامي ورئيس ملتقي الصحفيين المغاربة بالخارج "انس بوسلامتي" أن الغضب الذي أثير فى المغرب مشروع ، لأنها سابقة قد تلصق هذه التهمة بالمغرب ويقول : كلنا مع الإبداع الراقي والمنظم بحرية تمارس بشكل أخلاقي محترم، وهذا ما عبرنا عنه خلال البيان ، واعتبرنا أنفسنا جزء من الحملة المدنية الواسعة بالمغرب ، وأرسلناه كناقوس خطر إلى بعض القنوات ، بعد أن شعرت ملايين من المغربيات بالإساءة والتحقير ، وما نود أن نقوله أنه لا يجب أن تلصق هذه التهمة لتكون صورة نمطية بالمغربيات ، ونحن مستعدين أن ندافع عن المرأة الكويتية والمصرية وأي جنسية أخرى إذا تعرضن لهذه الإهانه ، لأن رسالة الإعلام مهمتها الرقي بالذوق العام والعمل على تقريب الشعوب مع بعضها البعض ولا تتحول إلى وسيلة للتفريق. فن فى النهاية أما الأمر في مصر مختلف عن المغرب ، لأن المصريون لم يجدوا أي نوع من الإساءة في ظهور فتاة مغربية تعمل كفتاة ليل ، لأن الأمر غير موجه للمغربيات تحديداً، ورغم محاولة البعض احتواء الموقف لعدم إغضاب الشعب المغربي فإن آخرين دافعوا عن المسألة باعتبارها عملية إبداعية لا تخضع للضغوط ولا السياسة ولا القيود ولكنها فقط مسألة فنية. ومن ناحية أخري لم يحظي المسلسل الكرتوني الكويتي "بوقتادة وبونبيل" الذي سلط الضوء على فئة معينة من المجتمع المصري على نفس ردود الأفعال ، ولكن انتقدتها بعض الأقلام الصحفية التي اتهمت المسلسل بالإساءة لسمعة مصر ، بعد أن صورت أحد الحلقات المرأة المصرية بصورة غير نظيفة وشخصية انتهازية ،والشباب المصرى بمجموعة من المتسولين. ومع هذا الجدل والصراع يبقي السؤال ، هل يساهم هذا النوع من الأعمال الفنية على ترسيخ فكرة ما عن بلد أو جنسية بعينها ؟ د. سامية خضر هذا ما أجابت عليه د. سامية خضر أستاذ علم الاجتماع - بجامعة عين شمس - " للهنّ" قائلة : لا اعتقد أن شخصية "نبيلة الهبيلة" التي عرضت في المسلسل الكويتي يسئ بشكل من الأشكال إلى المرأة المصرية أو للمجتمع ، ومن المؤكد أن هذا العمل لا يقصد الإهانة للمصريين ، لذلك لم نجد ضجة كبيرة تجاههفي مصر ، وهذا يرجع إلى ثقة المصريين الكبيرة بأنفسهم كونهم أصحاب حضارة ، بل على العكس نجدهم يقدمون أعمال فنية تركز على المهمشين في المجتمع كأمثال "حين ميسرة" وغيره من الأعمال المشابهة ، فهل تسليط الضوء على طبقة أو فئة معينة يعني تصوير لواقع شعب بأكمله أو الإساءة لسمعة مصر ؟ وتؤكد د. سامية على أن ما حدث من ردود أفعال غاضبة فى المغرب تجاه العملين لا يمكن أن يؤثر اجتماعياً أو سياسياً بين البلاد العربية الشقيقة ، لأن الأمر في النهاية لا يتعدي حدود الفن الذي له كل الحق في استغلال بعض الأفكار والتركيز على بعض الفئات ، ونموذج واحد بين 30 مسلسل أو أكثر لا يعني التعميم ولا يستحق كل هذا الجدال ، لأن كل مجتمع فيه نماذج سلبية وأخرى إيجابية.