مدربي التنمية البشرية في قفص الاتهام لهنّ - فادية عبود د.محمد أبو فرحة في صالون المصطبة حدد هدفك وعش حياة مختلفة من اليوم، تخلص من التدخين في 5 دقائق فقط ، كن مليونيراً بلا تعب، تعلم فن إدارة الخلافات الزوجية في ساعة وعش حياة سعيدة دائماً، كل ذلك يمكنك تحقيقه بالتنمية البشرية، تلك الثورة التي اجتاحت عالمنا العربي وتهافت عليها شبابنا لعلها تكون المنقذ والطريق إلى المستقبل الأخضر . ولكنك بعد الحافز الكبير الذي تحصل عليه من الدورات التدريبية الخاصة بالتنمية البشرية، قد تجد نفسك لم تستفد شيئاً، وقد تجدها كلام مكرر لما هو مكتوب في الكتب، هذا ما جعل الكثيرون يطلقون على كتّاب ومدربي التنمية البشرية "نصابون" يطلقون كلام "مزيكا" لا فائدة منه . والسؤال الآن هل هذا النوع من التنمية مفيد للشباب أم هو استنزاف أموال ؟ من هذا المنطلق أقام صالون المصطبة الثقافي الشبابي ، لقاء مع د.محمد أبو فرحة خبير التنمية البشرية . تعريف محدد تابع أيضاً شيف نودة كعب عالي أوتار القلوب طبيب أون لاين يحتار الكثيرون في تعريف التنمية البشرية فهناك من يراها علماً وهناك من يراها مجالا للتنمية، لذا طلب د.أبو فرحة من الحضور تعريف كل واحد للتنمية البشرية من وجهة نظره، فقال البعض أنها تجارب مختلفة ناس مختلفة ينقلونها إلى قاعدة عريضة من الأفراد حتى يستفيدوا منها، وأكد آخرون أنها أسلوب تدريب لنقل الإنسان إلى مستوى أفضل ، ورأى البعض أنها أي تجربة أو نصيحة تنمي ذات الإنسان وأن أفضل من نجح في التنمية البشرية هو الداعية عمرو خالد بدليل أنه أحدث طفرة في شباب الوطن العربي حيث يقوم بتنمية بشرية عن طريق الإيمان والدين . أما الكاتب كريم الشاذلي فيعتبر التنمية البشرية وسيلة تنقل الإنسان إلى الأفضل عن طريق تعديل سلوكه ، مشيراً إلى أن هذا النوع من التنمية موجود في الدين الإسلامي تحت مسمى التوبة، فالتوبة هي الإقلاع عن سلوك سيء اعتاد الإنسان عليه . يبدو أن تعريف التنمية البشرية مطاط، هذا ما أكده د.محمد أبو فرحة وقال : إن التنمية البشرية هي كل مجموعة من العلوم والفنون والأدوات والتقنيات التي تخدم جميع البشر وتنمي الإنسان وليست قاصرة على الكتب والدورات التدريبية في هذا المجال وحده، فكل شيء في الحياة يخدم الإنسان ويؤدي لسعادته مرتبط بالتنمية البشرية ، فمن الممكن أن نقرأ كلمة في كتاب تؤدي لتطوير مسار حياتنا . تغيير أم تطوير غيّر حياتك أم طوّرها ؟ إن التغيير يعني الانتقال من طريق إلى آخر والتطوير يعني الأفضل، فماذا تفعل بنا التنمية البشرية ؟ يؤكد د.محمد أبو فرحة أن التنمية البشرية لا تحدث تغييراً في حياة البشر بل تؤدي إلى تطوير، ويرجع أسباب انتكاسة بعض الشباب الذين يحضرون دورات تدريبية في التنمية ولا يستفيدون منها شيئًا إلى اعتقادهم في التغيير الكامل لحياتهم وبالتالي يفشلون عندما لا يجدون آمالهم تتحقق . مضيفاً : أحد أسباب عدم الاستفادة أيضاً من دورات التنمية هي وجود نصابين كثيرين باسم التنمية البشرية يقدمون الوهم لا العلم في الوطن العربي فقط، وهذا شيء موجود في جميع مجالات الحياة كما هو موجود مهندس غشاش وطبيب غير ملتزم بأخلاقيات المهنة فهذه سنة الحياة ونحن لا نعيش في المدينة الفاضلة . شباب بلا هدف حقق هدفك بالتنمية البشرية، ولكن ما هو هدفك ؟ أين ترى نفسك بعد 5 سنوات ؟ إن مشكلة شابنا العربي كما يؤكدها د.محمد أبوفرحة أنه يفتقد الهدف ، فكثير من الشباب بلا هدف وهذا ما يجعله متخبطاً وفي حاجة إلى دورات تدريبية تساعده على تحديد هدفه، فلا يوجد نجاح بلا هدف ، وينصح الشباب ب 7 نصائح هي مفاد كتابه "7 أسرار لتكون مليونيراً" وهي : 1- التوكل: توكل على الله 2- الثقة بجميع أركانها: ثق في نفسك وفي قدراتك وفي أن الله لن يخذلك. 3- تحديد الهدف: من المستحيل لإنسان أن ينجح إن لم يحدد هدفه وإلا لن يكون هناك مجالاً لينجح فيه . 4- ترتيب الأولويات: حدد أهدافك وخطوات عملك حسب أولوياتها بالنسبة لك ، خاصة إذا كان لديك أكثر من هدف. 5- المبادرة : بادر تحقيق هدفك وأفكارك ولا تتوقف أن تنتظر المساعدة. 6- الصبر والمثابرة: لا يوجد نجاح بلا تعب أو إحباط ، لذا كن أنت صابر ومثابر حتى تنال غايتك. 7- المسئولية: احسبها جيداً وتحمل مسئوليات أفعالك . وفي النهاية أكد د.محمد أبو فرحة ل"لهنّ" أن التنمية البشرية في الوطن العربي قادرة على تحقيق تطوير شخصيات الشباب في الوطن العربي، ولكن نماذج المدربين الموجودة لدينا غير قادرة على ذلك، والسبب هو ندرة المدربين الحقيقيين وكثرة النصابين والدجالين باسم التنمية البشرية .