محيط : أكد المهندس سامح فهمى وزير البترول استعداد مصر التام للتعاون على أساس ثنائى أو متعدد الأطراف بالنسبة للقضايا المتعلقة بنقل وعبور البترول والغاز والمنتجات البترولية . وقال فهمى إن مصر تبذل حاليا جهودا كبيرة لتصبح مركزا إقليميا للطاقة إلى جانب القيام بدور رئيسى فى المساهمة فى تأمين جانب من إمدادات الطاقة العالمية ، حيث تحظى مصر بالاستقرار السياسى فضلا عن موقعها الجغرافى الاستراتيجى وقربها من مصادر وأسواق الطاقة ، بالإضافة إلى تمتعها باحتياطيات كافية من الغاز الطبيعى والبنية الأساسية المتطورة . جاء ذلك فى كلمة لوزير البترول خلال مراسم التوقيع فى تركيا على الإتفاق الحكومى لخط أنابيب غاز "نابوكو" الأوروبى بحضور رؤساء وزراء الدول الخمس التى يمر بها الخط وهى تركيا وبلغاريا ورومانيا والمجر والنمسا بالإضافة إلى حضور الرئيسين الرومانى والجورجى، ورؤساء وزراء ووزراء البترول والطاقة فى الدول المؤهلة لتوفير امدادات الغاز للخط وهى أذربيجان والعراق وكازاخستان وتركمنستان وأوزبكستان ومصر إلى جانب رؤساء المؤسسات المالية الأوروبية المانحة والمبعوث الأمريكى الخاص بشئون الطاقة لمنطقتى آسيا وأوروبا . وأشار الوزير إلى أن ذلك الاتفاق يأتى تتويجا للجهود المضنية التى بذلت على مدار عدة سنوات من قبل الحكومات والشركات المشاركة ليخرج إلى النور وقيامه بالمساهمة فى تنويع مصادر الإمدادات الحالية للغاز الطبيعى إلى جانب تنويع مسارات التسليم وتعزيز أمن الطاقة . وزير البترول سامح فهمى إن تجمع دول خط أنابيب غاز "نابوكو" والمنتجين ودول العبور والمستهلكين والمؤسسات المالية يدعمون ذلك المشروع الاستراتيجى الذى تبلغ استثماراته حوالى 8 مليارات يورو ويبلغ طوله 3300 كيلومتر خاصة فى ظل الأزمة المالية والاقتصادية العالمية الراهنة . وأشار الوزير إلى أن مصداقية مصر التى تتمتع بها على المستويين الإقليمى والعالمى ساهمت فى تعزيز مكانتها كمصدر من مصادر إمدادات الطاقة وبلد عبور يعتمد عليها ، ويمثل خط الغاز العربى الذى ينقل امدادات الغاز إلى الأردن وسوريا بالإضافة إلى لبنان بحلول الشهر القادم وإمتداده إلى تركيا فى مراحل لاحقة ، أحد المصادر المهمة لتوفير امدادات الطاقة إلى الأسواق المستهلكة فى أوروبا . وأوضح أن مصر تقوم حاليا بالتفاوض مع الأطراف المشاركة فى خط الغاز العربى حول الخطط اللازمة للتوسع فى ذلك المشروع من أجل استيعاب الغاز العراقى لتصديره إلى أوروبا عن طريق خط الأنابيب أو عبر مصر لإسالته وإعادة تصديره من مصانع الإسالة الثلاثة التى نفذتها مصر خلال ذلك العقد . وتابع فهمى أنه يجرى حاليا بحث امكانية قيام بعض شركات البترول والغاز العالمية العاملة فى مصر بتصدير جزء من حصصهم من الغاز مباشرة من خلال خط الغاز العربى ، بالإضافة إلى أن مصر لديها خبرة طويلة فى نقل المواد الهيدروكربونية، حيث يتم نقل أكثر من 110 ملايين طن سنويا من خط أنابيب "سوميد" بنجاح لفترات طويلة . وقال وزير البترول سامح فهمى إن اتفاقية التعاون الاستراتيجية فى مجال الطاقة الموقعة بين مصر والإتحاد الأوروبى فى ديسمبر الماضى تمثل قاعدة مثالية للتعاون الجاد فى مجال الطاقة لتحقيق المصالح المشتركة بين جميع الأطراف .. مشيرا إلى أهمية مشروعات ربط خطوط وشبكات الغاز الإقليمية كأحد أهم وسائل تأمين جانب إمدادات الطاقة . وأضاف وزير البترول - عقب انتهاء مراسم التوقيع على الاتفاق الحكومى لخط أنابيب غاز نابوكو الأوروبى - أن دعوة مصر للمشاركة فى قمة نابوكو تؤكد الثقة فى المواد البترولية والغازية الواعدة فى مصر خلال السنوات القادمة ، خاصة وأن دعوة مصر للمشاركة فى هذه القمة هى الثانية خلال العام الحالى ، وتعكس تقدير زعماء ورؤساء الدول المعنية بالخط لمصر وقياداتها الداعمة لهذه الصناعة الهامة على مستوى العالم . وأشار فهمى إلى أن دعوة مصر للمشاركة فى القمة تؤكد رؤية زعماء ورؤساء الدول المعنية بخط نابوكو لأهمية دور مصر فى الخط خاصة بعد الدور الرئيسى لمصر فى المساهمة فى تنفيذ خط الغاز العربى بمرحلتيه الأولى والثانية فى التوقيتات المحددة وبكفاءة عالية كنموذج للتخطيط والتنفيذ لذلك المشروع الإستراتيجى .