محيط: أعلن خبراء بريطانيون فى دراسة حديثة اليوم الثلاثاء أن الإستراتيجيات المتبعة حاليا لمحاربة ظاهرة التطرف المتفشية عبر الإنترنت صعبة جدا ومكلفة وغير مثمرة. وأوضحت الدراسة التى أعدها المركز الدولى لدراسة التطرف والعنف السياسى فى كلية "كينجز كوليدج" اللندنية أن معظم الحكومات ركزت على الحلول التقنية معتبرة أن منع مواد التطرف من على شبكة الإنترنت سوف يحل المشكلة إلا أن هذه الإستراتيجية تشوبها الصعوبة والكلفة العالية كما أنها غير مثمرة. وأضافت الدراسة: "التطرف الذاتى عبر الإنترنت نادر الحدوث سواء كانت علاقته محدودة أو معدومة مع العالم الخارجى ،وندعو كافة الحكومات فى الوقت نفسه للنظر إلى الإنترنت كوسيلة وليس كتهديد لمحاربة ظاهرة التطرف المنتشرة." ولفتت الدراسة إلى أن التطرف ظاهرة واقعية فى العالم ولا يمكن التعامل معها بإزالة مواقع التطرف فالأمر ليس بهذه البساطة خاصة مع انعدام المؤشرات التى تفيد أن هذا الوضع سيتغير فى المستقبل القريب. وأكدت أن الإستراتيجيات الرسمية لمواجهة التطرف عبر الإنترنت يجب أن تخلق بيئة بحيث تجعل من انتاج واستهلاك هذه المواد ليس فقط فى غاية الصعوبة بالمعنى التقنى ولكن غير مقبولة وغير مرغوب فيها. واختتم الباحثون الدراسة بالتنويه على أنه يجب على كل العواصم العالمية أن تتصدى لأخطر وأكثر المواقع عداء ولكن عليها فى الوقت نفسه أن تطبق ذلك بوسائل أكثر رقيا. ويذكر أن الإنترنت شكل على مدار العقد الماضى مصدر قلق متزايد لمسؤولى الأمن فى أنحاء العالم لما لمسوه من كيفية استخدامه لنشر الرسائل المتطرفة مثل الكراهية العنصرية والدعوة إلى الإرهاب وتمجيد الأعمال الإرهابية.