واشنطن : كشفت الخارجية الأمريكية عن تفاصيل وثيقة العرض الذي قدمته الدول الست إلى ايران لوقف انشطتها النووية ، فيما تضاربت التصريحات الأوروبية بشأن فرض عقوبات مالية على طهران. وحسبما ذكر موقع قناة "العالم" الإخباري ، تقترح الوثيقة مساعدة إيران لبناء مفاعل يعمل بالمياه الخفيفة بضمانات قانونية تلزم الاطراف تقديم الوقود النووي. وتعهدت الوثيقة برفع القيود عن تصدير الطائرات لطهران، وتطبيع العلاقات الاقتصادية والتجارية معها، واضطلاعها بدور دولي مهم وانضمامها إلى منظمة التجارة العالمية ، كل ذلك شريطة التخلي عن طموحاتها النووية . وكان ممثل السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا قد سلم السبت الماضي العرض إلى طهران، إلا إن نائب وزير الخارجية الإيراني علي رضا شيخ عطار اعلن أن بلاده تعتبر تعليق تخصيب اليورانيوم خطاً احمر، مشددا على ضرورة امتلاك هذه التقنية. ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية عن عطار قوله على هامش الملتقى الدولي لدول الخليج بطهران :"إن عملية التخصيب ستتواصل "، لكنه أوضح في الوقت ذاته أن طهران تدرس المقترحات الأوروبية بشأن برنامجها النووي، وقال انها سترد عليه بأسرع وقت ممكن، دون أن يحدد موعدا لذلك. يأتي ذلك في الوقت الذي تضاربت فيه التصريحات الأوروبية بشأن فرض عقوبات جديدة ضد إيران، ففي الوقت الذي أعلن فيه رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أن الاتحاد الأوروبي وافق على تجميد الأصول الخارجية ل"ملي بنك" الإيراني، قال متحدث من التكتل الأوروبي أنه لم يتخذ قراراً بعد في هذا الشأن. وكان براون قد قال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الأمريكي جورج بوش الاثنين: "اليوم سنتخذ قراراً ستُجمد بمقتضاه الأرصدة الخارجية لأكبر المصارف الإيرانية، بنك ملي" . ولوح براون باستمرار تبني تدابير جديدة ضد الجمهورية الإسلامية في حال إخفاقها في طمأنة المجتمع الدولي بشأن برنامجها النووي المثير للجدل. وفندت الناطقة باسم خافيير سولانا، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، تلك التصريحات بنفي فرض التكتل الأوروبي المكون من 27 دولة، أي قيود على المصرف الإيراني. وقالت كريستينا قالاه :" لم يُتخذ قرار بشأن ملي بنك.. لا يمكنني القول بموعد اتخاذ قرار بتعميق العقوبات أكثر." جدير بالذكر أن الولاياتالمتحدة فرضت حظراً على "ملي بنك" إلى جانب اثنين من أكبر المؤسسات المالية الإيرانية: بنك ميلات، وصادرات بنك، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2007. إلى ذلك ، أكد رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية اللواء حسن فيروز آبادي أن بلاده قادرة على تدمير أي قوة شيطانية تنوي الإعتداء عليها. وقال فيروز آبادي: "إن أي معتد على الأراضي الإيرانية سيلقى مصيرًا تعيسًا ومشؤومًا يجعله عبرة لمن يعتبر"، معتبرا أن التهديدات الإسرائيلية الأخيرة لإيران تدل على هزائم كيان الاحتلال الإسرائيلي المتكررة. واضاف: "امريكا التي كانت تريد تطبيق نفس الخطة التي اعتمدتها ضد العراق وأفغانستان ضد الشعب الإيراني واجهت الفشل في خطتها وذلك بفضل صمود هذا الشعب ويقظة قيادته الحكيمة واقتدار قواته المسلحة". واعتبر اللواء فيروز آبادي أن تواجد القوات الأمريكية في المنطقة هو لغرض تأمين مصالح واشنطن المادية والاستعمارية والسيطرة على النفط.