أفاد العرض الذي قدمته القوى العظمى لإيران- وكشف عنه الثلاثاء في الولاياتالمتحدة- أن طهران ستستفيد من مساعدات تجارية ومالية وزراعية ومن دعم في المجال النووي والتكنولوجيا المتطورة.. في حال تخلت عن تخصيب اليورانيوم. وأوضحت الوثيقة التي نشرتها وزارة الخارجية الأمريكية أن هذا العرض الجديد للتعاون الذي سلمه السبت الممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إلى إيران يقترح على النظام الإيراني العودة إلى الساحة الدولية بعد سنوات من العزلة بسبب برنامجها النووي. وفي حال وافقت إيران على هذا العرض، تستطيع إيران أن تتلقى مساعدة لبناء "مفاعل يعمل بالمياه الخفيفة ويستفيد من التكنولوجيا المتطورة"، وتحصل على ضمانات "قانونية" تلزم الأطراف بتقديم الوقود النووي. وسيستفيد النظام الإيراني من دعمٍ على صعيد البحث والتطوير في مجال الطاقة النووية" بمقدار "عودة الثقة الدولية" بإيران. ويعتبر العرض الذي قدمه الأعضاء الخمسة الدائمون في مجلس الأمن (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا) وألمانيا نسخة منقحة من عرض سابق قدم في يونيو/حزيران 2006، ويتضمن مساعدة حتى تضطلع إيران "بدور مهم وبناء في الشئون الدولية". وأضافت الوثيقة أن حل المسألة النووية الإيرانية من شأنه أن يساهم في "تحقيق الهدف الذي يقضي بقيام شرق أوسط خالٍ من أسلحة الدمار الشامل". ومن التدابير المقترحة أيضاً، تقديم دعم لتطبيع العلاقات الاقتصادية والتجارية وإيران مع العالم من خلال مساعدة طهران على العودة إلى "الهيئات الدولية ومنها المنظمة العالمية للتجارة". وترمي بعض التدابير إلى تمكين إيران من تحقيق الاكتفاء التام على الصعيد الغذائي. ويقترح العرض أيضاً إمكانية رفع القيود على تصدير الطائرات إلى إيران وتقديم مساعدات حتى تتمكن من الحصول على الوسائل التي تعينها لمواجهة الكوارث الطبيعية كالهزات الأرضية. وكان سولانا قد أعرب الاثنين عن الأمل في أن تعطي إيران ردها في أسرع وقت ممكن، فيما تعد البلدان الأوربية لعقوبات مالية جديدة إذا كان رد إيران سلبيا؛ وأعلن رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون في اليوم نفسه أن الاتحاد الأوربي سيتفق على عقوبات جديدة ضد إيران.. وخصوصاً تجميد الودائع في الخارج لأكبر مصرف إيراني (مصرف ملي)؛ إذا ما رفضت إيران العرض. لكن سولانا خفف من وطأة هذه التهديدات مؤكداً أن البلدان الأوربية ستنتظر بعض الوقت حتى تتخذ قراراً في هذا الصدد. (أ.ف.ب)