انقرة: بعد نشره كتابا جديدا للملحد ريتشارد داوكنز بعنوان "وهم الله" امرالمدعي العام التركي بفتح التحقيقات مع أحد الناشرين بدعوى اهانة القيم الدينية والتحريض على الكراهية. ووفقا لموقع "الاخبار" التركي فمن المقرر أن يتم التحقيق مع الناشر إيرول كارسلان، حول ما ورد في الكتاب الذي يحمل عنوان "وهم الله،" وسيقرر الإدعاء ما إذا كان الكتاب يحمل فعلاً في طياته "حضاً على الكراهية الدينية" و"إهانة للقيم الدينية" وفق ما جاء في التهم الرسمية الموجهة، وفي حال إدانة كارسلان فقد يتم الحكم عليه بقضاء عام كامل خلف القضبان. وقد أحيلت القضية إلى القضاء بعدما تقدم أحد القراء بدعوى يشير فيها إلى شعوره ب"المهانة" بعد اطلاعه على الكتاب الذي نشر منذ يونيو/حزيران الماضي، وبيع منه ستة آلاف نسخة في تركيا حتى الآن. وتأتي التحقيقات في كتاب داوكنز البريطاني الجنسية، في وقت تواجه فيه أنقرة انتقادات عديدة بسبب ما يعتقد انه "استهداف" للكتاب والمثقفين بسبب آرائهم. ويضغط الاتحاد الأوروبي على تركيا الراغبة في الحصول على عضويته من أجل تعديل قوانينها المتعلقة بحرية الرأي، والتي يقول إنها تخالف المعايير الدولية التي يتبعها. وكان الكاتب التركي المرموق، والحائز على جائزة نوبل، أورهان باموق، أحد ضحايا هذا القانون بعد تصريحاته المتعلقة بحوادث القتل الجماعية التي تعرض لها الأرمن في ظل الإمبراطورية العثمانية مطلع القرن الماضي. وسبق للقضاء التركي أن قضى عدة مرات في السابق بحجب مواقع إلكترونية، وفي مقدمتها موقع يوتيوب Youtube الشهير ومنع وصول متصفحي الإنترنت من تركيا إلى الموقع بكامله، وذلك بحجة وجود مشاهد تمثل إهانة لقيادات وطنية وتاريخية مثل الرئيس عبد الله غول ورئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، إلى جانب المؤسسة العسكرية. وتعتبر إهانة أتاتورك عملاً غير قانوني ولا مشروع في تركيا، كما أن العديد من الصحفيين والكتاب الأتراك البارزين جرت محاكمتهم بمزاعم إهانة أتاتورك أو جرائم تتعلق بالتعرض للقومية التركية.