بعد هجمات العمال الكردستاني تركيا تقصف شمال العراق وتستعد للتوغل
محيط - وكالات
عواصم: في تطور ينذر بتفاقم الأزمة العراقية التركية المحتدمة اصلا ويعجل بالتوغل التركي في شمال العراق لملاحقة حزب العمال الكردستاني، قصفت الطائرات الترکية اليوم الأحد أحد الجسور بالقرب من محافظة دهوك في اقليم کردستان شمالي العراق، بعد قليل من الاشتباكات الطاحنة بين الجيش التركي وعناصر الحزب والتي خلفت قتلى وجرحى من الجانبين كان اخرها الانفجار الذي استهدف حافلة جنوب شرق ترکيا قرب الحدود العراقية اليوم الأحد.
قصف تركي
وقال مصدر أمني في إقليم کردستان إن طائرات حربية ترکية قصفت بعد ظهر اليوم أحد الجسور في قرية نزدوري التابعة لناحية باطوفه شمال شرق مدينة زاخو الواقعة بالقرب من دهوك، موضحا أن القصف أسفر عن تدمير الجسر بالكامل ، ويأتي القصف الجوي في اعقاب قصف مدفعي تركي اليوم لمناطق عدة في محافظة هكاري جنوب شرق تركيا وقرى عراقية على الحدود، بعد مقتل 17 جنديا تركيا واصابة آخرين في هجوم شنه مسلحون أكراد.
وفي أربيل بالعراق قال مسؤول عسکري کردي أن الجيش الترکي أطلق قذائف مدفعية على نحو 11 منطقة بامتداد الحدود في العراق في وقت مبكر لكن لم تقع إصابات، وتشهد المنطقة معارك متقطعة بين الجيش والمسلحين، حسبما ذكرت مصادر عسكرية تركية والتي اوضحت أن الجنود قتلوا أثناء اشتباكات جرت مع عناصر من حزب العمال الكردستاني الليلة الماضية، في هجوم شنّوه على قاعدة عسكرية للجيش قرب مدينة يوكسوفا الجبلية.
وقد اعلن عبد الرحمن الجادرجي مسؤول العلاقات الخارجية في حزب العمال الكردستاني اسر عدد من الجنود الاتراك عقب الاشتباکات داخل الحدود العراقية، وقال: "مساء امس حاولت القوات الترکية التسلسل الى اقليم کردستان من منطقة هکاري وحدثت اشتباکات بين الطرفين وتمکنا من قتل عدد کبير منهم كما تمکنا ايضا من اسر عدد آخر منهم سوف نعلن عددهم لاحقا".
تفجير انابيب النفط
كما هدد الجادرجي بتفجير الأنابيب الناقلة للنفط العراقي داخل ترکيا، وقال: "اذا استمر الجيش الترکي بعملياته العسکرية ضد الحزب فسنقوم بتدمير وتفجير الأنابيب الناقلة للنفط داخل الأراضي الترکية"، موضحا أن "هذه الأنابيب تغذي الجيش الترکي وتدعمه في حربه ضد مقاتلي حزب العمال الکردستاني"، وفي حادث آخر قالت مصادر أمنية أن شخصا لقي حتفه واصيب 8 آخرون کانوا يستقلون حافلة صغيرة إثر انفجار لغم في جنوب شرق ترکيا قرب الحدود العراقية اليوم الأحد.
وهذا اکبر هجوم من نوعه يوقع هذا العدد من القتلى في صفوف الجيش التركي منذ يوم الاربعاء، بعد أن أجاز البرلمان التركي لقوات بلاده عبور الحدود الى شمال العراق لمطاردة ما يعرفهم بالمتمردين الاكراد، الذين يستخدمون المنطقة کقاعدة عسكرية لهم، ونشرت ترکيا ما يصل إلى 100 ألف جندي بامتداد الحدود لمحاولة منع عناصر حزب العمال الکردستاني من العبور من القواعد العراقية لشن هجمات داخل ترکيا.
بحث الرد
ومن جانبه أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أن كبار مسؤولي الحكومة والجيش سيعقدون مساء اليوم الأحد اجتماعا يترأسه الرئيس عبد الله جول للبحث في الرد التركي على هجوم شنه متمردون أكراد أسفر عن مقتل 16 جنديا وجرح 11 آخرين ومقتل 23 متمردا في جنوب شرق تركيا.
وقال أردوغان بعد إدلائه بصوته في استفتاء على التعديلات الدستورية: "سنتخذ قرارا في ختام اجتماع نعقده بشأن الخطوات الواجب اتخاذها"، وأضاف أردوغان ان رئيس أركان الجيش الجنرال يشار بويوكانيت وعددا من الوزراء والقادة العسكريين سيشاركون في الاجتماع.
معارضة أمريكية
وحثت الولاياتالمتحدة حليف تركيا في حلف شمال الأطلسي وحكومة بغداد أنقرة على عدم إرسال قوات إلى شمال العراق خشية أن يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار المنطقة الأكثر سلما في العراق.
لكن حكومة رئيس الوزراء طيب أردوغان تقع تحت ضغوط مكثفة من الرأي العام والجيش لاتخاذ إجراء ضد حزب العمال الكردستاني في أعقاب سلسلة من الهجمات على قوات الأمن التركية، يذكر أنه لقي أكثر من 30 من الجنود وأفراد الأمن الأتراك حتفهم في هجمات للمتمردين خلال الشهر الماضي.
رفض عراقي للتهديدات
هذا وقد رفض البرلمان العراقي اليوم الأحد التهديدات التركية بالتوغل في شمال البلاد للقضاء على قواعد لحزب العمال الكردستاني التركي. وصوت أعضاء البرلمان الذين حضروا الجلسة وهم 184 نائبا بالإجماع على مشروع البيان الذي قدمته رئاسة البرلمان.
يذكر أن البرلمان العراقي يضم 275 عضوا، وقال البيان إن "مجلس النواب العراقي يقرر رفض التهديد التركي باستخدام القوة لحل المشكلة العالقة".وأضاف البيان أن البرلمان يشعر بأن قرار مجلس النواب التركي الذي صدر مؤخرا ليس من شأنه تعزيز العلاقات بين الدولتين الجارتين، حيث سمح بشن عمليات توغل عسكري في شمال العراق للقضاء على قواعد لحزب العمال الكردستاني، ودعا البرلمان العراقي الجانب التركي إلى تغليب لغة الحوار والتفاهم في حل المشكلة، كما طالب مسلحي حزب العمال الكردستاني بمغادرة الأراضي العراقية وخول الحكومة العراقية القيام باللازم.
وأوضح البيان أنه في الوقت الذي يدين فيه مجلس النواب العراقي كل نشاط مسلح ضد دول الجوار انطلاقا من الأراضي العراقية، فإنه يدعو مسلحي حزب العمال الكردستاني إلى ترك الأراضي العراقية، ومطالبا الحكومة العراقية باتخاذ الإجراءات اللازمة لإيقاف أنشطة الحزب المذكور انطلاقا من الأراضي العراقية. وكان البرلمان العراقي قد أرجأ التصويت على مشروع البيان بسبب جدل بين النواب على الصيغة التي أعدت بها المسودة التي رأى البعض أنها حادة وتدعو إلى التصعيد.
استحالة تسليم عناصر الكردستاني
هذا وقد أكد الرئيس العراقي جلال الطالباني ورئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني رغبتهما في حل مسألة حزب العمال الكردستاني بالوسائل السلمية وتفادي إراقة الدماء، مؤكدا على استحالة قيام العراق بتسليم عناصر حزب العمال الكردستاني إلى تركيا، قائلا:" إذا كان الجيش التركي بكل جبروته عجز عن دحر عناصر الحزب او اعتقالهم فهل نستطيع نحن".
ودعا الطالباني الحكومة التركية إلى ضبط النفس واعتماد الحوار لإيجاد حل سياسي بدلا من التدخل العسكري في الأراضي العراقية. وقال: "إننا نؤيد حل جميع المشاكل عبر المناقشات الودية، وتربطنا بتركيا اتفاقية تنص على ضرورة التوصل إلى حلول سياسية لجميع المشاكل التي قد تنشب بين العراق وتركيا، ولذلك نرغب في إيجاد حل سياسي مع تركيا ونعارض نشوب حرب معها ولا نتوقع نشوب حرب بين شعبنا وبين تركيا، ونأمل في أن ينتصر صوت الحكمة".
من جانبه، أعرب بارزاني عن أمله في عدم نشوب حرب بين تركيا وحزب العمال الكردستاني وشدد على أن حكومة إقليم كردستان العراق ستلتزم الحياد في حال قيام تلك الحرب.