تقرير يتوقع زيادة الطلب على النفط الخليجي عن30% محيط - سالي العوضي ارتفاع الطلب النفطي على منطقة الخليج توقع تقرير حديث زيادة الطلب على النفط القادم من دول الخليج العربي خلال الفترة القادمة يقابلها نمو في الانتاج بنسبة 30% مدفوعة بتداعيات كارثة التسرب النفطي في خليج المكسيك التي تسببت في شح الإمدادات من تلك المنطقة الغنية بموارد الطاقة. وأوضح التقرير الصادر عن شركة "نفط الهلال أن الكارثة التي وقعت في خليج المكسيك مؤخراً دفعت جميع الأطراف المعنية في صناعة الطاقة من منتجين ومستهلكين على حد سواء إلى إعادة التفكير بالعديد من أنظمة هذه الصناعة. وأشار إلى أن منطقة الخليج العربي تعتبر مركز إمدادات النفط العالمية؛ وأن معدل إنتاجها بلغ نحو 23.6 مليون برميل من النفط يومياً في العام الماضي 2009؛ أي ما يعادل 30% من الإنتاج العالمي، ومن المتوقع أن يلعب القطاع الخاص الخليجي دوراً رئيسياً في ضمان استقرار نظام النفط العالمي خلال الفترة القادمة، لأن الكارثة التي وقعت في خليج المكسيك أدت إلى إحداث صدمة في صناعة النفط والعالم بأسره. وقال بدر جعفر، المدير التنفيذي لشركة نفط الهلال في التقرير الذي أوردته صحيفة "الوسط" البحرينية:" لا يوجد أدنى شك بأن تداعيات التسرب النفطي على الصناعة بالكامل سوف تتواصل لعدة سنوات مقبلة، مضيفاً تتمثل إحدى النتائج التي لا تقبل أي شك في خضوع كامل صناعة النفط والغاز إلى الرقابة والفحص الدقيق، وهو أمر مبرر، للتأكد من توافق كافة عناصر هذه الصناعة وانسجامها مع أعلى معايير البيئة والسلامة". وأوضح التقرير أن منطقة الخليج ستلعب دوراً حاسماً في ضمان تواصل الإمداد إلى أسواق النفط العالمية خلال هذه الفترة العصيبة، مشدداً على أن عمليات الحفر واستكشاف النفط والغاز في أعماق البحار أصبحت أكثر صعوبة وخطورة في الوقت الراهن مما كان يُعتقد في السابق. ورجح التقرير أن يواجه قطاع النفط العالمي قوانين جديدة لخطر عزوف الشركات عن الاستثمار في هذه المنطقة، مستندا على ما توقعته وكالة الطاقة الدولية بأن يتراجع التقدم الذي تم تحقيقه في منطقة خليج المكسيك نحو عامين مقارنة مع ما كان متوقعا قبل حدوث التسرب النفطي، وذلك جراء القرار الأمريكي بتجميد منح التراخيص للتنقيب عن النفط في البحر ستة أشهر قابلة للتمديد، بالإضافة إلى توقف هذه العمليات البحرية خلال الفترة اللازمة لصياغة قوانين جديدة للتنقيب عن النفط في البحر ودخول هذه القوانين حيز التنفيذ. وكالة الطاقة الدولية وذكر التقرير أن الوكالة الطاقة الدولية قدرت أن يبلغ حجم انخفاض إنتاج النفط من خليج المكسيك نحو 100 ألف إلى 300 ألف برميل يومياً أقل من المتوقع بحلول عام 2015، موضحاً أنه من المؤكد أن يؤدي التسرب النفطي في سواحل المكسيك إلى تراجع عمليات الحفر والاستكشاف والتطوير في أعماق البحار حول العالم. وأكد التقرير على محاولة الجهات الرقابية والتشغيلية تقييم الإجراءات اللازم اتخاذها لمنع تكرار حدوث هذه التسربات مستقبلاً، تدرس الكثير من الشركات إمكانية خفض استثماراتها في هذا القطاع نظراً لتزايد المخاطر فيه. وتتزامن هذه التطورات مع توقعات وكالة الطاقة الدولية بأن يؤدي انخفاض عمليات الاستكشاف والإنتاج في البحار عالميا إلى تراجع الطلب العالمي بنحو 800 إلى 900 ألف برميل من النفط يومياً بحلول عام 2015، أي بنحو واحد في المائة من الطلب العالمي المتوقع عام 2010. وأشار إلى أن تركيز منطقة الخليج العربي على الإنتاج من الحقول البرية الواقعة في مياه سطحية قد أسهم في حماية هذه الصناعة من الكثير من الصعوبات الجديدة التي تواجه عمليات الاستكشاف والإنتاج في المياه العميقة. اوباما خلال زيارته لمنطقة التسرب النفطي ومن جانبه، أعلن الرئيس الأمريكي باراك اوباما أن من أهم أبرز الأسباب التي دفعته إلى السعي وراء إيجاد مصادر وقود بديلة ورسم مستقبل يعتمد على الطاقة ذلك التسرب النفطي الذي حدث في خليج المكسيك قبل 72 يومًا من الآن. وفى إطار سعيه للتخفيف من حدة هذه الأزمات وإيجاد مخارج بديلة، أعلن أوباما أن شركات الطاقة الشمسية الجديدة ستحصل على ملياري دولار وذلك بهدف إتاحة آلاف الفرص الوظيفية وزيادة استخدام الدولة لمصادر الطاقة المتجددة، موضحاً أنه مع المخاطر المتزايدة والتكاليف المتزايدة فلابد من الاتجاه إلى تقليل استخدام الوقود الأحفوري. وكشف خلال خطابه الأسبوعي الإذاعي عن أن عملية التمويل هي جزء من خطته لجلب صناعات جديدة إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية مشيرًا إلى أن مثل هذه المشاريع ستوفر 2000 وظيفة لتنفيذ الإنشاءات، و1500 وظيفة دائمة. وأشار أوباما إلى أنه في غاية الاقتناع بشأن التحرك في هذا الاتجاه لكن في الوقت نفسه يعلم تمامًا أنه لا يمكن للولايات المتحدة أن تتوقف عن استخدام النفط العام المقبل أو خلال الأعوام العشرة المقبلة أو أن تتحول بين عشية وضحاها إلى الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح. التسرب النفطي في خليج المكسيك ويذكر أن التسرب النفطي في خليج المكسيك هو الأكبر في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية ويعد بمثابة كارثة بيئية نجمت عن تسرب نفطي هائل وقع بعد انفجار نجم عن تسرب غازي في منصة "ديب ووتر هوريزون" التابعة لشركة بريتش بيتروليوم "بي. بي" البريطانية في 22 إبريل/نيسان من العام الحالي وتم تقدير حجم التسرب ما بين 35 إلى 60 ألف برميل يوميا تخرج من البئر الواقعة على عمق 1500 متر تحت سطح البحر، ما دفع أوباما لوصف الحادثة بأنها أكبر كارثة بيئية في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكانت تلك الحادثة، التي أودت بحياة 11 عاملا، قد أدت إلى تعرض أسهم شركة "بريتش بيتروليوم" العملاقة لتراجعات حادة على الرغم من محاولاتها المتكررة لوقف تسرب النفط . وقد أعلنت شركة بريتيش بتروليوم، عملاق النفط البريطاني، أن بقعة التسرب النفطي التي وقعت في خليج المكسيك كلفتها حتى الآن ماقيمته 3.12 مليار دولار مايعادل 2 مليار جنيه استرليني. شعار شركة بريتش بتروليوم وأشارت الشركة في بيان أن هذا المبلغ يتضمن العمليات التي قامت بها لاحتواء التسرب وتنظيف البقعة التي نتجت عن ذلك، بالإضافة إلى تكلفة حفر آبار الاغاثة مضيفة أنه تم دفع من ضمن المبلغ 147 مليون دولار كتعويض لأولئك الذين تضرروا من التسرب. وحذرت الشركة مجدداًَ من أن هذه التكلفة قد ترتفع حيث أعلنت الأسبوع الماضي أن تكلفة احتواء التسرب النفطي ارتفعت ارتفاعاً كبيراً بلغ 2.65 مليار دولار، مشيراً إلى أنه يعمل حالياً 44.500 الف شخص من العاملين في شركة "بريتيش بتروليوم" على عملية معالجة التسرب هذه وهو العدد الذي يعتبر أكثر بخمسة الاف شخص مقارنة بالاسبوع الماضي. وفي الوقت الحالي أكدت الشركة تعليق ووقف عملية ازالة البقعة النفطية من على سطح الماء بشكل مؤقت بسبب "اعصار اليكس" الذي يمر حالياً على المنطقة وأن عمليات حفر آبار الإغاثة ستكون في طريقها للاستكمال في شهر أغسطس/آب القادم.