القاهرة : بعد الجولة الخليجية التي قام بها رئيس الحكومة المصري د. عصام شرف إلى عدة دول خليجية ، أعلن مؤخرا أن أفريقيا هي المحطة القادمة ضمن جولاته المكوكية الت يسعى من ورائها لتحريك المياه الراكدة في الاقتصاد المصري عبر جذب استثمارات جديدة. وضمن هذا الإطار أكد السفير المصري لدى إثيوبيا طارق غنيم أن الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء الدكتور عصام شرف والوفد المرافق له لإثيوبيا تمثل بداية جديدة لاستعادة مصر لدورها الريادي نحو افريقيا في ضوء المناخ الايجابي الذي خلقته ثورة 25 يناير، موضحا أن الفترة القادمة يتوقع أن تشهد تطورات ايجابية ستنعكس بشكل مباشر على تنمية وتطوير هذه العلاقات بعد ان شابها بعض الفتور في السابق. وقال السفير غنيم في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن رئيس الوزراء سوف يشهد خلال الزيارة التي تستمر يومين التوقيع على اتفاق بين اتحاد الغرف التجارية الاثيوبية والمصرية بهدف العمل على زيادة تدفق التجارة والاستثمارات بين البلدين، مشيرا الى ان البلدين لم يصلا حتى الان الى تحقيق اقصى استفادة من الموارد المتاحة بينهما. وأضاف ان شرف سيلتقي خلال الزيارة مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي والرئيس الاثيوبي جيرما ولد جيورجيوس، وغيرهم من كبار المسؤولين الاخرين وان كل وزير بالوفد المرافق لرئيس الوزراء سيلتقي كل على حده مع نظيره الاثيوبي لبحث العلاقات الثنائية، موضحا ان الوفد المرافق يضم وزراء الخارجية الدكتور نبيل العربي والكهرباء حسن يونس والري حسن العطفي ووزيرة التخطيط والتعاون الدولي فايزة أبوالنجا وأسامة صالح رئيس الهيئة العامة للاستثمار، وان شمولية هذا الوفد تعكس اهتمام مصر بفتح صفحة جديدة في كافة المجالات مع الجانب الاثيوبي. وقال السفير إن "هذه الزيارة من شأنها أن تكون بداية لاقامة كيان اقتصادي يضم دول حوض النيل مثل كيانات اقتصادية اخرى في القارة مثل منظمة تنمية الجنوب الأفريقي (ساداك) والتجمع الاقتصادي لدول غرب أفريقيا (ايكواس) ومنظمة السوق المشتركة لدول جنوب وشرق أفريقيا "كوميسا"، موضحا انه "بالتالي قد يكون ذلك بداية للتفكير في اقامة هذا الكيان الاقتصادي لدول حوض النيل حتى تستفيد من الموارد المتاحة فيما بينها لتنمية وتطوير دولها". وقال السفير إن حجم التجارة بين البلدين مازال في حدود 300 مليون دولار وان هذا الرقم بسيط ولا يرقي الى الامكانيات المتاحة بين البلدين خاصة وان هناك الكثير من المنتجات التي يمكن ان تستوردها مصر من اثيوبيا وعلى سبيل المثال اللحوم الاثيوبية الجيدة، وان قرب المسافة بين البلدين يقلل فترة الشحن وبالتالي يمكن المحافظة على جودتها، وهناك ايضا الكثير من الحبوب التي يمكن لمصر ان تستوردها من اثيوبيا، في حين يمكن لاثيوبيا ان تستورد من مصر منتجات غذائية وأدوات كهربائية ووقود وزيوت وسلع شبه مصنعة، وهناك ايضا الكثير من السلع والمنتجات التي يمكن ان يتبادلها البلدان. وأضاف ان حجم الاستثمارات المصرية في اثيوبيا في حدود مليار و 200 مليون دولار وان هذا الرقم بسيط ايضا نظرا لوجود مجالات هائلة يمكن الاستثمار فيها. وقال "إننا أمام مناخ ايجابي ظهر من الجانبين وانعكس على زيارة الوفد الشعبي المصري لاثيوبيا وكان زيارة ايجابية نتج عنها روح جديدة في علاقات الشعبين مهدت الطريق للزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء، وطرحت أرضية يمكن البناء عليها في مجمل العلاقات وخاصة في موضوع مياه النيل". من جانبه قال المستشار الاعلامي المصري لدى اثيوبيا مصطفى أحمدي إن التناول الاعلامي لوسائل الاعلام الاثيوبية للشأن المصري يعتمد على وكالات الانباء ويتسم بوجه عام بموضوعية، وان زيارة وفد الدبلوماسية الشعبية مؤخرا الي أديس أبابا ترك اثرا ايجابيا كبيرا لدى الشعب الاثيوبي. وأشار في هذا الصدد الى أن زيارة الوفد "أحدثت حالة غير مسبوقة من الحراك قلما تشهده وسائل الاعلام الاثيوبية، تمثل في تصدر أخباره ولقاءاته مع المسئولين الاثيوبيين صدر صفحات كافة الصحف الرسمية والمستقلة والخاصة، فضلا عن متابعة وسائل الاعلام المرئية والمسموعة لأخبار الوفد أولا بأول، مما يؤكد علي رغبة البلدين في طي صفحة الماضي واستعادة ذاكرة العلاقات القوية بينهما".