هل تنقذ العالم من "حرب العملات" ؟! محيط - زينب مكي وسط استمرار المخاوف من نشوب "حرب عملات " تجتاح النظام المالي العالمي طالب رئيس البنك الدولي روبرت زوليك بضرورة جلب الذهب مرة أخرى إلى النظام النقدي العالمي باعتباره مرتكزا لتوجيه تحركات العملة، مؤكدا أنه ليس الدولار الأمريكي أو الين الياباني أو الجنيه الاسترليني او اليورو وحده الذي يمكن مستقبلا ان يكون وحدة العمله الرئيسية في العالم بل انه يتعين ان يكون كذلك للذهب دور رئيسي في ذلك. وطالب زوليك بتحقيق نظام صرف عالمي جديد للعملات العالمية؛ يكون للذهب فيه مركزا مؤثرا مشيرا الى انه كان للذهب قبل الحرب العالمية الاولى الدور الاساسي في تنظيم العملات العالمية والى انه عقب الحرب العالمية الثانية اوجد هامشا جديدا الى جانب الذهب وهو الدولار كعملة عالمية رائدة، وفقا لما أوردته أسبوعية "دير شبيغيل" الألمانية. وقال زوليك "إن الذهب يمكن أن يساعد في إعادة تنظيم النظام المالي العالمي في ظل التوترات الشديدة التي تواجهها العملات، وخاصة السياسة النقدية الأمريكية"، مضيفا أن العالم في حاجة إلى نظام جديد لخلافة نظام "بريتون وودز الثاني" الخاص بنظام العملات العائمة، الذي كان يعمل في نظام تقييم العملة بسعر فائدة ثابت مرتبط بالذهب والذي أنهار عام 1971. من جهة اخرى اقترح زوليك في حديث لصحيفة "فاينانشال تايمز دويتشلاند" الصادرة في برلين أمس الاثنين اقترح التفكير في جعل سعر الذهب كامكانية لتحديد اسعار صرف العملات العالمية وكمبدا في مراقبة التضخم المالي او تقييم وتحديد مستوى العملات العالمية. وأكد ذلك في تصريح أخر لصحيفة "فاينانشيال تايمز""يجب أن تنظر أيضا في استخدام الذهب كنقطة مرجعية دولية من توقعات السوق بشأن التضخم والانكماش وقيم العملات في المستقبل"، مضيفا"على الرغم من الوضع الحالي لتقييم العملات، فإن الأسواق تستخدم الذهب كأصل بديل للعملة النقدية اليوم". وجدير بالذكر أن ذلك كان الوضع الأصلي لاتفاق "بريتون وودز" والذي يأتي في إطار ما تقوده الولاياتالمتحدة لتحقيق الاستقرار في النظام المالي العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، مع ربط الدولار بالذهب والضوابط المعمول بها للحد من تدفق رأس المال. وكان الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون قد تخلى عن هذه السياسة في 1971 عقب انخفاض قيمة الدولار بالنسبة إلى الذهب، ولكن أسعار الذهب عادت اليوم تجذب المستثمرين بالاتجاه إليه للتحوط ضد المخاطر العنيفة للتضخم والمديونية في الولاياتالمتحدة. واعترف زوليك أن صياغة اتفاق نقدية جديدة لتنظيم الاقتصاد العالمي سيستغرق وقتا، حيث احتاج الغرب بعد سنتين من أزمته المالية الشهيرة والأسوأ أن الغرب يتعامل مع سياسة نقدية جدية، لكنه أضاف "لكن يتعين علينا أن نبدأ".