هل تنضم الدول العربية "إجبارا" لمعسكر الدولار في "حرب العملات"؟ محيط – زينب مكي يبدو أن الدولار سيجر معه العديد من الدول إلى ساحة "حرب العملات" لتنضم إلى "جيش" العملة الأمريكية "إجبارا" وذلك ليس لمصلحة لها ولكن لمجرد ارتباطها بالعملة "الخضراء" الضعيفة. ويتجلى ذلك بوضوح في موقف الدول العربية من تلك الحرب حيث يؤكد كافة الخبراء أنها وإن كانت ليس فاعلا في تلك الحرب إلا أنها ستكون طرفا غير مباشرا فيها عندما يجرها الدولار الضعيف "مرغمة" ضمن معسكره في ساحة "حرب العملات"؛ فأي هزة تصيب الدولار تكون لها ارتدادات مباشرة على دول الخليج خاصة التي تربط عملاتها المحلية بالدولار. وفي هذا الصدد يؤكد المستشار الاقتصادي الدكتور خالد الحارثي أن ربط الريال السعودي بالدولار قضية جدلية ظهرت عندما بدأ الدولار يفقد قيمته ولها اكثر من رأي، مؤكدا أن الوضع الحالي يحتاج الى رفع قيمة الريال أمام الدولار وهو الخيار الانسب في هذا الوقت لوجود احتياطيات ضخمة للمملكة في المصارف العالمية وبالتالي الوضع مهيأ للاقدام على هذا التغير، حسبما نقلت عن صحيفة "الرياض" السعودية. كما نقلت "لإمارات اليوم" عن الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في مجلس التعاون الخليجي، محمد بن عبيد المزروعي، أن هناك تكليفاً لإعداد دراسة عن التضخم في دول الخليج في حال تراجع أسعار صرف الدولار مقابل العملات، وما لذلك من تأثيرات سلبية في النشاط الاقتصادي الخليجي وأسعار السلع. ويقول المزروعي أن ارتباط عملات دول الخليج بالدولار يحتم دراسة تأثير تراجع سعر صرفه على المعاملات المالية والتجارية ومستويات الأسعار، ولا يوجد ما يمنع من تدخل المصارف المركزية، من خلال أدوات السياسة النقدية، مثل تقليل عرض النقد أو خفض قيمة العملة وغيره من الأدوات بحسب ما تراه كل دولة مناسبا لظروفها"، مقللاً من مخاوف استمرار ما وصفه محللون من حروب العملات وتأثير ذلك في انتعاش الاقتصاد الخليجي. وعلى الجانب الأخر، كتب المحرر المصرفي بصحيفة "الراي" الكويتية انه وفي ذلك التوقيت ربما ينتهز محافظ بنك الكويت المركزي الشيخ سالم الصباح اجتماعاً مع نظرائه الخليجيين ليعطي بعض اشارات الاعتداد بالقرار الذي اتخذه العام 2007 بربط الدينار الكويتي بسلة عملات بدلاً من ربطه بالدولار الأمريكي". واكدت الصحيفة أن البنك المركزي الكويتي وحده بين نظرائه الخليجيين لن يجر مرغماً الى ساحة "حرب العملات" بالمقدار نفسه، مؤكدة أن الملاحظ من سجل حركة الدينار خلال عام مضى أن الربط بسلة عملات قلل كثيراً من تذبذب الدينار أمام العملات الرئيسية الأخرى غير الدولار، في مقابل نسبة تذبذب محدودة أمام الدولار نفسه. وجدير بالذكر أن مصطلح "حرب العملات" ظهر مع الصراع الدائر منذ سنوات بين أكبر اقتصادين في العالم، الاقتصاد الأميركي ونظيره الصيني، فالأول يجاهد للخروج من أزمة عصفت به على مدار الأعوام الثلاثة الماضية، وفي هذا الصدد يتبنى موقفاً متشدداً ضد الثاني والقوى الاقتصادية الصاعدة الأخرى لإجبارها على السماح لعملاتها بالارتفاع أمام الدولار والعملات الرئيسية الأخرى. والثاني الصين يسعى للحفاظ على نمو تمتع به على مدار العقد الماضي، رفضا أيه تدخل من الجانب الأمريكي أو الأوروبي في هذا الشأن، و معتبرا أن ضعف اليوان يساهم في زيادة صادراتها التي غزت العالم، والتي تشكل عصب الاقتصاد الصيني.