أوباما يعيد فتح قضية "اليوان" والصين ترفض ال"تسييس" يبدو أن الأيام المقبلة ستحمل معها المزيد من التوتر في العلاقات الأمريكية الصينية حيث تعكف وزارة المالية الأمريكية على وضع قرار يعتبر الصين دولة "تتلاعب بعملتها" من المقرر أن تصدره في ال 15 من الشهر الجاري، في الوقت الذي رفضت فيه الصين وبقوة تسييس قضية سعر صرف "اليوان"، في إشارة إلى رفضها تحمل مشكلات واشنطن المالية.
ورفض نائب محافظ البنك المركزي الصيني سو نينج "تسييس" الرئيس الأمريكي باراك أوباما للجدل القائم بشأن اليوان، قائلا: إن أوباما يريد من الصين حل مشكلات بلاده.
وقال نينج على هامش اجتماعات مؤتمر الشعب العام المنعقد في العاصمة بكين: "لا نوافق على تسييس قضية سعر صرف اليوان، كما لا نوافق على إجبار أية دولة أخرى على حل مشكلاتها".
وكان اوباما قد حث أمس الأول الخميس الصين على اعتماد معايير للتحويل الخارجي "أكثر ملاءمة للأسواق"، في خطوة الغرض منها الضغط على بكين لإجبارها على السماح بارتفاع قيمة عملتها اليوان.
وحث الرئيس الأمريكي الصين على تغيير استراتيجيتها النقدية من أجل المساعدة في إعادة التوازن للاقتصاد العالمي، في الوقت الذي دأبت فيه الصين على اعتبار الظروف المحيطة بعملتها شأنا داخليا محضا.
وقال الرئيس الأمريكي في كلمة ألقاها في واشنطن إن على الصين "اعتماد سعر صرف لليوان يعتمد على ظروف السوق" كيلا يغبن المصدرون الأمريكيون، وسيكون من شأن تحرير سعر صرف اليوان رفع قيمته والعودة بالنفع على المصدرين الأمريكيين.
اليوان يعطى صادرات الصين ميزة تنافسية وأضاف الرئيس الأمريكي في كلمته: "لعبت أمريكا ولوقت طويل دور محرك الاستهلاك للعالم أجمع، ولكننا الآن نعيد التوازن إلى هذا الوضع، فنحن نوفر نسبة أكبر من دخلنا".
وقال أوباما في كلمته أيضا: "على الدول المبتلاة بعجز تجاري خارجي زيادة التصدير والتوفير، أما الدول التي تتمتع بفائض تجاري فعليها تشجيع الاستهلاك والطلب الداخليين"، وأضاف: "كما قلت في السابق، فإن اعتماد الصين سعر صرف يحاكي الأسواق سيمثل مساهمة مهمة في جهود إعادة التوازن إلى الاقتصاد العالمي".
جدير بالذكر أن صادرات الاقتصادات الصاعدة كالصين والهند إلى دول العالم المتقدم تفوق وارداتها منها بكثير، وفي حالة الصين، يضاعف سعر صرف اليوان المتدني - الذي يجعل الصادرات الصينية زهيدة الثمن بينما يرفع أسعار الواردات - من تأثيرات هذه الظاهرة. ويضغط الشركاء التجاريون للصين وفي مقدمهم الولاياتالمتحدة باتجاه إعادة تقويم سعر صرف اليوان الذي يعتبرونه أقل بكثير من قيمته الفعلية، وهم يؤكدون أن سعر الصرف المنخفض لليوان يمنح الصادرات الصينية ميزات تنافسية على صادرات بقية الدول، ما ساهم في جعل الصين العام الماضي البلد المصدّر الأول في العالم على رغم الأزمة العالمية وتراجع التجارة الدولية.